إن مجرد البحث عن كلمة تنسيق الأعراس، يعطينا نتيجة أسماء لشركات لا تنتهي؛ حيث دخلت النساء هذا المجال بقوة، وحملن معهن تخصصات لشركات أخرى قد تبدأ بفستان العروس وإكسسواراته، مروراً بالصالة وزينتها، ومائدة الطعام وفخامتها، وليس انتهاء بـ «دي جي» العرس، وتزيين سيارة العروسين، وبين هذه القوائم تفاصيل لا تنتهي، أغربها تصميم زفاف يحاكي فيلماً أو مسلسلاً شهيراً.. كل شيء اختلف ودخله التكنولوجيا، وانتشر على السوشيال ميديا، فماذا عن الأعراس، وما الثوب الذي اكتسته، وكيف جمعت بين الحاضر والماضي، وأي تفاصيل تلك التي نشرت التكاليف الفلكية للأعراس العربية؟ هذا ما يكشفه عدد من منسقات ومنسقي حفلات الزفاف.
أعدّت الملف | لينا الحوراني Lina Alhorani
تصوير | محمد فوزي Mohamed Fawzy
الرياض | يارا طاهر Yara Taher
جدّة | يسرا فيصل Yosra Faisal
الكويت | عواطف الثنيان Awatif Thunayan
البحرين | سمية آل خير Somia Alkhair
المغرب | سميرة مغداد Samira Maghdad
تونس | منية كوّاش Monia Kaouach
بيروت | عفت شهاب الدين Ifate Shehabdine
تصوير | سمر شبّاني Samar Chabbani
من الرياض
شذى عبد الحليم:
تنافس على الفخامة
«رائدة الأعمال الأكثر إصراراً في السعودية».. هكذا لقبت شذى عبد الحليم، التي دخلت قبل خمس سنواتٍ مجال تنسيق الحفلات. في السابق كانت الأعراس تقام في المنازل، وفي أوقاتٍ مبكرة، وتقتصر على وضع الزينة أمام المنزل، والطرب والغناء الشعبي، وتقديم الشاي والقهوة وقليلٍ من المكسرات، أما العشاء فكان يتضمن الذبائح والحلويات، تتابع شذى: «كانت الميزانية تتراوح بين 20 و40 ألف ريال، لكنها حالياً مبالغٌ في تكاليفها، وصار هناك تنافس بين الناس في الفخامة، وتقديم الأغرب والأغلى؛ حيث تبدأ التكلفة من 30 ألف ريال كحد أدنى؛ ما أجبر الكثيرين على تأخير الزواج».
حفلة زفافي
وفيما يخصُّ أغرب حفلة زواجٍ نظَّمتها، تستدرك قائلة: «كانت حفلة زفافي؛ حيث تم تحديد موعدها قبل إقامتها بيومٍ واحد، لذا رتَّبنا لها سريعاً، وعملت وصديقاتي على إيجاد قاعةٍ مناسبة، وأشرفنا على عمل الكوشة، وترتيبات العشاء، والطرب، إضافةً إلى اختيار الفستان حتى ظهرت الحفلة بشكلٍ رائع على الرغم من أن العمل في القاعة جاء يدوياً، بما في ذلك تصميم الكوشة».
أمل عقاد:
العملاء أصبحوا أكثر وعياً
تعمل أمل عقاد، سيدة أعمالٍ وصاحبة مؤسسةٍ لتنظيم الحفلات والمهرجانات والأعراس، ومصورة محترفة، مع فريقها على تنظيم حفلات الزفاف، وتتولى كل تفاصيل المناسبة من الألف إلى الياء.
بدءاً من الاستشارة، والتنسيق، والتنظيم، والتنفيذ، إلى ما هناك من تفاصيل، تقدم أمل مع فريقها أفكاراً فريدةً ومبدعة، وتنفذها بجودةٍ عالية، تستدرك قائلة: «عادة ما يتم التحضير للزفاف حسب ميزانية العميل، لكن حالياً أصبحت التكاليف أعلى قليلاً مقارنةً بالسابق بنسبة 30% بسبب الأوضاع الاقتصادية التي أدَّت إلى رفع أسعار المنتجات، مع العلم أن الحفلات اليوم لم تختلف كثيراً عن الماضي، لكنَّ العملاء أصبحوا أكثر وعياً باحتياجاتهم».
تابعي المزيد: وصفات للعروس لتخفيف الشعور بالألم عند ازالة الشعر
من جدة
رهف سفر:
حفلات الأعراس متواضعة!
تشرف رهف، مصممة ومنسقة حفلات أعراس على جميع التفاصيل لتحقيق حلم ليلة العمر، بما يتماشى مع ميزانية العروسين، لكن ما تقوله يختلف تماماً عن وجهة نظر ابنتي بلدها من الرياض!
