تُعد الأفكار من أقوى الأدوات التي يمتلكها الإنسان، وهي اللبنات الأساسية لكل شيء من حولك من الحاسوب إلى القميص الذي ترتديه، فالعالم الذي تعيش فيه تسيطر عليه الأفكار التي تشغل عقلك، وهو مرآة لما تفكر به. وقد يود الإنسان السيطرة على جزءٍ ما من أجزاء العقل، وخاصةً الأجزاء المسؤولة عن التحكم بتصرفاته في أحد المناحي في الحياة، والجيد في ذلك أنّه بالإمكان فعل ذلك عند الالتزام ببعض الإستراتيجيّات الفعّالة والقوية المناسبة للتحكم في العقل، وبالتالي في التصرّف. السيطرة على التفكير وللنجاح في السيطرة على العقل فإن الطريقة الحقيقية هي في السيطرة على الأفكار الصادرة عن ذلك الجزء من العقل الذي ينوي الشخص التحكم به، ولفعل ذلك فإنّ هناك بعض طرق التفكير التي يجب الانتباه إليها عند حدوثها، وبالتالي السيطرة عليها بواسطة إحدى الحيل الفعّالة وتوجيهها بالاتجاه الذي يضمن الحصول على التصرف المناسب.
تقول الدكتورة أميرة حبارير، الخبيرة النفسية لسيدتي ما حياتنا سوى أفكارنا، فماذا يحدث لحياتنا عندما تسيطر علينا أفكارنا، من الممكن أن تكون أفكارنا أجمل الأصدقاء في رحلة الحياة أو أسوأ الأصدقاء، فكيف يمكن السيطرة عليها لنجعل حياتنا أكثر سعادة، وأفضل استعداداً لحل المشكلات وتخطي التحديات، إليك النصائح التالية:
حرر أفكارك في خطوات
الاقتناع بالنفس:
الاقتناع بفكرة القدرة على التغيير في النفس، فعندما لا يؤمن الشخص بأنه قادر على تغير نفسه فإنه لن يبذل الجهد الكافي في محاولة الحصول على التغيير الذي يريده في نفسه، بذلك فإنه من الضروري في محاولة تغيير العقل البدء بإقناع النفس بالقدرة على الحصول على النجاح الذي يريده، وعندها سيؤمن الشخص أيضاً بأنه قادر على التحكم في الأجزاء المختلفة في العقل بسبب ذلك.
الانتباه للتفكير السلبي:
الانتباه إلى التوجّه السلبي أو الإيجابي نحو أمور ومسائل الحياة التي ينوي الشخص التصرف إزاءها، فعليه أن يكون إيجابياً في التفكير مهما حصل، لأن التفكير الإيجابي يساعد أصحابه بشكلٍ أفضل في الحصول على النجاح.
عدم تعظيم الأمور السلبية:
الحذر من الانزلاق في فخ تعظيم الأمور فوق حجمها الحقيقي، ولكن بدلاً من ذلك يجب الإيمان بأن الشخص ليس ضحية للأحداث وللمواقف التي تحصل معه، بل هو قادر على تغيير الأمور التي تحدث بشكلٍ سيئ وتحويلها إلى ما هو جيد، وبالتالي يمكنه التغيير من السلوكيات الهدامة أو السلبية والانسحابية إلى سلوكيات تساعد في الحصول على ما هو أفضل.
*السيطرة على أفكارك
-توقف وتنفس بعمق
أوقف مؤقتاً قطار الأفكار الخارجة عن السيطرة من خلال التفكير -حرفياً، وبوعي- بأن "تتوقف!". خذ عدة أنفاس عميقة لاستجماع رباطة جأشك قبل البدء ليتسنى لك معالجة أفكارك بوضوح وبعقل راجح.
• من خلال تركيز عقلك على تنفسك للحظة، أنت تبعد نفسك عن أفكارك بمسافة تجعل إدارتها أسهل.
• أظهرت الدراسات أن 90 ثانية هي كل الوقت المطلوب لتتلاشى المحفزات الكيميائية العصبية في الدماغ وتعود كيمياء الدماغ الطبيعية لحالها، لذا حاول العد حتى 90 لتهدئة نفسك.
