الحياة الزوجية قد تحمل في طياتها العديد من المشاكل وسوء التفاهم بين الزوجين، خصوصاً في المرحلة الأولى من الزواج. ومع إنجاب الأطفال قد تجد الأم أنها مثقلة بالمسؤوليات، الأمر الذي قد يؤثر على علاقتها بالزوج وعلى نفسيتها وصحتها أيضاً. "سيدتي نت" التقى مدربة الحياة أو الـ"لايف كوتش" لارا دانيال، وكان معها الحوار الآتي:
- هل يجب على العروس أن تتحضر نفسياً قبل الدخول إلى فصل جديد من حياتها؟
إنّ أول وأهم الخطوات للعروس والعريس على حد سواء، هي تذليل الخلافات بينهما قبل الدخول إلى هذه المرحلة المهمة من الحياة. تذليل الخلافات يعني التوصل إلى ذهنية مشتركة لفتح فصل جديد في حياتهما، تقبل الماضي الفردي والتركيز على المستقبل المشترك، في حين لا يبقى سوى الحاضر الذي يعتمد على طريقة تواصل يقررها الزوجان. حيث يجب الاتفاق على الطريقة ذاتها مهما اختلفت وجهات النظر أو أصبحت حادّة. منذ بداية الطريق، على كل فرد منهما أن يضع ملاحظاته، مشاكله ومخاوفه التي لم يتم حلها لكي يُصار إلى الاتفاق عليها مع النصف الآخر، لإدارة أي موضوع قبل أن يسبب الخلاف، وذلك قبل الوصول إلى "يوم الزفاف". الزواج عقد جديد على كل فرد تحمل مسؤوليته في الحياة المشتركة الجديدة. علماً بأنّ أي إنسان عندما يفكر بالمجهول سوف يقلق ويخاف، والمستقبل يمكن أن يؤدي إلى حالة من الخوف إذا لم يتم التعامل معه بالطرق السليمة؛ من هنا وجوب وضع خطة واضحة حتى إن لم تكن ثابتة، لكي تجعل الزوجان يشعران بالثقة تجاه الشريك.
- ما هي الخطوات التي يجب أن تقوم بها العروس كي لا تشعر بثقل المسؤوليات الملقاة على عاتقها بعد الزواج؟
بعد أن يتم توضيح، تحديد وتفويض المسؤوليات قبل الزواج، على كل طرف أن يُبدي الوفاء لهذه الخطوة التي تمَّ اتخاذها؛ وهذا سوف يخفف على المرأة الشعور بثقل المسؤوليات التي معظمها يُحدد من قبل. التغير في الحياة أمر طبيعي، ومن الطبيعي أيضاً أن تتغير نوعية المسؤوليات، ولكن المهم أنَّ الأساس يبقى ثابتاً. مع التشديد على أهمية إيجاد التوازن بين الحياة الشخصية، العملية والزوجية في المراحل الأولى من الزواج، وبعدها أيضاً، لأنَّ الزوجان في البداية يركزان على حياتهما الاجتماعية أكثر، حيث يكونان في حال من السعادة العارمة مع بعضهما، مع ميل، في بعض الأوقات، لتجاهل المشاكل الحقيقية التي تتراكم. أما في المرحلة الثانية من الزواج، فيعملان على التركيز على قضاياهما ونسيان حياتهما الشخصية؛ ولأنَّ التواصل ضروري ومهم، فهذا يجعل المرأة تشعر بالضغط وتطلب المساعدة من زوجها، وهنا أقول لها "تذكري دائماً أنّ الكلمة الحلوة مفتاح القلب".
