5-7 % من النساء يصبن بكيس مبيض في حياتهن. عادةً ما تكون هذه الحالة خفيفة وتختفي تلقائياً. ومع ذلك، يجب أن تخضع الأكياس للإشراف الطبي من أجل تجنّب أي خطر من حدوث مضاعفات.
وتكوّن كيس على المبيض يختلف اختلافاً كلياً عن متلازمة تكيس المبايض أو المبيض المتعدد الكيسات. إليكِ معلومات هامّة عن تكيس المبايض في المقال الآتي:
متلازمة تكيس المبايض: حقائق مختلفة
تعدُّ متلازمة تكيس المبايض من أكثر الأمراض الهرمونية شيوعاً والتي تصيب ما بين 5 و 10% من النساء. تتميز بسمنة خفيفة، عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاع الطمث وعلامات الأندروجينات الزائدة (الشعرانية، حب الشباب، إلخ). إنها السبب الأول للعقم. في حين أن معظم المرضى الذين يعانون من متلازمة المبيض المتعدد الكيسات لديهم عدة أكياس في المبايض؛ فإنَّ هذه الحالة تختلف تماماً عن كيس المبيض البسيط الذي لا يترافق مع مظاهر أخرى للمرض.
متلازمة تكيس المبايض ناتجة عن اختلال هرموني في المبيض و/ أو أصل مركزي (في الدماغ). يسبب إنتاجاً مفرطاً للأندروجين، وخاصة هرمون التستوستيرون، الذي يُنتج عادة بكميات صغيرة في جسم الأنثى. ينتج عن هذا زيادة في مستويات هرمون التستوستيرون في دم النساء المعنيات.
أعراض تكيّس المبايض
أعراض مرض تكيس المبايض تختلف اختلافاً كبيراً من مريضة إلى أخرى: يمكن أن يظهر المرض بشكل خفيف جداً، أو قد يكون شديد الإعاقات. وأبرز الأعراض هي:
- اضطراب الإباضة: ندرة أو عدم وجود الإباضة (خلل الإباضة أو انقطاع الإباضة) ينتج عنه دورات غير منتظمة، أطول من 35 إلى 40 يوماً، أو حتى في الغياب التام للدورات (انقطاع الطمث). تسبب هذه الاضطرابات العقم عند حوالي نصف النساء المصابات بتكيس المبايض.
- فرط الأندروجين (هرمون الذكورة): إن فرط هرمون التستوستيرون يُترجم لدى 70% من النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، بحدوث حب الشباب وتساقط الشعر (الثعلبة).
- متلازمة التمثيل الغذائي: إن فرط الأندروجين، يسبب السمنة المفرطة التي تجعل جسم المريضة عرضة لمقاومة الأنسولين ومرض السكري. يعاني المرضى أيضاً من زيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وتجدر الإشارة إلى أن الصورة السريرية تزداد سوءاً في حالة زيادة الوزن وأن هناك ارتباطاً بين مؤشر كتلة الجسم والعقم المرتبط بهذا المرض.
علماً أن ظهور اثنين على الأقل من هذه الأعراض الثلاثة، في حالة عدم وجود مرض آخر يسبب إفراز الأندروجين (مثل مرض الغدة الكظرية الوراثي أو أورام المبيض أو الغدة الكظرية)، يؤدي إلى تشخيص متلازمة تكيس المبايض.
تابعي المزيد: 7 أنواع من الشاي تساهم في خفض الوزن بفعالية عالية
التصوير والبيولوجيا لتأكيد التشخيص
في بداية الدورة الشهرية، يحتوي كل مبيض عادة على 5 إلى 10 بصيلات صغيرة يبلغ قطرها حوالي 5 ملم. واحد منها فقط سيصبح بويضة قابلة للتخصيب. في متلازمة تكيس المبايض، يتم حظر النضج الجريبي عن طريق الأندروجينات الزائدة وتتراكم البصيلات غير الناضجة، مع عدم وجود بصيلات سائدة.
لذلك يُظهر تصوير الحوض بالموجات فوق الصوتية العديد من البصيلات الصغيرة (على الأقل 20 بصيلة بقطر أقل من 9 مم) و/ أو حجم كبير من المبيض (أكبر من 10 مل)، دون وجود كيس أو جريب سائد. ومع ذلك، فإنَّ هذه الملاحظة ليست كافية لتشخيص متلازمة تكيس المبايض، لأنَّ النساء في سن الإنجاب يشعرن بالقلق دون تقديم الأعراض الأخرى لعلم الأمراض.
