«المرأة تمتلك قدرة غير عادية» هكذا تصرّح مصمّمة الأزياء المصرية الأميركية ديانا شعبان Deana Shaaban التي تمتلك موهبة واسعة وأسلوباً مميزاً في التصميم. بنت ديانا خبرتها وصقلتها بدراسة معمّقة، وحاكت المرأة العربية من خلال تصاميمها الجميلة التي تعكس ثقة بالنفس على الإطلالة. تعرّفي أكثر إليها من خلال هذا اللقاء الشيّق.
أخبرينا عن بداياتك في عالم الموضة.
حصلت على درجة البكالوريوس في تسويق الأعمال وعلم النفس، ثم تابعت دراسة التصميم في معهدIstituto Marangoni في لندن. عند الانتقال إلى مصر، أنشأت علامة الملابس الخاصة بي بمبلغ 500 جنيهاً مصرياً. في ذلك الوقت لم يكن لديّ الكثير من المال، ولم أكن أعرف حقًا الكثير من الأشخاص في مصر، أو من كان من الممكن أن يساعدني في بدء عملي. تعلمت كيف أفعل ذلك بنفسي. لقد قمت بخياطة أول مجموعتين بمفردي تمامًا، وكنت أتّكل في كل شيء على نفسي في السنوات الثلاث الأولى، إلى أن بدأت في جني أموال كافية لتوظيف أشخاص للخياطة والقصّ، وما إلى ذلك. ببطء وعلى مرّ السنين، تمكّنت من تنمية عملي وتوظيف أشخاص لمساعدتي في تطوير علامتي التجارية DS إلى ما هي عليه اليوم.
من هي ديانا شعبان؟
أنا مصمّمة أؤمن بأن للمرأة قدرة غير عادية على التغيير. أعتقد أنّ مكاني في العالم هو مساعدة الناس في إلهامهم نحو التطوّر إلى ما يريدون حقاً أن يكونوا، دون حكم، ودون أن نكون مقيّدين بأنفسنا والآخرين. فالتصميم والملابس تعدّ بمثابة مساعدة جميلة في رحلة اكتشاف الذات. ملابسنا هي الشكل الأكثر وضوحًا للتعبير عن الذات، ومن خلال عملية التصميم التي أنشأناها، نأمل أن نكون مكانًا آمنًا للنساء لاكتشاف من هنّ، ولإدراك أنّ قوتهنّ وقدراتهنّ لا حصر لها. داخل الأستوديو الخاص بنا، نريد أن نكون مكانًا تتحقّق فيه الأحلام، وتستمرّ في الحياة لفترة طويلة بعد مغادرتهم الاستوديو. نريد أن تشعر تصميماتنا النساء بالثقة والقوة. وبالفعل، تمكّنّا من خلال تصميماتنا، أن نساعد الكثير من النساء، على تمكينهنّ وتحويل حياتهنّ إلى ما يردن أن تكون عليه. أملي هو أن تستمر علامة DS التجارية دائمًا في القيام بذلك.
تغيير وتطوّر
كيف تصفين مشهد الموضة في العالم العربي؟
هو مشهد ينمو بسرعة وبشكل جميل! فالعالم العربي يشهد اليوم ثروة من المصمّمين الموهوبين، والأهم من ذلك توافر المنافذ التي تدعمهم، والتي تختلف اختلافًا كبيرًا عما كانت عليه عندما بدأت قبل 11 عامًا. إنه لأمر مثير للغاية أن نرى هذا التحوّل المذهل يحدث في العالم العربي، حقًاً! لذا أتطلع إلى كيفية استمرار كل هذا التغيير والتطور.
أدخلينا في تفاصيل مجموعاتك الأخيرة.
مجموعاتنا لعام 2022 مليئة بالألوان والحياة. التصاميم مصنوعة من قماش يتدفق بحرية ويتحرك مع الجسم. كانت السنوات القليلة الماضية مقيّدة للغاية من حيث قدرتنا على التحرك جسديًا ومجازيًا. إذا كان بإمكاننا إلهام الفرح وحرّية الحركة المليئة بالألوان والحياة، سيمكننا المساهمة في إسعاد عملائنا بشكل عام.
