نجحت المحامية سلطانة تافادار أول محامية جنائية ترتدي الحجاب في وصولها لمنصب مستشار الملكة إليزابيث الثانية ملكة إنجلترا، وهذا المنصب يعد من أعلى المناصب يمكن أن يصل إليه محامٍ في إنجلترا، بالإضافة إلى تتويجها لمنصب "أخذ الحرير" - وهو مصطلح لتعيينها في مركز مراقبة الجودة في المحاكم الإنجليزية.
وفي هذا الشأن فقد أقيم حفل تتويج سلطانة تافادار المحامية بالمحاكم العليا في لندن في قصر وستمنستر القريب من قصر باكنجهام الشهير.
ووفقاً لموقع (ديلي ميل) البريطانية ترجع أصول المحامية سلطانة إلى دولة بنجلاديش، كما كانت ولادتها في مدينة لوتن في إنجلترا، وتتمنى أن يساهم نجاحها في إلهام المحاميات الأخريات من العرقيات السمراء والآسويات والأقليات كمثل أعلى لها للوصول إلى أعلى المناصب.
*سلطانة بعد وصولها لهذا المنصب: إنها تجربة سريالية
أكدت سلطانة أنها لا تستطيع أن تصدق نفسها بعد وصولها إلى ما وصلت إليه، وكل ما في الأمر كان عبارة عن تجربة سريالية، حتى أصبحتُ في منتهى السعادة؛ لأن أصبح أول محامية جنائية ترتدي الحجاب لتنال ذلك المنصب، مضيفة لأمنيتها للفتيات اللاتي يرتدين الحجاب في تحقيق أحلامهن بعد أن أصبح حلمها واقعياً.
أثناء احتفالها بـ"أخذ الحرير" -وهو مصطلح لتعيينها في مركز مراقبة الجودة- وهو الاحتفال الذي أقيم بقصر وستمنستر القريب من قصر باكنجهام الشهير
قالت: إن النضال الذي تواجهه النساء المحجبات الأخريات في جميع أنحاء أوروبا في الوقت نفسه هو "حزين".
وأضافت: "هناك نساء في جميع أنحاء أوروبا وخاصة في فرنسا يتعرضن للتمييز؛ لأنهن يرتدين الحجاب.
تريد فرنسا فرض أشكال مختلفة من حظر الحجاب، والتي ترقى إلى مستوى التمييز على أساس الجنس والتمييز العنصري والتمييز الديني.
"إنه لأمر محزن في يوم كهذا وأنا أحتفل بأخذ الحرير مرتدية الحجاب؛ لأن الآخرين في جميع أنحاء أوروبا محرومون من تلك الفرص التي أتيحت لي".
*تقرير مجلس نقابة المحامين بلندن
وجد تقرير صادر عن المجلس العام للنقابة بلندن بشأن العرق أنه قبل تعيين تافادار، حصلت 31 امرأة فقط من السود أو الآسيويات أو من أصل عرقي مختلط من بين 2000 تقريباً على مراقبة الجودة.
وأضافت سلطانة: "بالنسبة للمحاميات المحجبات اللاتي يمثلن مستشار الملكة، لم يكن هناك سوى اثنتين وأنا الأولى في نقابة المحامين".
كانت أول محامية ترتدي الحجاب تأخذ الحرير هي الشهيد فاطمة من بلاكستون تشامبرز اللندنية، التي تم ترقيتها إلى اللقب في عام 2016.
درست تافادار ماجستير في حقوق الإنسان في كلية لندن الجامعية، وتم استدعاؤها إلى نقابة المحامين في عام 2005، حيث اعتاد الناس على سؤالها عما إذا كانت مترجمة.
وهي حاصلة أيضاً على درجة الماجستير في حقوق الإنسان الدولية في جامعة أكسفورد.
وتابعت قائلة: "لسوء الحظ، تواجهني طبقات وطبقات من التحديات، بصفتي امرأة، وكإنسان من خلفية أقلية عرقية وكشخص يرتدي الحجاب بشكل واضح".
لقد كانت هناك تحديات في المحكمة، وكانت هناك تحديات في مكان العمل في غرفتي السابقة، لكن يسعدني أن أقول إنه من الممكن التغلب على هذه التحديات، وإنه من الممكن -وجود الفرص- من الممكن التألق".
تتصدى قانونياً حالياً تفادار؛ لمحاولة إنهاء حظر الحجاب في فرنسا، وستدفع هذا العام للأمم المتحدة بأن الحكومة هناك تنتهك القانون الدولي.
قال جو سيدو كيو سي، رئيس نقابة المحامين الجنائيين: "يجب الترحيب بالتنوع الذي يشمل المحامين من خلفيات عرقية وإثنية وجنسية مختلفة، ومناصرته إذا كان لنقابة المحامين الجنائية أن تستمر في عكس الجمهور الذي نعمل فيه كمدعين عامين بشكلِ أفضلِ المدافعين".
في مايو 2020، أصبحت رافية أرشد أول امرأة محجبة يتم تعيينها قاضية.