لا يحضر أصحاب الزفاف إلا أثناء الحفل، تاركين جميع التفاصيل عليها بعد الاجتماع معها قبل الزفاف بفترة لوصف دقيق لذلك الحلم الذي يراود كل فتاة، تتابع رهف: «في الماضي كانت العائلات تبالغ في الدعوات والقاعات الكبيرة لتتناسب مع عدد الحضور؛ حيث البذخ في القاعة، والزينة، والضيافة، أما في وقتنا الحالي فقد أصبح من الممكن إقامة حفل متواضع يقتصر فقط على الأصدقاء المقربين والعائلة، وقد تكون المناسبة في المنزل مع ترتيبات بسيطة بتجهيز كوشة، وتوزيع باقات الورد بلمسات أنيقة ليتناسب مع جوهر الحفل». بدت رهف فخورة بدرجة الوعي التي وصل إليها الشباب السعودي، في اختصار تكاليف الأعراس، ما أسهم في ارتفاع نسب الزواج؛ حيث تم توفير المصاريف لرحلة شهر العسل أو الاستثمار في شراء قطعة أرض أو مسكن أو للعمل، وهو إن دل فإنما يدل على نضج هذا الجيل، تستدرك قائلة: «ربما كانت هناك مواقف غربية عشتها، ولكن من كثرة حبي لعملي لا أشعر بالغرابة مع من أعمل معهم، وإنما بالسعادة».
تابعي المزيد: جلسة تصوير خاصة بـ سيدتي ..فستان الأحلام Ethereal Gowns
من دبي
فاطمة بوخش:
اخترعنا منتجاً يمنع التصوير
منذ 5 سنوات، توقفت سيدة الأعمال فاطمة فؤاد بوخش، عن العمل في تنسيق الأعراس، لتدخل مجال أمن الأعراس، عبر «أغلفة التلفونات»! حيث افتتحت مع شقيقتها سمية، شركة «إنترتوايند» للحفاظ على خصوصية الأعراس. كانت عائلة فاطمة ترتب لزفاف شقيقتها، فيما طلب والد العروس، أن تضع كل المدعوات تلفوناتهن خارج الصالة، خوفاً من تصوير الفتيات المحتشمات، التي باتت منشورة في بعض الأعراس على السناب شاب وإنستغرام، وصار الناس يشاهدون الأعراس وهم في بيوتهم. لكن العروس وجدت الأمر محرجاً لها، من هنا بدأ البحث عن البديل، تستدرك فاطمة: «اخترعنا منتجاً إماراتياً على شكل أغلفة للموبايلات، وكل سنة، يحل المنتج الجديد، مشاكل الذي سبقه، وفي هذا الاختراع تتمكن المدعوة من استخدام التلفون تماماً إلا التصوير، لو حاولت فتح الكاميرا، تصبح الشاشة بيضاء». كثر الطلب على هذا الاختراع في الإمارات، وخارج الدولة، تتابع عائشة: «النساء لا يمكنهن الاستغناء عن تلفوناتهن، خصوصاً الأمهات اللواتي تركن أولادهن في البيت، وسيكون الأمر مربكاً لو خرجن من الصالة، لأسباب طارئة».
هوس السوشيال ميديا
أعراس زمان لم يكن فيها سوى هاتف نوكيا، والبلاك بيري، بكاميرات سيئة الجودة، تتابع فاطمة: «كما لم يكن هناك هوس السوشيال ميديا عند الجيل الجديد، في تصوير اليوميات، وبعض الصبايا في الأعراس يلتقطن صور السيلفي، من دون الانتباه إلى من يجلس وراءهن». المدارس أيضاً صارت تستخدم هذه الأغلفة، خصوصاً في الاجتماعات التي تستضيف شخصيات عامة، وعن أغرب حفلة، تكلفت عائشة بأمنها، تقول: «هناك أعراس تكون فيها أم «المعرس» خائفة على العروس، وتريد منع التصوير، لكن العروس ترغب فيه، ولا تجدها مشكلة، فاختلاف الطرفين على ضرورة الأغلفة من عدمها، هو أكبر مشكلة في الأعراس، ودورنا أن نوفق بين الاثنين».
تابعي المزيد: فساتين خطوبة بألوان معدنية لعروس 2022
من الكويت
فيصل الخليفي:
في أحد الأعراس غيرنا إنارة الشوارع!
بخيمة أو ساتر وكوشة صغيرة وكراسي وفنانة شعبية، كانت النسوة يكتفين بأعراسهن؛ حيث التكلفة لا تزيد على 2000 كما يكشف فيصل الخليفي، صاحب مركز فيصل الخليفي للأفراح بالكويت.