-عِش في اللحظة الراهنة
التفكير المستمر في الماضي، الذي لا تملك القدرة على تغييره، أو التنبؤ بما في المستقبل، الذي لا يمكنك التنبؤ به، هو طريقة مؤكدة لفقدان السيطرة على أفكارك. ركز على الوضع هنا والآن؛ الموقف الملموس للغاية الذي يمكنك التحكم به، وسوف تسير أفكارك تباعاً على هذه الخطى.
• جرب أسلوباً بسيطاً لتهدئة نفسك، مثل: الجلوس على كرسي والتركيز على ما تشعر به قدماك فيما تلامسان الأرض. يمكن أن يساعدك ذلك على التواصل مع ما تشعر به في الوقت الحالي وتخفيف المخاوف الأخرى.
• اطرح هذا السؤال البسيط على نفسك: ما الذي يمكنني فعله الآن لتغيير ما أشعر به؟
-راقب أفكارك دون أحكام
بعد التوقف لبعض الوقت، ارجع إلى أفكارك دون انتقاد نفسك، لأنك تفكر بها. تأمل سبب وجود مثل هذه الأفكار وما الذي جعلك تشعر أنك فقدت السيطرة على عقلك. يساعد إلقاء نظرة موضوعية على أفكارك على فهمها دون إثارة العواطف السلبية.
-تصرف عملياً لمواجهة أفكارك
الجلوس مع أفكارك دون عمل أي شيء يؤدي إلى حلقة مفرغة من التفكير. ضع خطة للتعامل مع أفكارك ومخاوفك، فالأفكار الفاسدة تتأصل على الأغلب من عدم اليقين. إذا لم تتمكن من التوقف عن التفكير في العمل على سبيل المثال، ضع خطة لفصل حياتك العملية عن حياتك في البيت عن طريق أخذ إجازة أو تقليل العمل من المنزل أو البحث عن عمل جديد تستمتع به.
• في كثير من الأحيان لا نستطيع السيطرة على أفكارنا لأننا نخشى العمل عليها (مواجهتها).
• بعد وضع هذه الخطط، لن تنتهي مهمتك، بل ستحتاج للالتزام بها.
• إذا بدت أفكارك مشوهة أو كنت تشعر باستمرار بأنك فاقد السيطرة، فقد تحتاج للجوء لمجموعات المساعدات الذاتية (والاستماع للخبرات المشتركة للأفراد) أو للعلاج المتخصص.
-أحِط نفسك ببيئة مريحة
يؤثر العالم الخارجي بشكل عميق على عالمك الداخلي، لذا إذا كنت في بيئة تشعر فيها بعدم الارتياح أو بأنك فاقد السيطرة، فستعكس أفكارك تلك المشاعر. شغّل موسيقى تهدئك أو أضئ شمعة أو اذهب إلى أكثر "مكان صغير" تحبه بشكل شخصي.
• حاول أن تخرج لتتمشى في الطبيعة. من المعروف عن المساحات الخضراء أنها تهدئ العقل، خاصة إذا كنت تعيش في بيئة حضرية. ابحث عن منتزه أو شاطئ أو ممر للمشي لمسافات طويلة وخذ بعض الوقت لتنفصل داخلياً عن عالمك الخارجي.
-حوّل أفكارك مؤقتاً إلى نشاط آخر
اذهب للجري أو شاهد فيلماً أو اتصل بصديق لتُبعِد عنك الأفكار التي تشغلك. افعل شيئاً يمكنك البدء به على الفور، لتمنع عن نفسك الاستغراق لفترة أطول مع أفكارك المرهِقة.
• تذكر مع ذلك أن هذا حل للمدى القريب. لا يزال يتعين عليك العمل على طرق لاحتواء أفكارك عندما لا تستطيع "الهروب" منها.
-تحدث مع شخص آخر للكشف عن أفكارك.
رؤية أفكارك من منظور جديد غالباً ما يؤدي إلى إبعادها في دقائق، كما أن مشاركة مشاعرك تمنعها من التكرار في رأسك مراراً وتكراراً.
• يمكنك مشاركة أفكارك مع أصدقائك أو أهلك أو معالج نفسي.