يعد التحضر أحد أهم الاتجاهات الرئيسية التي تشكل عالمنا وحياة ورفاهية العائلات في جميع أنحاء العالم، وحيث يرتبط التحضر المستدام بتحقيق العديد من أهداف وغايات التنمية المستدامة، يأتي الاحتفال باليوم الدولي للأسر والذي أقرته الأمم المتحدة في الخامس عشر من مايو من كل عام والذي يتيح الفرصة لتعزيز الوعي بالمسائل المتعلقة بالأسر وزيادة المعرفة بالعمليات الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية المؤثرة فيها.
• احتفالية 2022 تحت عنوان "الأسر والتّحضر"
وحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة un.org ، أقرت الامم المتحدة موضوع العام 2022 ليكون "الأسر والتحضر"، والذي يهدف لإذكاء الوعي العام بشأن "الأسر والتوسع الحضري"، وبأهمية السياسات الحضرية المستدامة والصديقة للأسرة، حيث تعتمد أهداف التنمية المستدامة وغاياتها على مدى إدارة التحضر بشكل جيد لصالح الأسر وتعزيز رفاهية جميع الأجيال التي تعيش في المدن.
وحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة un-org تهدف الاحتفالية هذا العام:
- القضاء على الفقر.
- تحقيق الصحة الجيدة والرفاهية.
- جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة وآمنة ومرنة ومستدامة.
- الحد من عدم المساواة داخل البلدان وفيما بينها.
وكانت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193، قد اعتمدت بالإجماع في 25 سبتمبر 2015، أهداف التنمية المستدامة، التي هي مجموعة من 17 هدفًا تهدف إلى القضاء على الفقر والتمييز وسوء المعاملة والأسباب المؤدية إلى الوفاة، ومعالجة الدمار البيئي، والدخول في عصر التنمية للجميع. حيث تعتبر السياسات والبرامج المعنية بالأسرة أمرًا حيويًا لتحقيق عددا من هذه الأهداف.
وياتي الاحتفال هذا العام في ظل الاستعدادات المتواصلة للاحتفال بالذكرى السنوية الثلاثين للسنة الدولية للأسرة في عام 2024 والتي ستركز على الاتجاهات الكبرى وأثرها في الأسر، حيث تشمل الاتجاهات الكبرى التغيرات التكنولوجية، والهجرة، والتحضر، والتغيير الديموغرافي، وتغير المناخ، مما يسهل تحليل آثارها في الحياة الأسرية وتقديم توصيات ناجعة في ما يتصل بسياسات فعالة تُعنى بالأسرة لتسخير الجوانب الإيجابية لتلك الاتجاهات والتصدي لها، ولجوانبها السلبية.
تابعي المزيد: أفكار تكنولوجية لتقوية الراوبط الاجتماعية مع العائلة
• هل يمكن أن تكون العائلات هي المفتاح لتحقيق أهداف التنمية المستدامة؟
تقول أمينة نزيه الباحثة الأسرية واختصاصية التنمية البشرية وتطوير الذات لسيدتي: الأسرة هي الوحدة الاجتماعية الأساسية لجميع المجتمعات الحديثة، حيث نتعلم التواصل والتعاطف والتنازل داخل هذه الهياكل الاجتماعية الصغيرة والحيوية، لافتة لانعكاس أهمية الأسرة في السياسات العامة الوطنية حيث يعد فهم كيفية مساهمة الأسر في التقدم الاجتماعي أمرًا أساسيًا لإيجاد الطريق الأكثر فعالية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
• لماذا الأسرة مهمة للمجتمع؟
تقول أمينة: العائلات مهمة لأنها الأساس الذي يقوم عليه المجتمع. حيث تنعكس قيم العائلات في المجتمع ككل.
- توفر العائلات منطقة آمنة، حيث توفر بنية الأسرة القوية والمحبة مكانًا يشعر فيه الأطفال بالأمان.
- تعلمنا العائلات كيف نكون جزءًا من شيء ما، من خلال التقاليد العائلية والصلات والشعور بالمسؤولية.
- تعلمنا العائلات أن نحب الآخرين ونؤيدهم، كما تعلمنا ألا نركز فقط على أنفسنا.
- العلاقات الأسرية الجيدة مرتبطة بصحة عقلية أفضل، حيث أظهرت العديد من الدراسات وجود علاقة مباشرة بين وقت الاسرة والصحة العقلية للطفل. فكلما زاد الوقت الذي يقضيه الطفل مع أسرته ، قل خطر إصابته بالاكتئاب.
- العائلات تعلمنا القيم، فعندما يكون الأطفال جزءًا من عائلة محبة تعلم الانضباط والقيم الأسرية، فالعائلات هي قوة المجتمع، فالأسر القوية تؤدي إلى مجتمعات قوية ومجتمعات قوية تؤدي إلى مجتمع قوي. إنه تأثير الدومينو الذي يبدأ في المنزل ويمتد إلى الخارج إلى مجتمعاتنا. عندما يكون لدينا دعم عائلي قوي ، فمن المرجح أن نلبي احتياجاتنا الأساسية. هذا يتيح لنا أن نكون أعضاء أقوى وأكثر إنتاجية لاستمرار المجتمع.
تابعي المزيد: اليوم العالمي للاسرة