هل تضر الرضاعة الطبيعية الجنين؟ ؛ إذ كثيراً ما تُفاجأ الأم المرضعة بأنها حامل، فيصيبها القلق وينتابها الخوف من عدم قدرتها على مواصلة رضاعة الابن؛ حرصاً على صحة الجنين القادم، ولكن الأبحاث والدراسات الحديثة أكدت: أن الرضاعة الطبيعية والحمل من الممكن أن يصبحا بأمان، مادامت الأم تتمتع بصحة جيدة وبعيدة عن الأمراض المزمنة، وتباشر حالتها مع الطبيب؛ لهذا كان الحديث في هذا التقرير عن أهمية الرضاعة الطبيعية للطفل والأم معاً، والتغيرات التي تحدث للأم حالة حدوث حمل مع الرضاعة، ومتى يجب فطام الطفل.. اللقاء مع استشاري طب النساء والولادة الدكتور رامي أشرف الحسيني.
1-الحمل والرضاعة في أمان
- الرضاعة الطبيعيّة خلال الحمل تُعدّ آمنةً بصفة عامةً في حال تنظيمها، ولا تستدعي فطام الطفل الأول، إذ يكون جسم المرأة الحامل قادراً على تقديم العناصر الغذائيّة اللازمة للطفل الرضيع عبر الحليب.
- يُشار إلى أنّ الرضاعة الطبيعيّة قد تُحفّز بعض الانقباضات في الرحم، والأمر لا يستدعي القلق، فلن تؤثر هذه الانقباضات في الجنين، ويمكن للأم المرضع إتمام مدة الرضاعة الطبيعيّة حتى نهايتها في الغالب.
- ولكن في بعض الحالات يفضل استشارة الطبيب حول أمان متابعة الرضاعة الطبيعيّة خلال الحمل، مثل حالة مصاحبة الحمل لبعض المخاطر أو المضاعفات، أو ارتفاع خطر الولادة المبكّرة، أو عند الحمل بتوأم، أو حالة حدوث نزيف أو وجود ألم بالرحم.
- ويحدث هذا بالتزامن مع إيصال العناصر الغذائيّة اللازمة للجنين في الرحم، دون التسبّب بأيّ مشاكل صحيّة أو مخاطر على الطفل الرضيع أو الجنين.
- تعرّفي إلى المزيد: الوقت المثالي لإجراء الأشعة رباعية الأبعاد على الجنين
2-التغييرات التي تصيب الأم المرضع وهي حامل:
قد يقل اللبن ويصبح أقل حلاوة وأكثر ملوحة!
- ومن هذه التغيرات؛ الفرحة بانتظار مولود جديد، وفرحة مواصلة الرضاعة الطبيعية للطفل الحاضر، ولكن هناك مشكلة ليونة الثدي، إذ يُصبِح الثديان والحلمتان أكثر ليونةً، وإذا شعرت الأم بعدم الراحة في هذه الحالة، فيمكنها أن تفطم طفلها عن الرضاعة الطبيعية.
- يمكن أن يقلّ إنتاج الحليب نوعاً ما بعد الأشهر الأولى من الحمل، كما يمكن أن يبدأ طعمه بالاختلاف، خاصّةً في المراحل الأخيرة من الحمل، ويصبح أقل حلاوة، وأكثر ملوحة، و يرجع السبب لارتفاع محتوى الحليب من الصوديوم، حينها يرفض الطفل الرضاعة، ويمكن ان يفطم نفسه تلقائياً.
- كما أن تحفيز الحلمات الناتج عن الرضاعة الطبيعية يحفز الجسم لإفراز هرمون الأوكسايتوسين، الذي يلعب دوراً في التقلصات التي تحدث أثناء الولادة، ما يزيد من قلق الأم من إمكانية حدوث ولادة مبكرة بسبب هذا الهرمون.
- ولكن أثبتت الدراسات المعملية أنّ الكمية التي تُفرز من هرمون الأوكسايتوسين خلال فترة الرضاعة تكون قليلة، ولا تكفي لتحفيز المخاض في الظروف الطبيعية، بينما يكون لها تأثير في حالة النساء المعرضات للولادة المبكّرة.
3-الشعور بالإرهاق وفقد الكثير من السعرات الحرارية
- مع حلول الشهر الخامس من الحمل يتغير تركيب حليب الأم؛ حيث يبدأ الثدي في إنتاج ما يعرف ب حليب اللبأ أو المسمار- السرسوب-، ولهذا يحدث إسهال للرضيع؛ لان حليب اللبأ عبارة عن ملين طبيعي
- وفي حال استمرت الأم في الرضاعة، بعد ان اكتشفت حملها، فيجب أن تهتم بتغذيتها وأخذ الراحة الكافية، لكي لا تفقد الكثير من السعرات الحرارية لأنها تستنزف مخزون جسمها من المعادن والفيتامينات الهامة والطاقة من أجل الرضاعة والحمل الجديد.
