في قرار يبدو جريئاً وغير عادياُ أعلنت نائبة رئيس الوزراء البلجيكي صوفي ويلميس ، التي كانت أول امرأة تتولى منصب رئيس الوزراء في البلاد من 2019 إلى 2020 ، تنحيها عن منصبها الحالي في الوقت الذي يكافح فيه زوجها مرض السرطان، حسبما أعلنت على وسائل التواصل الاجتماعي أمس الخميس.
• استقالة مؤقتة من أجل الزوج
وتتنحى وزيرة الخارجية البلجيكية عن منصبها حتى يكون لديها المزيد من الوقت لتكريسه لزوجها ، الذي تم تشخيص إصابته بسرطان الدماغ العدواني Glioblastoma multiforme، ويسمى الورم الأرومي الدبقي متعدد الأشكال، حسبما أعلنت على وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً.
وكانت ويلميس قد أعلنت من خلال بيان رسمي نشرته عبر صفحاتها الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي فيس بو ك، عن استقالتها مؤقتًا من دورها الحكومي والسياسي من أجل رعاية زوجها والاعتناء به، كما شاركت عضو الحركة الإصلاحية ، التي تشغل أيضًا منصب وزير خارجية الدولة الأوروبية المتابعين، الخبر في رسالتها المكتوبة بالفرنسية على صفحتها الرسمية على Twitter ، فقد كتبت تقول: "تأخذ الحياة منعطفات مؤلمة أحيانًا ، وللأسف اليوم دخل المرض إلى حياتنا فجأة - وتحديداً حياة زوجي كريستوفر، ولذلك فعليه ، مثل الكثير من الرجال والنساء وحتى الأطفال ، محاربة سرطان الدماغ العدواني" لافتة أنها "ستأخذ إجازة حتى نهاية الصيف" ، حتى تعيد أسرتها تقييم الوضع.
وأوضحت صوفي في رسالتها إن وظيفتها "تتطلب الصرامة والتوافر والالتزام التام الذي لن يسمح لي بتقديم المساعدة والراحة التي يحتاجها كريستوفر وأطفالنا خلال هذه الفترة الصعبة."
وأضافت "أريد أن أكون هناك من أجله كما كان دائمًا هناك من أجلنا".
وقالت إنها اتخذت الخطوة التنحي عن واجباتها الوزارية الحالية على الفور ، دون تعويض "بالتشاور التام مع رئيس الوزراء".
تابعي المزيد: ميتي فريدريكسون رئيسة الوزراء الأصغر في تاريخ الدانمارك
• امرأة قوية ومحبة
يأتي قرار نائبة رئيس الوزراء البلجيكي والتي كانت أول رئيس للوزراء سيدة في البلاد خلال الفترة من 2019-2020 ، وأول وزير خارجية سيدة لدعم زوجها المريض، ليظهر دور المرأة الإيجابي وقوتها في الشدائد، واستعدادها التام للتضحية بكل ما أوتيت من أجل أسرتها، فالأسرة تأتي في المقام الأول لدى المرأة مهما وصلت من مكانة ومهما علا قدرها وارتفع شأنها، فهي التي تقوم بدور إيجابي تجاه زوجها وقت المحن، وتقف مع أسرتها فى وجه الشدائد وهذا دوها الأساسي في الحياة والذي تدركه بطبيعتها ولا تتخلى عنه مهما كانت الظروف والتحديات .
• عندما أصبحت وزيرة ، تولى زوجي المسؤولية
منذ عام 2009 ، تزوجت صوفي فيلميس من كريستوفر ستون ، وهو أسترالي من تسمانيا، ولديهما ثلاثة بنات. كريستوفر لديه أيضًا ابن من زواج سابق، وتعيش العائلة جميعها المكونة من ستة أفراد في نفس المنزل في سعادة ومحبة.
حسب موقع parismatch.com ،عندما تولت صوفي فيلميس منصبها كوزيرة ، كانت قادرة على الاعتماد على دعم عائلتها ، وخاصة زوجها، فقد كان الداعم الأول والسند والشريك، فقبل توليها المنصب كانت هي من يعد الطعام ويهتم بالأبناء، ويقوم بالتنظيف ، ويصلح الصنابير، وكان زوجها يشاركها المسئوليات، وعندما أصبحت وزيرة ، تولى زوجها المسؤولية تمام.
