سيدارث مينون Sidarth Menon مشغوف بالديزاين، حيث يعبّر عن حبّه لهذا العالم، مع فريق عمله، عن طريق إبداعات فنّية متمظهرة في قطع مفروشات مرحة وبارزة في ألوانها. يعلّق سيدارث أهمّية على الاستدامة (الاستخدام المسؤول للموارد الطبيعيّة) في أعمال "الاستديو" الذي أسّسه في دبي باسم Designkraft، ويقوم بمهام المدير الإبداعي فيه. وهو يعيد الفضل إلى المدينة في الإلهام. في الحوار الآتي نصّه، هو يتحدّث عن الأثاث الفنّي الذي يصنعه، وعن رؤيته لعالم الديزاين.
___
عرّف عن نفسك لقرّاء "سيدتي"...
سيدارث مينون، مواطن كندي مقيم في دبي، ومؤسّس ومدير إبداعي وشريك إداري في Designkraft. بعد عقد في العمل في المجال المالي، تطوّرت حتى أصبحت رجل أعمال أنشأ وأدار شركتين، مقرّهما خارج دبي. أمّا عن Designkraft فهي ثمرة حبّي وشغفي طوال حياتي بالـتصميم والفنّ والهندسة، فقد تشرّبت هوى هذه الميادين من والدتي، على غرار كلّ الأمور الجيّدة في حياتي! "الاستديو" هو بمثابة منصّة يعبّر الناس عبرها عن فرديتهم من خلال التصميم، والمزاوجة بين الحرّية والإبداع والالتزام.
أخبرنا المزيد عن فكرة "الاستديو"؛ التصاميم مصدرها فريق يتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقرّاً له؟
"الاستديو" متخصّص في تصميم وتصنيع الأثاث المرح والعملي والمستدام، بالإضافة إلى وحدات الإضاءة والأشياء. فخورون بأن إنتاجنا إماراتيّ الصنع، كما تصوّرنا للتصاميم مصدره فريقنا في دبي. راهنًا، نستكشف أوجه التعاون مع عدد قليل من مصمّمي الإمارات المكرّسين، ونأمل الكشف عن هذا التعاون خلال الأشهر المقبلة.
قصّة مدينة دبي
يبدو لي كأن "الاستديو" يحرص على إبراز المهارات المحليّة والذوق الشبابي، بالانسجام مع آفاق مدينة دبي. هل هذا صحيح؟
بالتأكيد؛ تقع دبي في موقع مركزي في كلّ أعمالنا، ففي هذه المدينة، نقوم بتصوّر التصاميم، وبتنفيذها، كما باستلهام المفاهيم. بوصفنا من المصمّمين وصنّاع التصاميم في آن واحد، والوحيدين في الإمارات العربيّة المتحدة. نتطلّع إلى عرض فنون الحرفيين في ورشتنا، مسترشدين برؤية جريئة وشبابية، ما يشابه إلى حد كبير قصّة المدينة.
نستلهم المفاهيم من دبي التي تتخذ موقعاً مركزيًّا في كلّ الأعمال
مجموعات "الاستديو"، قطع جذّابة لناحية الألوان، والأشكال غير المألوفة؛ كيف تقارب العلامة الديزاين؟
نقارب الديزاين في "الاستديو" مقاربة مرحة، الأمر الذي تعبّر الألوان عنه خير تعبير. ونعتقد أن هذه المفروشات "البهيجة" تؤثّر في "مزاج" الغرفة التي تحلّ فيها، سواء تعلّق الأمر بقطع واحدة منها تعلن عن موقف جمالي أو حتّى تتخذ جزءاً من تصميم أوسع نطاقاً.
"الديزاين" لغة تعبيريّة
كيف تعرّف "المكسيمالزم" في التصميم، بخاصّة أن الأسلوب يبدو نهجاً متبعاً في غالبيّة القطع ضمن المجموعات؟
يبدو لي أن "المكسيمالزم" maximalism حالة تعبيريّة شخصيّة تشير بصورة أدنى إلى الإفراط في العمل على تصميم مساحة ما، وبصورة أوضح إلى جعل التصميم الداخلي يدلي بدلوه عن حياة المرء، ساكن المساحة. في هذا الإطار، نساعد في "الاستديو"، في جعل الناس يعبّرون عن ذواتهم من خلال "الديزاين".
ارتكزت المجموعة الأخيرة على ابتكار قطع، فتنفيذها من مواد محليّة، كالزجاج وجلد الإبل، بعيداً عن الاستيراد
مع زيادة عدد جامعي الأثاث في المنطقة العربيّة، هل تعتقد أن الأثاث الذي ينتجه "الاستديو" مطلوب من الجامعين الشباب، بخاصّة؟
يتطوّر الأمر بصورة سريعة، ما يصعّب الخروج بخلاصة نهائيّة حول هذا الموضوع ، لكن المؤكد أن حضور هواة جمع الأثاث أمسى محسوساً، بخاصّة أولئك الذين ينظرون إلى ما وراء الفن في حيّز التصميم. أعتقد أن أفراد الجيل الناشئ سيكونون في المستقبل "مستهلكين" أكثر نضجاً للديزاين، وذلك لأنّهم يكبرون في منازل تبدو المنتجات التصميميّة حاضرة فيها.
"هلوسات"
ما هي المواد الرئيسة المستخدمة في صنع الأثاث، مع الإشارة إلى أن الاستدامة هاجس في "الاستديو"؟
صحيح؛ انطلاقاً من الالتزام بالاستدامة، تحتفي المجموعة الأخيرة الصادرة بعنوان "هلوسات" Hallucinations بمواد متاحة على الصعيد المحلّي، كمركّبات الألياف الزجاجية وجلود الإبل والزجاج. كانت نقطة الانطلاق في العمل على هذه المجموعة، هي ابتكار قطع، فتنفيذها من مواد محليّة، بعيداً من استيراد أي مواد. وستمثّل هذه المجموعة سلسلة من مجموعات أخرى ستتبع النهج عينه.
الحرّية
يتمّ إنتاج المفروشات في قطع محدودة الإصدار؛ هل الهدف هو جعل كل قطعة تعبّر عن فرادتها؟
تبدو كلّ قطعة في المجموعات كأنّها تعبّر عن أمزجتنا وقيمنا في التصميم، حيث تسمح الحرية لنا أن نكون مبدعين إلى حدّ جعل كل قطعة أثاث تتحدّث عن ذاتها، من دون تفسير أو توضيح من مصمّميها وصانعيها، وتؤدي دوراً جماليًّا. أضف إلى أهمّية أن نبقى فريدين وحصريين، ثمّة فرق منفصلة تأخذ الإنتاج إلى مستوى أعلى، وتفصّل القطع حتّى تلبّي أذواق العملاء على أساس مختار، مع ضوابط محدّدة.
ما هي مشاركات "الاستديو" خلال العام الجاري، في التظاهرات الفنيّة الخاصّة بـ"الديزاين"، على الصعيدين المحلّي، والدولي؟
نعتزم على الانخراط في مختلف النشاطات، وعلى التعاون مع المزيد من الجهات المحليّة، وقد نشارك بالفعل في أسبوع دبي للتصميم 2022. على الصعيد الدولي، ما نزال نقيّم الأحداث، التي ستبدو مشاركتنا فيها منطقية. في هذا الإطار، أدعو قرّاء "سيدتي" إلى متابعة جديدينا على منصّة "إنستغرام".
__
- الصور من مجموعتي DesignKraft: "هلوسات" Hallucinations و"أفكار تتشكّل" Ideas Taking Shape