للسيرة الذاتية الخاصّة بالمترشّح إلى الوظيفة أهمّية في صفوف الموارد البشرية، إلّا أن المقابلة الشخصية تمثّل العامل الحاسم والفيصل في اتخاذ قرار ما إذا كان المتقدّم للوظيفة مؤهلًا للحصول عليها. لذا، لا مناصّ من امتلاك الإجابات النموذجية عن أسئلة المقابلة الشخصيّة الكلاسيكيّة، وفق الآتي، حسب الاختصاصيّة في الموارد البشريّة جواهر يحيى.
أسئلة كلاسيكيّة في المقابلة الشخصيّة
• عرّفنا عن نفسك؟ غالبيّة المقابلات تبدأ بهذا السؤال الذي يكمن الغرض منه إظهار إنجازات المترشّح بشكل مختصر. لذا، يجب أن تستغرق الإجابة دقيقة واحدة، على أن يضمّنها المترشّح إنجازاته وخبراته، التي يفضّل أن تتخذ هيئة قصة متسلسلة، لشدّ الانتباه. بالمقابل، من الخطأ ذكر الاسم والمؤهلات وجميع البيانات الي سبق ذكرها في السيرة الذاتية، مع إرفاقها بعبارة "أبحث عن وظيفة أفضل، راهنًا".
• ماهي نقاط قوتك؟ الغرض من السؤال هو مواءمة نقاط القوّة مع الوظيفة، لذا يُفضّل ذكر موقف مميّز يظهر استخدام نقاط القوّة التي تفيد الوظيفة. مثلًا: عند التقدم لوظيفة في مجال خدمة العملاء، يفيد القول: "أجيد التعامل مع الأشخاص على اختلافاتهم، ولديّ القدرة على امتصاص غضب الطرف الآخر". بالمقابل، تشتمل الأخطاء الشائعة على الإجابة بشكل عام وذكر نقاط القوة في إطار مختلف عن الوظيفة التي يتم التقدم لها.
• ماهي نقاط ضعفك؟ الهدف من السؤال هو التعرّف إلى آلية تعامل المترشّح مع نقاط ضعفه، لذا ينبغي ذكر أن نقاط ضعفه أمر من الماضي، لأنّه قام بتحسينها، للدلالة على تقبل الانتقاد والتقدير للنموّ المهني والذاتي. مثلًا:"أحب التواصل والتفاعل مع الآخرين، لكنّي كنت أشعر بالارتباك والتوتر عندما أتحدث إليهم.. لأتغلب على ذلك، انضممت لنادٍ، فلاحظت تحسّنًا كبيرًا". عمومًا، من الخطأ ذكر نقاط الضعف من دون شرح طريقة تحسينها أو التغلب عليها.
• أين ترى نفسك بعد 5 سنوات؟ يقيس السؤال مستوى طموح المترشّح إلى الوظيفة، لكن لا يجب إجابة المترشّح عنه بأنّه يرغب في العمل، خلال السنوات القادمة، في شركة منافسة للشركة التي تقدّم فرصة العمل، بل التوضيح أنّه يبحث عن التزام طويل المدى، وأن هذه الوظيفة تلخص ما يتطلّع اليه. الجدير بالذكر أنّه من الخطأ ذكر الترقية بشكل مباشر، فهذا يدل إلى العجلة. بالمقابل، غياب الأهداف المحددة يشير إلى عدم امتلاك المترشّح لأي طموح.
• ما الأسباب التي تجعلنا نختارك؟ في الإجابة، يمكن للمترشّح إلى الوظيفة شرح سبب كونه الأفضل، والقيمة التي سيقدّمها لجهة العمل، القيمة التي ستُحدث فرقًا، علمًا أن التحضير لهذا السؤال يتمّ من خلال معرفة أبرز نقاط الضعف لدى جهة العمل وإيجاد حلول لها.
• لماذا ترغب في العمل في هذه الوظيفة؟ الغرض من السؤال هو التعرّف إلى الدافع الذي أشعل رغبة المترشّح في العمل لدى هذه الجهة. في هذا الإطار، يفيد ذكر احتياجات الوظيفة المطروحة ومتطلباتها، ثمّ المعرفة والتجارب التي مرّ المترشّح إلى الوظيفة بها، وكيف سيعود بالنفع على جهة العمل، بعيدًا عن إجابة المترشّح بأنّه يبحث عن فرصة عمل تقدم له الراحة و زيادة في الراتب أو أنّه يبحث عن الاستقرار.
إجابات الأسئلة عن الراتب والمهارات والعمل السابق
- الراتب: يكمن السبب في سؤال جهة التوظيف عن الراتب المتوقع من المترشّح، قياس الرقم المذكور مع الراتب المطروح في هيكل الرواتب. لذا، يفيد أن يبدي المترشّح اهتمامه بمعرفة المزيد عن المنصب خلال المقابلة، من دون أن يُقدم على إجراء أي مفاوضات أثناءها، بخاصّة إذا لم يتم عرض المنصب عليه.
- سبب الاستقالة من العمل السابق: يقيس السؤال عن سبب الاستقالة من العمل السابق أخلاقيات المتقدم إلى الوظيفة. لذا، يجدر به أن لا يذكر مكان عمله السابق بشكل سلبي، مع الاكتفاء بالقول: "قضيت في هذه الشركة سنوات، وأنجزت خلالها الكثير من الأعمال، لكن حان الوقت لفتح صفحة جديدة في المشوار المهني والذهاب إلى تحدّ جديد"، مع إبداء الامتنان للخبرة والمهارات المكتسبة.
- الانقطاع عن العمل لوقت طويل: يُطرح سؤال في مقابلة العمل عن سبب الانقطاع عنه، في حال وجود فجوة بين سنوات الخبرة، لذا على المترشّح أن يوضّح ما قام به خلال وقت البطالة، بوضوح، كأن يقول: "بعد أن تركت وظيفتي السابقة، اتخذت قرارًا واعيًا بعدم القفز إلى أول فرصة متاحة، واكتشفت أنّه بإمكاني تحويل الموقف السلبي إلى موقف إيجابي، لذا قررت أخذ الوقت الذي أحتاج إليه للتفكير واستغلاله في التطوير الذاتي، ثمّ تحديد جهات العمل المناسبة لي"، بعيدًا عن إظهارالإحباط والحزن والحديث عن الحظّ السيء!
- تطوير المهارات: يقع بعض المترشّحين في خطأ ترديد العبارة الآتية، في إطار الردّ عن السؤال عن كيفيّة تطوير المهارات: "سأتعلم المهارات الإضافية جرّاء ممارسة العمل، ومواجهة تحدّياته"، بيد أن هذه الإجابة تدل إلى غياب الخطّة الذاتيّة للتطور المهني. بالمقابل، يصحّ إبراز المترشّح الشغف بالعمل عن طريق الاطلاع الدائم على المهارات المهنية المتعلقة بمجاله، وذلك بالخضوع لأي تدريبات أو حضور دورات تدريبية خارجية.