تقول صوفي "هو رجل راقي جدا. لقد كنا دائما داعمين لبعضنا البعض ". حسب باريس ماتش parismatch.com، من جانبه يعمل كريستوفر ستون على رأس شركة إعلانات. كان لاعب كرة قدم أسترالي في السبعينيات والثمانينيات، وقد لعب لفريق سانت كيلدا في ملبورن بين عامي 1978 و 1981.
في سياق مهامه المهنية ، تم إحضاره للاستقرار في أوروبا في أوائل التسعينيات ، أولاً في المملكة المتحدة ثم في بلجيكا، ومنذ العام 2012 يشغل منصب نائب رئيس الفرع البلجيكي لمجلس الأعمال الأسترالية في أوروبا، حسب بي بي سي نيوز، bbc.com.
تابعي المزيد: المرأة تصنع التاريخ.. للمرة الأولى ماجدالينا أندرسون رئيساً لوزراء الحكومة السويدية
• رئيس وزراء بلجيكا يدعم صوفي ويليمس: "الزوجة والأم أولاً"
وفي بيانه والذي نشرته وكالة الأنباء الفرنسية afp.com أكد رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو على دعمه لويلميس لافتاً لاحترامه قرارها والذي "يحظى بأكبر قدر من الاحترام". مؤكداُ أن الوزيرة لن تستقيل رسميًا من الحكومة وأن صلاحياتها ستنقل مؤقتًا إلى وزراء آخرين "بمرسوم ملكي".
وفقا لبي بي سي نيوز bbc.com ، أكد دي كرو أنه "في مثل هذه المحنة ، فإن الزوجة والأم هي التي تأتي أولاً"، متمنياً لصوفي وكريستوفر (الزوج) وأطفالهما "الكثير من الشجاعة والقوة."
وقد أعلن دي كرو أن الوزيرة لن تستقيل رسميًا من الحكومة وأن صلاحياتها ستنقل مؤقتًا إلى وزراء آخرين "بمرسوم ملكي". حيث سيتولى وزير الأعمال ديفيد كلارينفال مهام ويلميس الإضافية في التجارة الخارجية ، بينما ستتولى وزيرة الرقمنة ماثيو ميشيل دورها في المؤسسات الثقافية الفيدرالية.
• من هي صوفي ويلميس..؟
هي سياسية بلجيكية (مواليد 1975)، تشغل منصب وزيرة الخارجية منذ عام 2020. شغلت منصب رئيسة وزراء بلجيكا من 2019 إلى 2020. وهي عضوة في الحركة الإصلاحية، وهي أول امرأة تشغل هذا المناصب، انتُخبت ويلميس في مجلس النواب عام 2014، وشغلت منصب وزيرة المالية في الحكومتين الأولى والثانية لتشارل ميشيل من 2015 إلى 2019. في أعقاب الانتخابات الفيدرالية البلجيكية لعام 2019، عين فيليب ملك بلجيكا ويلميس لقيادة حكومة انتقالية (حكومة ويلميس الأولى) قبل أن تشكل حكومة تنفيذية (حكومة ويلميس الثانية) في مارس 2020 للتعامل مع جائحة كوفيد-19، وقد كان معدل الوفيات مرتفعًا في بلجيكا بشكل خاص، إلا أنها تم الإشادة بشكل عام بمهارات الاتصال والتعاطف التي تتمتع بها في وسائل الإعلام.
في أكتوبر 2020، انضمت إلى حكومة رئيس الوزراء ألكسندر دي كرو كوزيرة للخارجية ونائبة لرئيس الوزراء. لتصبح أول وزيرة خارجية في تاريخ بلجيكا. ومؤخرا نشرت مجلة فوربس الأمريكية قائمة أقوى 100 امرأة في العالم. ومن بين هؤلاء ، اختيرت رئيسة الوزراء صوفي فيلميس.
تابعي المزيد: رئيسة وزراء نيوزلندا تثير الاستياء بأغلى رحلة رضاعة بالتاريخ السياسي