في البداية، لم يكن يحب أن ينادوه بلقب «شيف»، فقد كان يرى أن هذه الصفة كبيرة عليه، وأنّه ما يزال أمامه الكثير ليستحقه، على الرغم من عمله كإستشاري لـ 18 مطعماً. الشيف الكويتي فواز العميم يدخل «سيدتي» إلى عالمه المثير والشيّق.
هل تخصصت دراسياً؟
أكبر شيفات العالم، الذين نالوا نجمة ميشلين، لم يلتحقوا بتخصصات الطبخ، مثل جيمي أوليفر أغنى شيف في العالم. أنا طباخ، وأفتخر أنني طباخ، ومن لم يعترف بهذا لا يستحق أن يكون شيفاً.
إلى أي مدى ساعدتك السوشيال ميديا في الانتشار؟
هي السبب الأول لانتشاري، وعندما كنت أطبخ في البيت استعنت بالفيس بوك، لكنه لم يحقق لي انتشاراً، ثم وضعت صوري في إنستغرام، وكان الفرق كبيراً.
متى بدأت الطبخ؟
بدأت من المراهقة، مع رفض والدتي، رحمها الله، وخوفها من أن أصبح طباخاً؛ لأن المهنة كانت للخدمة، لكن تقبلني الناس في أميركا التي عشت فيها 11 سنة، طبخت لجميع الجنسيات، وكنت في الوقت نفسه طباخ المسجد، حصل هذا أثناء دراستي للتسويق، في جامعة فلوريدا، ثم انتقلت إلى فرع الإنتاج التلفزيوني والإعلام، لكنني لم أكن جيداً في الدراسة.
ما الثقافات التي يعتمد عليها مطبخك؟
كل مطعم من المطاعم التي أسست لها المنيو يحاكي ثقافة معينة، مطعم «سماط» في قطر مثلاً هو خليجي، كما أن بعضها أشبه بالحاضنة، تعتمد على أكثر من ثقافة، نجتهد أنا وفريقي لرسم الأبعاد في الطبق، الطبق الهندي مثلاً دجاج بالزبدة، ندخل عليه في مكونين فيصبح اسمه دجاج لزانيا بالزبدة، هكذا حمل الطابع الإيطالي أيضاً.
تابعي المزيد: الشيف البحريني نادر قناطي: النظافة والترتيب أهم عاملين في مهنتنا
انتقادات بالجملة
ألم تتعرض للانتقاد؟
جداً، خصوصاً أهلي، الذين يرفضون طريقتي في الطبخ، اتهموني بأني أعمل «خرابيط»، وأغير الثقافة، مع أن هذا التغيير موجود في التاريخ، عبر الترحال والجيرة، فالمطبخ الخليجي مثلاً مأخوذ من الهندي، والسوري متداخل مع التركي، والشجاع الذي يجرب. فقوة الإبداع في التغيير، كما أن الانتقاد يكثر من المتابعين.
عملت من ورق العنب نكهات حتى وصلت إلى الكاندي، كيف ذلك؟
ورق العنب موجود في ثقافات كثيرة بأسماء مختلفة تؤدي إلى النتيجة نفسها، ورق العنب فاكهة، والمنطق يقول أن يكون مع الحلويات، حسب رؤيتي، غمست ورق العنب بالشيرة، ثم أخضعته للتجفيف، فصار عندنا كاندي ورق العنب، ووضعناها فوق طبق الكريم بورييه.
ألا تعترض زوجتك في البيت على أطباقك، وتجدها غير مألوفة؟
جداً، زوجتي مهندسة ديكور، تحب الأمور البسيطة، وتجد عملي معقداً، لكنه يعتمد على ثقافة المطعم. مطعم شوالا الهندي مثلاً، يتطلب حركات مجنونة في الأطباق، قد نعمل على ابتكار الطبق يوماً، وربما شهراً، لم يعجبها مرة أومليت الشوندر، فغيرتها إلى أومليت اليقطين، لكنني، قد أضع أومليت الشوندر لاحقاً في مطعم آخر.
تابعي المزيد: الشيف الشرق أوسطي أولكاي:الرقص في المطبخ يخفف من توتري!
أحوّل الكبسة إلى سوشي.. وأبتكر الكاندي من ورق العنب
كثرة المطاعم
ما المواد الأولية التي تستخدمها دائماً في مطبخك؟
بما أنني في المطبخ الخليجي، فأنا أستخدم المواد الأولية الخليجية، ومن المطابخ الأخرى التي أعتمد عليها بنسبة 20 %، أشتري المواد التجارية القابلة للتسويق، فأحول الكبسة إلى سوشي، والأمر في النهاية يعود إلى ذوق الشخص في الأكل.