أي الملابس هي الأفضل بالنسبة لك؟
ثيابي المفضلة في التصميم هي الفساتين المخصّصة التي نصنعها للعميلات الفرديات. أحب التعرّف على النساء وإجراء محادثات حميمة معهنّ حول آمالهن وأحلامهن ومخاوفهن والأجزاء المختلفة من أنفسهن التي يردن العمل عليها. وبعد ذلك أحبّ ترجمة ذلك إلى التصاميم التي يرتدينها. أكثر من ذلك، أحب مشاهدتهن يخرجن إلى حفلات الزفاف والمناسبات وعلى السجاد الأحمر وهن يرتدين تصميماتنا ملؤهنّ الثقة. إنها عملية جميلة أن تكون جزءًا منها.
عظمة المرأة
هل تفضّلين الأسلوب الكلاسيكي أو العصري؟ ولماذا؟
أحب الأسلوب الذي يعكس عظمة المرأة، ممزوجًا بجاذبية عصرية تسمح لها بالازدهار في العالم الحديث. لطالما اعتقدت أنّ ملابسنا يجب أن تكرّمنا، وأن المرأة هي كائن يجب احترامه وتبجيله.
من أين تستوحين أزياءك عادةً؟
يأتي إلهامي من التجربة الإنسانية، من الشهادة وفهم الروح البشرية بكلّ تجاربها الجميلة والطرق التي نعيش بها حياتنا، ونتطوّر وننمو من خلالها. نصمّم للمرأة، مما يعني أنه يتعين علينا أيضًا أن نفهم المرأة العصرية بكل مشاعرها وعواطفها وخبراتها، والطريقة التي تقود بها حياتها. تتطوّر تصميماتنا من احتياجاتها في العالم الحديث، ثم نجمع ذلك مع ما نعتقد أنه القوة الحقيقية لملابسنا. اتخاذ قرار بشأن ما تريدين وضعه على جسمك، هو أحد القرارات الأولى التي ستتخذينها في اليوم. في كثير من الأحيان لا نعطي وزناً كافياً لما نرتديه، ولا ندرك أنه في كل مرة تقررين ارتداء الملابس، فإنك تقررين من تريدين أن تكوني في تلك اللحظة. يلهمنا أن يكون منح النساء مساحةً آمنة لاتخاذ قرار بشأن التصاميم التي ستختارها، فإننا نوجهها لاتخاذ قرار بشأن من تريد أن تكون هي نفسها.
هل جذورك المصرية تؤثر في وحيك؟ كيف؟
جذوري المصرية جزء كبير جدًا من بحثي في التصميم. من خلال دراسة الحياة في مصر القديمة والفن الإسلامي والعمارة وتطوّر المجتمع المصري، توصّلنا إلى فهم ما يجب أن تكون عليه تصاميمنا، وأن نستلهم نحن وعميلاتنا أيضاً. الرمزية الكامنة وراء الفن الذي تم إنشاؤه في مصر القديمة بالعديد ملأى بالطبقات والعمق. يمكننا الاستمرار في التصميم حتى نهاية الوقت، ولن تنفد لدينا الأفكار التي تلهم عملنا. أعتقد أنه من مسؤوليتنا أن نأخذ جذورنا المصرية ونترجمها ونكرّمها من خلال عملنا، بطريقة تلائم العالم الحديث وتحترم عمل أجدادنا.
هل تستوحين من السفر؟
بكل تأكيد! أعتقد أن تصميماتنا هي انعكاس ومزيج من جميع الأماكن المتنوّعة التي سافرت إليها عندما كنت طفلة. كنت محظوظة جدًا لأن والدي كانا دائمًا يأخذننا إلى كل مكان حول العالم لتجربة ثقافات مختلفة حقًا. قضيت أنا وإخوتي طفولتنا في السفر إلى بالي وسنغافورة والهند وبروناي ودبي والسعودية وجميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا. أعتقد أن أسلوب تصميم DS هو انعكاس لكل هذه الأماكن المختلفة التي كنت محظوظة بما يكفي لتجربتها والانغماس فيها. العالم مكان جميل للغاية، ومن المذهل أن تكون قادرًا على أخذ أجزاء صغيرة من كل هذه الأماكن، ودمجها في أسلوب ارتداء الناس لملابسهم. بطريقة ما، يذهب عملاؤنا بعيدًا ليأخذوا معهم قطعًا من البلدان المختلفة وهم يرتدون قطعنا.