الزواج الحديث
صار أصحاب الدخل المتوسط يقيمون حفلاتهم في صالات الأفراح، أما الأثرياء، فيحجزون في الفنادق، يعلّق فيصل: «طبعاً، مع اختلافات شاسعة في التفاصيل، خصوصاً اختيار المطربين، ونوع الهدايا التي تقدم للمدعوين، كما وصلت ميزانية الكوشة وحدها إلى 5000 دينار حسب الميزانية، حتى وصلت تكلفة الزفاف إلى 100 ألف عند الأثرياء، والبعض يأخذ قرضاً وتثقل كاهله الديون، مقابل أن يتحدث الناس عن يوم زفافه».
شهر كامل للتجهيز
قصة غريبة يرويها فيصل مع أحد التجار الأثرياء والمعروفين في الكويت، الذي طلب الديكورات والإكسسوارات الفخمة في قصره: يستدرك فيصل: «الغريب بالأمر أنه حتى الأضواء والإنارة التي في الشوارع والمملوكة للدولة تم تغييرها بزينة وإنارات أجمل، وحفل الزواج كان من الداخل عبارة عن حديقة بالورد والشجر الطبيعي، وكانت مدة العمل وتجهيز الفرح بالقصر تقريباً شهراً كاملاً».
تابعي المزيد: إقامة رومانسية في أشهر فنادق أويا اليونانية
من البحرين
ياسر العجي:
التكاليف وصلت إلى 40 ألف دينار
تغيرات كبيرة على تفاصيل المهنة بين الماضي والحاضر، كما يؤكد ياسر العجي، صاحب مؤسسة لتنظيم حفلات الأفراح والمناسبات بالبحرين. حالياً، فإن تكلفة الأعراس ارتفعت، فقد شهد هذا المجال تطوراً من ناحية المؤثرات الصوتية، والإضاءة والتصاميم العصرية للديكور، وكذلك تغيرت أحجام القاعات وفخامتها عن السابق. يتابع ياسر: «أما عن تكلفة المطربين والمصورين فقد ارتفعت بشكل ملحوظ، كانت تكلفة الزفاف تتراوح بين 3000 دينار لتصل إلى أكثر من 40 ألف دينار. وطبعاً، هناك أرقام فلكية أكبر من ذلك».أغرب مواقف الزفاف، هي في الفكرة، فقد نفذ ياسر حفلة خرجت فيها العروس ووالدها من وسط شاشة المسرح عبر انقسامها إلى قطعتين يعلّق قائلاً: «على الرغم من استغراب الجميع، لكن أعجبتهم الفكرة، لكن أثناء تنظيم حفل زواج في الهواء الطلق قد يهطل المطر، وقد حدث ذلك، وتداركنا الأمر بتوفير الفندق لمكان مسقوف تم نقل الحفل إليه».
بث مباشر
يبقى موقف جميل لزفاف في ذاكرة ياسر، حدث وقت الحجر وأهل العريس موجودين في أميركا أيام إغلاق المطارات، فأقيم العرس (Live Stream) يعلّق ياسر: «كان جميلاً جداً ولا ينسى».
تابعي المزيد: أساور ذهب أصفر مرصعة بالألماس لإطلالة فخمة لعروس صيف 2022
من المغرب
مجيدة بنسعيد:
طغى البروتوكول وحب التباهي
ترى مجيدة بنسعيد في نفسها تجسيداً لصانعة الفرح، فقد استثمرت في مجال تنظيم الأعراس والحفلات في إطار مشروع عائلي يجمعها مع شقيقها عبد الغني. تؤكد مجيدة أن طقوس الاحتفال قد تغيرت كثيراً، واقتصرت على ليلة واحدة، وأحياناً ليلتين؛ ذلك بسبب الضائقة المالية، والرغبة في التوفير، تتابع قائلة: «سابقاً كان العرس يقام بطقوس كاملة من الحمام إلى الحناء، ويوم الخروج من بيت العائلة، ويوم صباح العروسين؛ حيث يحتفى بالعروس في بيت زوجها، ويوم الحزام بعد سبعة أيام وهكذا. اليوم، تغيّرت طقوس كثيرة، وتم اختصار الزمن، بينما بدأ العروسان يقرران طريقة الاحتفال من دون التخلي عن الزفة التقليدية مع الحرص على لمسة عصرية».
حب التباهي
تفضل أغلب العائلات اختيار منظم حفلات يقوم بكل شيء؛ حيث أصبحت العائلات أكثر اهتماماً بشكل المائدة، ونوع المأكولات، والديكور والإكسسوارات من ورود وشموع، ونوعية الخدمات المقدمة. تستدرك مجيدة: «كان التنظيم من قبل يقتصر على أهل العريس، لكنه الآن بمشورة العروس أيضاً».
