نيكي بيسيكر Nikki Bisiker هي المالكة والمديرة الإبداعيّة الرئيسة لـ"شركة نيكي بيسيكر للتصاميم الداخليّة"؛ تعتقد المصمّمة المولودة في بريطانيا بأنّها لا تستطيع أبدًا التفكير في مهنةٍ أخرى، وتقول إن الاشتغال بـالديكور الداخلي قد كُتب لها! في الحوار الآتي نصّه، تتحدّث نيكي بيسيكر لـ"سيدتي. نت" عن خلفيّتها، وفلسفتها في عالم التصميم الداخلي.
__
كيف أثّرت دراسة اللغات والأعمال، في مشاريعك في عالم التصميم الداخلي؟
في سنّ العشرين، قمت بتطوير مطعم ببريطانيا، من الألف إلى الياء، ابتداءً من الترميم المعماري، مرورًا بالتخطيط للائحة الطعام والتوظيف والحسابات، وصولًا إلى إدارة أعمال المكان اليوميّة. كانت قدّمت هذه التجربة لي دروسًا تعليميّة بالجملة، في جوانب التصميم والضيافة، وذلك دفعة واحدة. بعد ذلك، أعدت الكرّة، في إطار فندق ريفي كبير، أي أكملت تجديد المكان، ثمّ توليت شؤون الإدارة الداخليّة. علّمتني هاتان العمليتان قوة الاستثمار في الأفراد، سواء الموظّفين أو العملاء، بالإضافة إلى الدبلوماسيّة وعلم النفس والمهارات التنظيميّة والصبر وحبّ البيئة الجميلة. لناحية اللغات، درست الفرنسيّة والألمانيّة في المدرسة والجامعة، كما قضيت أعوامًا في فرنسا، ثمّ في إيطاليا، ما جعلني أكتسب بعض مهارات اللغة الإيطالية أيضًا. مكنّتني اللغات من فهم ثقافات ومواقف مختلفة وروح التصميم، وسمحت لي بفهم أنماط الحياة ومتطلباتها.
كيف تركّزين في التصميم الداخلي على نفسيّات السكّان؟
أرى أن فهم شخصيّات العملاء وأنماط حياتهم وتوقعاتهم للتصميم وكيفيّة تفاعلهم مع العائلة والأصدقاء وتفضيلاتهم للألوان... كلّها أمور أساسيّة، في الطريق إلى إنشاء منزل جميل وفريد لأنه يعكس شخصيّات الساكنين. تهمنّي الإشارة، في هذا الإطار، إلى أن فريق العمل في "شركة نيكي بيسيكر للتصاميم الداخليّة" يقدّم خدمة خاصة متمثّلة في رسم بياني يسمح بالتحرّي عن العميل، ويكشف معلومات عدة عن شخصيّته، وطريقة تفاعله مع المنزل، بصورة لا يمكن حتّى للمحادثات الطويلة اكتشافها، وبمرح.
هل هناك مدارس معيّنة تستقين الأفكار التصميميّة منها؟
لا خيارات محددة، في هذا الإطار، لكنّي أرحّب بالتصميمات العائدة إلى العصور القديمة، بالإضافة إلى تلك الكلاسيكيّة، فضلًا عن الديكورات الشاطئية الأنيقة وتلك الخاصّة بشاليهات التزلّج، من دون الإغفال عن الأناقة الحضرية.
6 عناصر في التصميم الداخلي
أخبرينا المزيد عن العناصر، التي تتخذ أهمّية خاصّة في مشاريعك السكنية...
- الإضاءة: لا للاستهانة بقوة الإضاءة المستخدمة على الصعيدين المعماري والزخرفي، في إطار إنشاء مشروع رائع.
- تصميم الجدران: تبدو الجدران كأنّها خلفيّة للوحة التصميميّة، فهي تقدّم صورةً بصريّةً ثابتة للعين المتجولة في المساحة، وذلك سواء أثناء الجلوس أو السير في المنزل. في هذا الإطار، يفيد البعد عن التعقيد، إذا كان العميل يرغب بالبساطة، مع اللعب بالظلال والمواد والأشكال والإضاءة.