كل أنواع الكتب
ما هو كتابك المفضل؟
ليس لدي حقًا كتاب مفضّل لأكون صادقة، فأنا أحب قراءة كل أنواع الكتب. أحبّ الأدب والكتب الكلاسيكية والمؤلفات التي تحكي عن التجارب الإنسانية وما يمرّ به الناس عقليًا وعاطفيًا. أحب الكتب عن الروحانيات وتطوير النفس وأحب الكتب المتعلقة بتطوير الأعمال وبالطبع التصميم وكل أنواع التصميم! الكتب رائعة جدًا، فهي تضع تجارب الآخرين بين يديك للتعلم منها.
من هي أيقونتك؟
والداي من الأشخاص الذين أتطلع إليهم كثيرًا. لقد علماني كل شيء فهمته حول المرونة والاستبطان، وأن حياتنا في النهاية لها معنى فقط عندما نجد طريقة لمشاركة ما نقوم به في خدمة الآخرين.
من هو مصمّمك المفضّل؟
لدي العديد من المصمّمين المفضّلين الذين، على ما أعتقد، أسّسوا عالم الموضة الحديث، والذين أحترم عملهم بشدة، مثل مادلين فيونيه Madeleine Vionnet، وإلسا سكاباريللي Elsa Schiaparelli، وكوكو شانيل Coco Chanel. هؤلاء المصمّمات فهمن أهمّية ما يعنيه حقًا أن تكون مصمّم أزياء، والمسؤولية التي تأتي مع التصميم تجاه العالم. علمننا الكثير بالفعل.
امرأة تبحث عن فرديتها
من هي امرأة ديانا شعبان؟
امرأة DS هي امرأة جريئة وشجاعة ولطيفة ورحيمة. إنها امرأة تبحث عن فرديتها ولديها رغبة في النمو والتغيير. إنها امرأة تزدهر بشكل جميل. تعكس تصاميمنا هذه الخصائص وتترجمها إلى قطع يمكن ارتداؤها لتمكينها في العالم الحديث.
كيف تعكسين ذوق المرأة العربية من خلال تصاميمك؟
أسلوب المرأة العربية وجوهرها جزء لا يتجزأ من جميع أعمالنا. نأخذ في رحلاتنا قطعة صغيرة من كل مكان نزوره حول العالم، ونجمعها مع الميزات ذاتها التي تضعها المرأة العربية في تجربتها لتصاميم مدمجة. فالمرأة العربية تعشق التراث الغني والمتنوّع. هذا التعلّق بالتراث هو أحد أسباب إزدهار العالم العربي، ونحاول ترجمة هذه القوة في جميع تصميماتنا.
هل تعتمدين على وسائل التواصل الاجتماعي للتسويق لأعمالك؟
تعدّ وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا كبيرًا من كيفية تسويقنا ومشاركة تصاميمنا وشغفنا مع العالم. لديها قدرة مذهلة على تمكين الأفراد والشركات، لأننا لم نعد نواجه حواجز الموقع الجغرافي. نحن نستخدم هذه الوسائل لتسويق علامتنا التجارية ومشاركة مجموعاتنا وزيادة قاعدة متابعينا.
ما هي مشاريعك المستقبلية؟
خططنا المستقبلية هي الاستمرار في التوسّع وتلبية احتياجات العملاء في جميع أنحاء المنطقة. يعد الشرق الأوسط مساحة مهمة بالنسبة لنا، والمرأة العربية هي واحدة من أروع النساء في العالم، ونحب أن نكون دائمًا جزءًا من خزانة ملابسها. نحن أيضًا بصدد إطلاق علامة تجارية جديدة للملابس قريبًا جدًا، ونحن متحمسون جدًا لمشاركتها مع العالم.
أين يمكن أن نجد تصاميم علامتك؟
يمكنك العثور على تصاميمنا في مصر في الاستوديو الخاص بنا، وكذلك عبر الإنترنت من خلال موقعنا deanashaaban.com
تابعي المزيد:" فاطمة بالحداد: معرض "تكنولوجيا مستقبل الأزياء" قدم دفعة كبيرة للمصممات السعوديات".