أصبحت الأعراس المغربية الحديثة استعراضاً للأناقة والبحث عن الفخامة، فيما انفتحت مائدة الطعام على كل مذاقات العالم، تعلّق مجيدة: «كانت الأعراس سابقاً أبسط وأكثر حميمية... لقد فقدنا الروح التلقائية والتواضع، فيما طغى البروتوكول وحب التباهي والتنافس».
تابعي المزيد: نصائح الـ"لايف كوتش" لارا لحياة جديدة دون مشاكل
من تُونس
أسماء الشّايب:
دمج مغريات العصر بتقاليد الماضي
بعد أن أنهت أسماء الشايب دراسة التصميم الداخلي، قررت دخول عالم الأعراس، فافتتحت وكالة لتنظيم الحفلات والديكور. كانت الأفراح بسيطة وغير مكلفة، متشابهة في عاداتها وإعداداتها ولوازمها، وتدوم عادة من ثلاثة أيام إلى أسبوع كامل حسب عادات المناطق، هكذا بدأت أسماء كلامها وتابعت: «من مظاهر الاحتفال بالأعراس في الماضي تكليف امرأة تسمّى «حنّانة» بمرافقة العروس لتساعدها في استعداداتها ليوم الزّفاف، وكذلك إقامة الولائم وذبح عدد كبير من الخرفان، فيما الحفلات الغنائية الخاصة بالأعراس تقام في باحات المنازل وعلى السّطوح». تتابع أسماء: «الحال تغير، مثل أهمية رمي العروس لباقة الورد وراءها، وتسارع الصّبايا لالتقاطها.. هي عادة أوروبية وقد أدخلها الشّباب التونسي إلى عادات الزّفاف».
سمكة العرس!
عادة ما تنصح أسماء العروسين بإضافة أشياء أو إلغاء أخرى وفقاً للمتطلّبات وللميزانيّة، تستدرك أسماء: «أتكفّل بديكور وتزيين مكان الحفل، سواء كانت صالة، أو في الهواء الطّلق على شاطئ البحر، وارتفاع التكاليف عائد إلى مشاركة طاقم كبير من المختصّين والحرفيين والتقنيين والفنّانين في الإعداد، وتنوع قائمة المأكولات، وتكاليف استئجار المكان، والطريف في الأمر أن حفلات الأعراس تتزين بديكور فخم وفي الوقت نفسه يتمسّك أهل العروس بعادات قديمة متوارثة. مثلاً، البعض يحضر سمكة كبيرة الحجم تحمل رائحة البحر، ويضعها أمام العروس والعريس ليقفزا فوقها سبع مرّات درءاً للعين والحسد».
تابعي المزيد: لا تهملي تناول الفيتامين سي C قبل الزفاف
من لبنان
نغم كليب:
كل حفل زفاف يحمل تميّزاً وغرابة
صنّفت الأزمة المالية الأعراس بين التقليدية والملوكية، كما تقول نغم كليب، مديرة شركة نغم لتنظيم حفلات الأعراس؛ حيث تختلف التكاليف من شركة لأخرى.
اعتمدت نغم أسلوب الابتكار وعدم التقليد والتكرار، لهذا فكل حفل زفاف يحمل في جعبته التميّز والغرابة تتابع قائلة: «أترك للتفاصيل الصغيرة الدور الأكبر في إظهار جمال الزفاف، خاصة حفل الفرح الذي يتضمّن إظهار حضارتين مختلفتين كالعراقية واللبنانية على سبيل المثال، أو فكرة الحفل الذي طلب مني العروسان فيه تجسيد مسلسل Friends الشهير والفكرة الذي كان يدور حولها. عندها قررنا أن نتابع أدق التفاصيل من حيث الديكور والمفروشات... وقد حملت أسماء طاولات المدعوين أسماء الأصدقاء في المسلسل، وتزّينت الجدران كما في المسلسل تماماً... وفي الوقت نفسه تمكنّا من تنفيذ مسلسل كوميدي، ولكن بهيئة حفل زفاف».
نكهة خاصة
كل صديق كان ينادي صديقه كما في المسلسل، والعروسان قررا أن يشاركا أصدقاءهما رقصة المسلسل الشهيرة التي أخذت منهما وقتاً وجهداً لإتمامها على أكمل وجه. تستدرك نغم: «الغرابة تكون في التميّز والإبداع، ولكل حفل زفاف نكهته الخاصة، فمنهم من يطلب فكرة الورود والسماء والغيوم والقمر في الأعلى... قمنا بتنظيم أعراس وأفكار عديدة كلها غريبة وفريدة من نوعها».
تابعي المزيد: ديكورات الجدران في قاعات الأعراس