- الحمّام الفخم: هو بمثابة ملاذ شبيه بمنتجع صحّي. في هذا العالم المزدحم، يمكن تحويل الحمّام الرئيسي في المنزل، إلى مكان يسترخي فيه الفرد، للشعور بالسلام والرفاهية داخل جدران مساحته.
- اللمسة الخضراء: سواء تعلّق الأمر بتصميم بسيط يدمج عناصر من الطبيعة بالمنزل، أو بآخر باهظ؛ ومهما كان المزاج التصميمي، توحي اللمسات الخضر في المنزل بالنضارة وتستحضر المناظر الريفية في البيئة الحضريّة، كما توفّر الأكسجين والحياة والنعومة والأشكال للمساحات الداخليّة.
- المدخل الرئيسي: يجب التفكير مليًّا في هذا الحيّز، الذي يبدو كأنّه يعزف لحن الافتتاح، تمهيدًا لما سيليه من أنغام موسيقيّة ستبثّ في أقسام المنزل الأخرى! لناحية صاحب المنزل، يبدو المدخل كأنّه يرحّب به، أمّا لناحية الضيوف، الغرض من تصميم المكان هو إدهاشهم!
- تفاصيل السقف: الأسقف جزء لا يتجزّأ من الغرف، مع ملاحظة أن البعض يغفل عن العناية بتصميمها، بخاصّة في دولة الإمارات حيث تخلو هذه الأسطح من التفاصيل المعمارية في كثير من الأحيان.
الإكسسوارت المنزليّة
بما تنصحين قراء "سيدتي. نت" الراغبين في تجديد ديكورات منازلهم، مع تغير الموسم؟
الإجابة بسيطة للغاية؛ اتصلوا بـ"نيكي بيسكر للتصميم الداخلي"! لتجديد الطاقة في المنزل، من الضروري التخلّص من كلّ العناصر غير المرغوب بها، وتنظيف وترتيب خزائن الملابس وأدراجها وخزائن الحمام، بغية الحصول على قاعدة انطلاق جيّدة، وقصر المحتويات على المرغوب أو المطلوب من الناحية العمليّة. على مستوى بسيط، يفيد استبدال الوسائد ذات الأغلفة الفاتحة من القطن أو الحرير بالقديمة منها، كما تغيير السجاد وزينة المائدة، وشراء كتب لطاولة القهوة تتناول مواضيع خاصّة بالربيع والصيف، مثل: كتب السفر... أضف إلى ذلك، يمكن اختيار زهور الميموزا الصفراء أو أزهار الكرز. لناحية غرف النوم، تستبدل أغطية السرير المناسبة للصيف، بالقديمة، مع تخزين الكشمير والصوف والمخمل لموسم الشتاء المقبل.
في سطور...
في عمر 13 عامًا، قرّرت نيكي بيسيكر إعادة تصميم غرفة نومها الصغيرة، بالقرب من "بريستول" ببريطانيا، باستخدام بعض المال الذي تركه لها عمّها.. وسرعان ما أصبحت الغرفة ملاذاً لها لتمارس هوايتها بالتصميم، مع الاستلهام من ألوان وأنماط أزياء ماري كوانت (مصمّمة أزياء بريطانيّة كانت تعدّ "أيقونة" في موضة الستينيّات) وتراث والدتها الجامايكي والفساتين المطبوعة بالزهور وحبها للألوان النابضة بالحياة. أعمال نيكي بيسيكر متأثرة بجذورها، حيث كان جدّاها من طرف والدها يهويان جمع التحف والفساتين والقفّازات والقبّعات والأزياء القديمة. ثمّ، آلت هذه "الأشياء" إليها، لتكشف معها حبّها للأنسجة وللأواني الزجاج والفضة والتشطيبات الخشب الجميلة والحرير والشيفون والساتان ووحدات الإضاءة... كان كلّ من كثرة أسفار نيكي وتركيزها على سيكولوجيّة المكان، اجتمعا لتشكيل فلسفة التصميم الفريدة الخاصة بها، مع الإشارة إلى أن مشاريعها، من شقق سكنية ويخوت ومؤسّسات تجاريّة، منتشرة في بقاع العالم.
