فترة الحمل رحلة مليئة بالتغيرات والاضطرابات وربما المفاجآت، بعضها مؤلم، لكن بعضها الآخر ربما يكون مبهجاً، وأمراض الدم كثيرة منها المتوارث مثل الثلاثيميا وأنيميا البحر المتوسط، ومنها المكتسب مثل سرطانات الدم الحميدة والحادة، وعن تأثيراتها التي تحتاج لعلاجات فورية يحدثنا الدكتور أحمد حميد الرستماني، استشاري ورئيس قسم أمراض الدم في مدينة برجيل الطبية.
ما هو تأثير أمراض الدم على المرأة الحامل؟
هناك بعض التغيرات الفسيولوجية التي تطرأ على المرأة الحامل، مثل كثرة السوائل في الجسم، وزيادة حاجتها لمعادن معينة مثل الحديد، والتغيرات التي تحدث للقلب والكُلى، ويصاحبها نقص لبعض البروتينات، كذلك تَعرُض المرأة الحامل لخطر تخثر الدم، حيث تشير الدراسات إلى أن الحمل يزيد من حالة التخثر لدى المرأة الحامل إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بما هو عليه عند المرأة غير الحامل؛ بسبب خسارة بعض البروتينات، إضافة إلى التغيرات التي تطرأ على السوائل وتأثيرها على خلايا الدم، حيث يقل تركيز الخلايا مع كثرة السوائل أثناء الحمل، والفحوصات تُظهر التغير في زيادة إنتاج الصفائح الدموية عن المعدل الطبيعي.
ما هي علامات وأعراض أمراض الدم عند المرأة الحامل؟
المرأة المصابة بمرض أنيميا الحمل سوف تتعرض إلى زيادة في درجات المرض، وبالتالي نحرص على أن تتناول المكملات الغذائية والفيتامينات التي تحتوي على الحديد؛ تعويضاً لها وللجنين؛ لأن المخزون لديها سوف يتناقص مع تقدم الحمل، أما النساء المصابات بالأنيميا المنجلية وهي عبارة عن تكسر الدم بفعل تغيرات تطرأ على الأحماض الأمينية على جدار خلايا الدم، وتظهر في صورة تكسُر في الدم وآلام في العظام، فتزداد هذه الأعراض مع تقدم شهور الحمل.
وننصح المرأة الحامل بأن تتناول السوائل وتراجع الطبيب قبل الشروع في خطة الحمل، حيث أنه قد يؤثر على المريضة سلباً وهناك حالات نمنع فيها الحمل.
التجلطات من ضمن أمراض الدم عند الحامل، ماذا عنها؟
أما أمراض تخثر الدم فتَكَوُن عبارة عن تجلطات في الساق، وتستلزم متابعة المرأة مع الطبيب المختص منذ بداية الحمل وحتى الولادة، وبعدها أيضاً بستة أسابيع على الأقل. بالنسبة لبعض أمراض الدم التي تستدعي العلاج الكيماوي، والذي يعد من الأدوية الممنوعة أثناء الحمل؛ لأنها تؤثر سلباً على نمو الجنين، فيكون من الصعب علاج المرأة الحامل المصابة بأيٍ من سرطانات الدم، ويتم تعويضها بأدوية أخرى تناسب الحمل، ولا تعرض الأم أو الجنين إلى أخطار العلاج الكيماوي.
تعرّفي إلى المزيد: متى تكون نتائج تحليل الحمل خاطئة؟
ما الذي يجب أن تتجنبه المرأة الحامل إذا اكتشفت إصابتها بأمراض الدم في مرحلة لاحقة من الحمل؟
في البداية يجب أن نعرف أن أمراض الدم مختلفة وكثيرة، فإذا لاحظت المرأة وجود تغير يشير إلى وجود مرض من أمراض الدم، عليها أن تقوم بزيارة الطبيب المختص من أجل تشخيص المرض، ووضع خطة الحمل والولادة والرضاعة وفقاً لخطورة الحالة.
كيف تدير المرأة الحامل المصابة بأمراض الدم حياتها وروتينها الصحي؟
أن تخطط للحمل قبل الشروع فيه مع طبيبها؛ لوجود أخطار على الأم والجنين في نفس الوقت، فأمراض الدم تحتاج إلى خطة مدروسة قبل وخلال الحمل وبعد الولادة، كما أن أنواع العلاجات تختلف وفقاً لنوع المرض. أما إذا اكتشفت الحامل إصابتها بواحد من أمراض الدم فعليها المتابعة لدى طبيب أمراض الدم وطبيب النساء والولادة لإعطاء فرصة ونتائج أفضل.
هل هناك أمراض دم نادرة تحدث للمرأة الحامل؟
من الأمراض النادرة التي نلاحظها حالياً وجود مضاعفات حمل للمرأة التي تحمل في جنين ذي فصيلة دم مناقضة لها، وهذه الحالة تحتم على الطبيب المتابع اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة، واستخدام بعض الأدوية التي تساعد على منع تكُون أجسام مضادة قد تمنع الحمل مرة أخرى في المستقبل.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
تعرّفي إلى المزيد: نصائح للحامل في الشهر التاسع لفتح الرحم