- حالة كانت الأم مُصابةً بالسكري، أو فقر الدم، أو تتّبع نظاماً نباتياً، أو غيرها من الحالات، في هذه الحالة عليها أن تراقب وجباتها دائماً، و مراجعة الطبيب أو أخصائيّي التغذيّة؛ للتأكّد من العناصر الغذائيّة والسعرات التي تحتاجها لكفاية حاجات الحمل، والرضاعة.
- من الطبيعي أن تشعر المُرضع بالإرهاق، نظراً للتغيّرات الهرمونيّة التي تصاحب الحمل، لهذا تُنصح بالراحة والاسترخاء، وأن تجلس وترفع قدميها أثناء إرضاع طفلها، ويمكنها أخذ قيلولة عندما ينام الطفل.
4-متى تُنصَح الأم المرضع الحامل بفطام رضيعها؟
- قد يَنْصَح الطبيب الأم المرضع الحامل بفطام الطفل في إحدى الحالات الآتية:
- حالة الحمل بتوأمين أو أكثر، حالة التعرّض للنزيف.
- عدم اكتساب الأم للوزن الصحّي، أو إذا كان حملها خطيراً.
- وكذلك إذا كانت تعرّضت سابقاً للإجهاض أو الولادة المبكّرة.
5-دراسات حديثة تؤكد: "7" فوائد للرضاعة الطبيعية
تسهل الهضم وتحارب البكتريا والفيروسات
- أشارت العديد من الدراسات إلى أن حليب الأم يحتوي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل حتى عمر6 أشهر، كما يمتاز بأنه سهل الهضم، ويمكن أن تتغير تركيبته وفقاً لتغير احتياجات الطفل في الأشهر الأولى.
- المهمة الأولى للرضاعة الطبيعية هي محاربة الفيروسات والبكتريا، وحماية الطفل من الإصابة بالمرض، حيث يحتوي حليب الأم على الأجسام المضادة، التي تمنع زيادة وزن الرضيع وتمنع إصابته بالسمنة وقت الطفولة.
- والجديد أن الأطفال الذين يحصلون على الرضاعة الطبيعية، يمتلكون نسبة أعلى من "اللبتين" مقارنة بالأطفال الذين يتغذون على الحليب الصناعي؛ واللبتين هرمون مهم ينظم الشهية ويقوم بتخزين الدهون، ما يؤثر على نمو عقل الطفل، ويساعد على منع إصابته بأي مشاكل سلوكية أو صعوبات في التعلم.
- تعرّفي إلى المزيد: علاج الغثيان للحامل في الشهور الأولى
الرضاعة الطبيعية تقلل من خطر الوزن الزائد والاكتئاب!
- كما يمكن للرضاعة الطبيعية أن تساعد الأم على خسارة الوزن، بعد الأشهر الثلاثة الأولى من الرضاعة، رغم أن خسارة الوزن خلال هذه الأشهر الثلاثة تكون أكثر صعوبةً، وكذلك تساعد الرضاعة الطبيعية على تقليل خسارة الدم عند الأم بعد الولادة، وفي رجوع الرحم إلى حجمه الطبيعي.
- والجميل أن الرضاعة الطبيعية تقلل من خطر إصابة الأم باكتئاب ما بعد الولادة، ويحفزها على تقديم الرعاية لطفلها، بينما الرضاعة لأكثر من عام تساعد على تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض والعديد من الأمراض الأخرى وبنسبة 28%.
- والاعتماد على الرضاعة الطبيعية يقلل من إصابة الطفل بالسكري والحساسية وحساسية الأذن الوسطى، وعدوى الجهاز التنفسي، والالتهابات ونزلات البرد، وكذلك التهاب الأمعاء وتلف الأنسجة المعوية، ومتلازمة موت الرضيع المفاجئ، ولوكيميا الأطفال.
- إذن الإجابة تكون نعم ..للطفل الرضيع، والجنين، والمرأة الحامل، إلّا في بعض حالات التوقف عن الرضاعة، وفي حال اكتمال الحمل والولادة، يمكن اتباع طريقة الرضاعة الطبيعية التي تتضمّن إرضاع الطفل الأكبر مع المولود الجديد.
ملاحظة من"سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.