ما وجه التشابه بين المطبخين الكويتي والسعودي؟
نحن دولة واحدة، نضع غطرة وعقالاً مع اختلافات بسيطة، ونلبس الثوب مع اختلافات بسيطة أيضاً، كلنا نأكل أرز البسمتي مع اختلافات حسب البيئة، ونحب السمك، وهناك اتفاق في دخول المطبخ الهندي إلى ثقافتنا، لكن المطبخ السعودي، يتميز بأطباق ليست موجودة في دول الخليج، مثل طبق «السليق»، وهو لذيذ جداً. نحن مثل بلاد الشام كلهم يحبون الحمص والشاورما والتبولة، وهذا يسهّل أمور التسويق.
احكِ لنا قصة أكلة فشلت في إعدادها؟
أقوى قصة فشل عندي هي أقوى قصة نجاح، تعلمت في ميامي، الطبق الكوبي، وهو عبارة عن الفاصولياء السوداء، وإلى جانبها الأرز والدجاج المشوي، والصلصة، وعندما عدت إلى الكويت، قدمت الطبق، لكن الصلصة أشعرتني بالفشل، والغريب أن الجميع أعجب بالطبق، وقمت بتسويقه باسم دجاج ديجان، وكان سبب انطلاقي ووصولي إلى ما أنا عليه.
أنت تعاني من الديسلاكسيا، ما نقاط القوة التي اكتشفتها في نفسك، وقررت التحدي من خلالها؟
كنت أعاني من صعوبة التعلم، من دون أن أدري، مشكلة بين كتابة الإنجليزي، وصعوبات كبيرة، لكن الديسلاكسيا، على مراحل ودرجات، قد عاشها عباقرة العالم، مثل دافنشي وآينشتاين، أنا أرى من خلالها أشياء لا يراها الناس العاديون، المعاناة تأتي من الناس فقط، ولأكسر ما في داخلي خرجت بشيء مميز، فإذا كنت «ديسلكسك» أقول لك مبروك.
ما رأيك بطبخ النساء، نريد نصيحة تتعلق بتفاصيل الطبخ؟
هنّ يتميزن بالعاطفة، والطبخ بحب، والنفس الرائع، الذي يعطي الأكل نكهة خاصة، لكنني سأنصحهن بما هو موجود في المطبخ الفرنسي، ميزون بلس، وتعني التجهيز مسبقاً لجميع مراحل الطبخ، يعني ليس من المعقول، أن يستهلك طبق 4 ساعات ليؤكل في دقائق، فيما ينتظرن الهريس 8 ساعات، مثل هذه الأكلات يجب أن تجهز قبل يومين أو ثلاثة، بما تسمح به الصحة العالمية من قواعد التخزين، خصوصاً للنساء اللواتي يعملن من البيت.
تابعي المزيد: الشيف اللبنانية مريم الرز: الطبخ وسيلة لاستحضار الطفولة والوطن
الروبيان بالسمسم مع شرائح الأفوكادو
المقادير:
- شريحة خبز الساوردو
- 5 حبات روبيان
- ملعقة واحدة كزبرة خضراء مفرومة + 5 حبات من الطماطم الكرزية + عصير نصف ليمونة + 1/2 حبة أفوكادو
- 1/2 ملعقة زنجبيل مهروس + فص ثوم مهروس
- صلصة تباسكو هابانيرو الحارة + ملعقة كبيرة من مربى التوت البري المحفوظ
- رشة ملح + رشة فلفل أسود + رشة بهارات الكاري مدراس + ملعقة سمسم صغيرة + زيت ذرة للقلي
طريقة التحضير:
- ضعي الروبيان النيء مع الكزبرة، وعصير الليمون، والملح، والفلفل الأسود، وبهارات الكاري، والزنجبيل، والثوم في الخلاط، واخفقيه جيداً.
- ادهني خبز الساوردو، بكمية مناسبة، داخل طبقتين، واغمسيها بالسمسم.
- ثم تقلى السندويشة جيداً بالزيت العميق إلى أن تنضج وتصبح مقرمشة.
- يخلط مربى التوت مع صلصة تباسكو وفلفل الهابانيرو الحار، حسب الذوق، وتدهن به قطعة الخبز.
- توضع شرائح الأفوكادو والطماطم الكرزية مع فتافيت جبنة الفيتا، على سطح الساندويشة، وبالهناء والشفاء.
تكفي لـ شخص واحد - مدة التحضير 1/2 ساعة
تابعي المزيد: الشيف اللبنانية وداد زرزور:أحتاج إلى الهدوء لابتكار أطباق جديدة