تعتبر سميرة سعيد من النجمات العربيات القليلات اللواتي يعرفن بأعمالهن كيف يُرضين الجمهور المتنوّع الأعمار والأذواق الفنية. تصفها موسوعة "ويكيبديا" بأنّها الفنانة "الأقدم"، التي لا تزال مستمرّة؛ وعندما تُسأل عن هذا الأمر لا تخفي سعيد فرحتها وافتخارها؛ هي التي تجمع إلى جانب جمال الصوت والطلة، ذكاء اختيار الأغنيات، من خلال مواكبة الجديد شرقاً وغرباً وتوظيفه من خلال إمكاناتها الخاصة.
كنت تفكرين بطرح ألبوم، لكنك ترددت في ظلّ الظروف التي تعيشها الدول العربية، فهل وجدت من خلال طرح أغنية "ما زال" أن "السنغل" هو الحلّ الأفضل، بالنسبة إلى الفنان، لأن المغامرة تكون فيه أقلّ من مغامرة طرح ألبوم كامل؟
انطلاقاً من الظروف التي نعيشها، يُعتبر "السنغل" هو أقلّ نوع من التواجد الفني بالنسبة إلى الفنان، خصوصاً أنّ الكلّ يعرف أنّ شركات الإنتاج أحجمت عن إنتاج ألبومات كبيرة، بسبب تكلفتها العالية، كلاماً ولحناً؛ هذا عدا إنتاج الصوت والصرف على الإعلانات. اليوم، اختلف الوضع كثيراً عن السابق، لأننا كنا قبل عشر سنوات قادرين على الإنتاج، وكانت الألبومات تُعيد فلوسها، بل وتكسب أيضاً. أما اليوم، فالعجلة لم تعد تدور، وأصبح كلّ شيء متاحٍ، وبكبسة زر يُمكن الاطلاع على تاريخ الفنان، منذ أن دخل الفن وحتى اليوم. التكنولوجيا غيّرت ملامح الإنتاج الفني في العالم، والدول العربية بالتالي؛ وهذا ما أثر في صناعة الألبومات، ممّا أوجب البحث عن بدائل أخرى، ومن بينها "السنغل". صحيح أنّ هناك فنانين لا يزالون يطرحون ألبومات، ولكن من وجهة نظري يمكن طرح أغنية "سنغل" كلّ شهرين أو ثلاثة أشهر، وبعد ذلك يُمكن جمعها وطرحها في ألبوم واحد، وهو حلّ مؤقت للمشكلة التي نعيشها.
وكأنك تعتبرين أنّ الألبوم ضروريّ، لأنه يحفظ أرشيف الفنان؟
طبعاً، لأنّ الألبوم يجمع أغنيات الفنان في عمل واحد، ويستطيع المرء الاستماع إلى الأغنية التي يريدها. ولكن كمردود ماديّ، وريثما نجد حلاً لمشكلة القرصنة والحفاظ على حقوق الفنانين، من خلال إصدار قوانين تحفظ حق كلّ فنان، يُعتبر السنغل حلاً ملائماً.
تصنفين ضمن موسوعة "ويكيبيديا" بأنك "أقدم" فنانة لا تزال مستمرّة حتى اليوم، واللافت في تجربتك هو أنك نجحت كفنانة في الحفاظ على الأصالة كما في مخاطبة الجيل الشاب، وهذا الأمر يعود إلى ذكائك الفني!
أنا أحاول أن أتماشى مع العصر، لأنني أرفض أن أجمّد نفسي في نمط فني معيّن، أو أن أحصر تجربتي الغنائية في غناء اللون الذي أنجح فيه فقط. أنا أحبّ المغامرة وتقديم أشكال فنية مختلفة، وأتابع المستجدات الفنية التي تحصل في العالم، وأحاول أن آخذ الأشياء التي تُناسبني لكي أقدّمها. ويعود السبب في ذلك إلى أنني أملك مخزوناً غربياً وشرقياً في آن معاً؛ وهذا الأمر يُساعدني في مواكبة ما يحصل في الشرق كما في الغرب وتوظيفه من خلال إمكانياتي الخاصة.
اللافت في تجربتك أنك تستطيعين الإمساك غنائياً بكلّ الأجيال، ومن مختلف الأعمار، فهل تعتبرين أن هذه الميزة هي التي تجعل تجربتك الفنية مختلفة عن تجارب سائر الفنانات؟
الحمد لله. أنا أعتبر أن الفنان الذي يدخل في النفق، فإنّه يضع نهاية لمشواره الفني؛ أما الفنان الذي يبحث دائماً عن المختلف والمتنوع، والذي يحاول أن يكون متميّزاً عن كلّ السائد والمألوف، والذي يكون سبّاقاً ولديه أفكار مختلفة، يصبح عمره الفني أطول.
تابعوا أيضاً:
أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحة مشاهير أونلاين
ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"