تابعي المزيد: أسرار تمارين الايروبيك
- ما هي نصائحك لكل عروس كي لا تدخل في سجالات حادّة مع الزوج، خصوصاً مع بداية الحياة الزوجية؟
نحن محاطون بالأجواء السلبية والآراء المغلوطة. وفي مجتمعنا، الجميع يجد نفسه "قادراً" على حل المشاكل! النصيحة الأولى هي تعمد العروس إلى فصل نفسها، وعلاقتها بزوجها وقراراتها الزوجية عن كل هذه الأجواء والآراء؛ لأنَّ هذا سوف يؤدي الى المزيد من الفوضى وعدم الوضوح. أنصحك، ومن خلال خبرتي كمدربة حياة، أن ما من قرار اتخذه شخص وسار به، إلا وكان قراره الشخصي؛ لأن كل إنسان لا يفعل إلا ما يناسب شخصيته، وضعه، خبرته، وطريقة تفكيره وما إلى ذلك... من هنا أقول إنك أنت وحدك وزوجك وحده قادران على اتخاذ أي قرار وأي حلّ. وإذا خرج الوضع عن نطاقه الطبيعي، من الأفضل اللجوء الى اختصاصي. أنصحك دائماً عدم استخدام عبارات مثل "دائماً تعمل كذا وكذا" أو "ولا مرة عملت كذا وكذا"، وتجنّب الألفاظ الجارحة والتي تحطم الشريك. وحاولي دائماً الحافظ على نقاش إيجابي، والرجوع إلى الخطة التي تمَّ وضعها قبل الزواج. وعندما تُصبح غير مجدية يجب الوصول إلى خطة جديدة تخدم المرحلة المقبلة. وللحدّ من تطور المحادثات إلى سجالات حادّة، على العروس أن تتصرف كالآتي:
1- اسألي نفسك عما حصل. راجعي المشكلة، فقد تكون بسيطة أو أعمق مما حصل.
2- اسألي نفسك السؤال "ما هي مسؤوليتي؟"، و"هل كان بإمكاني التصرف على نحو مختلف؟.
3- كيف يمكنني أن أكون نسخة أفضل من نفسي؟ كوني صادقة مع نفسك، فكري بعمق وحاولي إيجاد حلول للوضع، وبسرعة.
4- امنحي نفسك أوقاتاً للرفاهية الشخصية، ولا تسمحي لشعورك بأنك الضحية أن يكون هو القاعدة. أنت دائماً مسؤولة عن كل خطوة من خطواتك. كوني رائدة في حياتك، فكري دائماً وثبتي قيمك ومواهبك في حياتك مثلما تريدين.
- هل من نصائح لها قبل أن تفكر بالإنجاب؟ لا سيما وأن تربية الأولاد تتطلب تضحيات كبيرة من الأم خصوصاً.
أولاً إنَّ الشعور بالأمومة يأتي بطريقة طبيعية، وعلى المرأة أن تشعر بأنها مستعدة قبل الخوض بهذه التجربة. إنجاب الأطفال هو أيضاً مشاركة من قبل الزوجين وليست مسؤولية الأم فقط، حتى لو كانت الأم غير عاملة. من هنا يحتاج الوالدان من التأكد أنهما يستطيعان تزويد الطفل بالرعاية والاهتمام من خلال حياة أسرية مبنية على أسس جيدة مثل الحب والتفاهم وتوفر المال، لينمو الطفل كفرد مسؤول وينشأ نشأة صحية. قد تحتاج الأم في كثير من الأحيان إلى مساعدة من قبل الأهل بعد إنجاب أول طفل خصوصاً، مع مراعاة حاجة الأهل إلى الراحة والاسترخاء وعدم إلقاء كافة مسؤوليات الأطفال عليهم. وعندما تكون المرأة تعمل بكل جهدها لتحمل تلك المسؤوليات الجديدة، يجب أن تفكر بشيء جميل وبسيط، وهو أنها تعمل كل ذلك من أجل بناء أسرة متماسكة وسعيدة. وعندما تصبحين أماً، تذكري دائماً نفسك رغم انشغالاتك. أوجدي أوقاتاً للراحة ولتناول الطعام الصحي، وللرياضة وغير ذلك. وكل يوم هو يوم جديد، بداية جديدة. كوني دائماً وفق طبيعتك الحقيقية.
ملاحظة من "سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.
تابعي المزيد: سبب عدم نزول الوزن مع الرجيم والرياضة