رمضان شهر التغيير والبركة والمغفرة، فكما أنّه يغيِّر أوقات النوم والوجبات، فإنّه يغير الأنفس والأفكار، فاغتنموه. يمكن وصفه "الشهر الكريم"، الذي يعتبر كريماً في كل ما له علاقة بالأكل واللمة، بالتسامح والخير، وحب الناس، ولكنه يضع للشباب والفتيات قواعد صارمة لا تقبل النقاش طوال ساعات الصيام، وجدولاً من العادات، يقول الداعية الإسلامي عمرو خالد لـ"سيدتي": غالباً ما تصرّ هذه الفئة من الفتيات والشباب على الحفاظ على القواعد الرمضانية، وتظل طوال ساعات الصيام منتبهة لكل خرق لقواعد الشهر الفضيل.
نصائح للشباب في رمضان
- احمد الله أن بلّغك رمضان: فكثير ممّن كانوا معنا في رمضان الماضي قد غيّبهم الموت، فاحمد الله واشكره أن منّ عليك لتكون ممّن يتقرّب إليه بفعل الطاعات، وجمع الحسنات في هذا الشهر المبارك.
- أيام الرحمة... الأيام العشرة الأولى من رمضان: ليكن رمضان فرصة للابتعاد عن المعاصي. اجعل منه دورة تدريبية للابتعاد عن المعاصي وعمّا يغضب الله جلّ وعلا، وأعلنها صراحة واصرخ بها في وجه الشيطان: "وداعاً للمعاصي والسيئات، وداعاً لكل ما يُبعِد عن الله جل وعلا"، وأبشر بتوفيق الله لك، وتسديده إياك.
- رمضان فرصة للتقدم للأمام وإحداث التغيير الإيجابي: واظب على قراءة القرآن. أوصيك فاحرص على قراءته والتلذّذ بتلاوته بتدبّر معانيه وفهم آياته، وليكن لك وردٌ يومي تقرأه وتواظب عليه حتى ختم القرآن.
- عادات وتقاليد اجتماعية سيئة يجب التخلّص منها: نظّم يومك ونومك. إياك أن تكون ممّن جعل نهار رمضان نوماً وغفلة، وليله سهراً على معصية الله، واحرص على أن تملأ نهارك بالذكر وتلاوة القرآن، وليلك بالصلاة والقيام.
- أكثر من التصدّق في رمضان: وخصوصاً إذا كنت ممّن منّ الله عليه بكثرة المال، فلا تنسَ إخوتك الذين يعانون الفقر والجوع، فليس لهم بعد الله إلّا المتصدقين أمثالك، فلا تبخل عليهم، وادعو الله بأن يبارك في مالك ورزقك. وهناك 8 أحاديث نبويّة شريفة عن أهمية الزكاة والصدقة.
- أكثِر من الدعاء: يهِلُّ شهر رمضان على المسلمين، فتُفتَح أبواب السماء، وتكثُر الخيرات، وتتنزّل الرحمات، وذلك كلّه مَظنّة استجابة دعاء المسلمين، فلا تنسَ نفسك ولا تنسَ إخوانك المسلمين من الدعاء، وما يدريك؟! لعل دعوة صادقة تخرج من قلبك المنكسِر ينصر الله بها الدين وأهله.
- العمرة في رمضان: ليكن من أهدافك في رمضان زيارة بيت الله الحرام، وأداء العمرة، وزيارة مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فعمرة في رمضان تعدل حجة مع النبي صلّى الله عليه وسلّم، فلا تفرّط في هذه المكرمة العظيمة.
- لله في كل ليلة عتقاء من النار: لمن أتمّ الصيام، وأدّى القيام، وأكثر من الحسنات، وتزوّد من الطاعات، فلا تغفل عن ذلك، واحرص على أن تكون ممّن منحه الله هذه الجائزة العظيمة، جعلنا الله وإياكم من عتقائه من النار.
- احضر مجالس الذكر: فإنّها محراب المؤمنين، ومحط الصالحين، يكفيك أنّ الله جل وعلا يذكرك ويثني عليك في الملأ الأعلى، ثم تقوم وقد غُفِرت ذنوبك بإذن الله، فأكثر من الحضور وداوم على ذلك.
* ارشادات للفتيات:
- استعيني بالله تعالى، وألِحِّي في الدعاء بأنْ يبارك الله لكِ في وقْتِك، ويُعِينك على مهامِّك ومسؤولياتك، ويوفِّقَك إلى صيام رمضان وقيام رمضان، وتيقَّنِي أنَّ الله -سبحانه وتعالى- يقدِّر الليل والنهار، وأنَّه بكرمه وجُوده سيُبارك الوقت ويعينك على مسؤولياتك.
- قلِّلي قدْرَ ما تستطيعين من طعامك، احْصلي على غذاء متوازن ومفيد، ولكنْ بكمِّية يسيرة؛ حتَّى لا تَشعري بالثقل، وتقل حاجتك إلى النوم، وفي الأثَر: "مَن أكل كثيراً شَرب كثيراً؛ نام كثيراً؛ خَسِر كثيراً".
- اجتهدي أن تقومي بكلِّ واجباتك المنزلية في أثناء اسْتيقاظ العائلة؛ حتَّى تستغلِّي مدَّة نومهم في العبادة.
- خصصي وقْتاً لإخوتك الصغار؛ كلَّ يوم تشْرحين لهم فيه آيةً أو حديثاً.
- قومي بعملية التنظيف السَّنوية العميقة قبْل رمضان؛ بحيث تنتهين قبل رمضان بيوم أو اثْنين؛ حتَّى لا تبدَئِي الصيام وأنت منْهَكة.
-اجْعلي فترة الظهيرة لمساعدة أمك في أعمال المطبخ، كالطَّهْي، واتْركي اللَّمسات النهائية فقط إلى ما قَبْل المغرب بربع الساعة؛ حتَّى تستفيدي من مدَّة ما بعد العصر، حين يتعاقب ملائكة اللَّيل والنهار للقرآن والذِّكْر.
- الإسراف في الطعام أمْر مكروه، وهو أشدُّ كراهةً في شهر الصيام، فلا تقَعِي في هذا الفخِّ، واجعلي نفْسَك وأسرتك قدوةً.
- قومي بتفطير الصائمين بوجبات سهلة ومفيدة.. طبق رئيسي واحد يكفي، وذكِّري الناس بطعام صحابة رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ كيف كان.
- حاولي أن تفوِّضي بعض مهامك للآخَرين، ولا تقلِّلي من جهد الآخرين أبداً، فحتَّى إخوتك الصغار يستطيعون ترتيب أَسِرَّتهم، وجمع لعبهم، ورفع الأطباق من على المائدة.