لذلك يتم إجراء تقييم بيولوجي أيضاً، بين اليوم الثاني والخامس من الدورة. لدى المريضات اللواتي لا تأتيهن الدورة الشهرية، يتم تحفيزهن عن طريق العلاج بالبروجسترون لمدة 10 أيام. يتضمن هذا التقييم جرعة FSH و LH ، وهما هرمونان تنتجانهما الغدة النخامية؛ وهي غدة تقع في قاعدة الدماغ، والتي تتحكم في إنتاج الهرمونات في المبيض ودورة المبيض. يتم أيضاً قياس العديد من الجزيئيات الأخرى: البرولاكتين، والتستوستيرون، ودلتا 4 أندروستينديون، و SDHA ، و 17 بيتا استراديول، و 17 هيدروكسي بروجسترون و TSH وأحياناً نسبة السكر في الدم والأنسولين في الدم. تظهر النتائج في حالة متلازمة تكيس المبايض:
- انعكاس لنسبة FSH / LH.
- زيادة الأندروجين.
- ميل لمرض السكري وفرط أنسولين الدم.
تكيّس المبايض: المضاعفات على المدى الطويل
عندما يتم تمييز فرط الأندروجين، فإنه غالباً ما يتجلى من سن البلوغ عن طريق حب الشباب الشديد، الشعرانية أي نمو الشعر في أماكن ليست للنساء، وعدم انتظام الدورة الشهرية. إذا كان فرط الأندروجين معتدلاً، فغالباً ما يأتي التشخيص متأخراً، حوالي 25-30 عاماً، عندما تستشير المريضة من أجل العقم.
تؤدي متلازمة تكيس المبايض إلى مضاعفات طويلة الأمد. يعزز إفراز المبيض للأندروجين من نمو السمنة التي تهيئ لمقاومة الأنسولين. تزيد متلازمة تكيس المبايض من خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي (زيادة الوزن، وعسر شحميات الدم، وارتفاع ضغط الدم الشرياني، واضطراب السكر في الدم)، مما يؤدي أيضاً إلى مقاومة الأنسولين ثم مرض السكري ويشكل عامل خطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية (احتشاء عضلة القلب، والسكتة الدماغية، وما إلى ذلك). كما أنه يزيد من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم.
تكيّس المبايض: علاج الأعراض فقط
علاج متلازمة تكيس المبايض يقتصر فقط على علاج الأعراض، وهذا وصولاً إلى سن اليأس. يعتمد على تحسين نمط الحياة والعلاج النفسي في حالة الشعرانية و/ أو العقم.
في حالة زيادة الوزن، يؤدي فقدان حوالي 10% من الوزن الأولي إلى تقليل فرط الأندروجين ويظهر تأثيراً مفيداً على انقطاع الطمث، مع فائدة محتملة على الخصوبة. على المدى الطويل، سيكون لفقدان الوزن هذا تأثير إيجابي على خطر حدوث مضاعفات التمثيل الغذائي المرتبطة بمتلازمة تكيس المبايض. من ناحية أخرى، بالنسبة للنساء ذوات الأوزان الطبيعية، فإنَّ فقدان الوزن لا يجلب أي فائدة.
في حالة كثرة الشعر، يوصى باستخدام حبوب الاستروجين والبروجستيرون كخط علاج أول. يمنع مكوّن البروجستيرون الخاص به إفراز LH ويقلل من إنتاج أندروجينات المبيض. يقلل مكوّن الإستروجين من مستوى الأندروجينات المنتشرة. إذا فشلت حبوب منع الحمل التي تحتوي على هرمون الاستروجين والبروجستيرون، فإنَّ العلاج يعتمد على مضادات الأندروجين (أسيتات سيبروتيرون) جنباً إلى جنب مع هرمون الاستروجين الطبيعي. سيبروتيرون أسيتات فعّال في ثلاثة أشهر على حَب الشباب وستة أشهر على الشعرانية.
أما بالنسبة للتشوهات الأيضية، فيتم علاجها من خلال نظام غذائي ونمط حياة من الدرجة الأولى، ثم بالأدوية المضادّة لمرض السكر عن طريق الفم إذا لزم الأمر.
• المصدر: inserm.fr
ملاحظة من "سيدتي نت" : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.
تابعي المزيد: 9 تغييرات تقيك من زيادة الوزن بعد سن الأربعين