جولة في مهرجان جاكس للفنون 2022

بين الموسيقى والفن، يحتفل حي جاكس بالدرعية بمهرجان جاكس للفنون، الذي تنظمه وزارة الثقافة بدعم برنامج جودة الحياة، ومن خلاله يتمكن الزائر من خوض رحلة فنية تفاعلية مختلفة يُشعل بها حواسه الخمسة، بالإضافة إلى التجربة والتعبير والفضول، ليجد إجابات أسئلته في كل ركن بتصميم فنانين عالميين ومحليين.
تجولت "سيدتي" في أرجائه، راصدة ما يقدمه من أعمال وفعاليات تمتع الجمهور.

منطقة عوالم الإبداع

يبرز عدد من الأعمال في منطقة عوالم الإبداع، تحديداً ركن أشبع فضولك، ومن أبرزها عمل الفنان محمد النجيم بتمثال ملون بشكل عصري أطلق عليه "أهواك" للتعبير عن أثر الأغنية العربية في مفهومنا عن الحب.

مجسمات المرأة

تطرق عدد من الأعمال إلى المرأة، منها عمل الفنانة إلهام الدوسري “نفاه”، المقدم بمجسمات خزفية لشريحة من النساء في الثمانينيات والتسعينات في الرياض، ببحثه عن المساحة المفتوحة لتعبير السلوك البشري وعلاقته بالتصميم الحضري للمدن.

أما نجلاء آل مغيرة، فنانة تشكيلية، فهي تجسد قوة المرأة وطموحها عبر لوحة غمام، وتتحدث لـ"سيدتي" عنها فتقول: رسمت فتاة بنظرة قوة للمستقبل بالأبيض والأسود للتباين، مع إضافة ألوان مختلفة من حولها بتداخل رموز وخامات متعددة تدعو للتفكر والتأمل، وتحرّك فكر المتلقي، وتلامس الواقع بإثارة حاسة البصر في تميز الخامات البارزة في اللوحة، وحاسة اللمس بوجود الخامات المستخدمة بجانب العمل؛ ليرى المهتمون الطريقة التي استخدمتها بها.
والفكرة مستلهمة من قصص نساء مررن بظروف صعبة، وما زلن متمسكات بقوتهن وطموحهن وعلو همتهن، وعكست القوة بتشبيه شموخ المرأة العربية بصمود وشموخ النخلة في الطبيعة الصحراوية في المملكة العربية السعودية، وهي تظهر في اللون البيج أعلى اللوحة وفي السعف على جانبيها وبيدها سحاب؛ لتعكس أنها وصلت للسماء بما تتمناه، وكذلك زينت اللوحة بأوراق الذهب كقيمة جمالية وفخامة للوحة، أما الريش فقد تمت إضافته إلى طرف للغيمة ليشعر بها المشاهد، والطرحة للواقعية، وألوان الإكريلك للجمالية.
وتردف: أنا فخورة وسعيدة بإيصال رسالتي من خلال العمل الفني، وهو دافع للتطور؛ فتجمعات الفنانين المختلفين في مجالاتهم وثقافتهم تدعوهم لتبادل الخبرات والتجارب، ووجود الزوار للإجابة عن أسئلتهم ومعرفه اهتماماتهم.

التجارب الشخصية

كما كان للتجارب الشخصية نصيب في عناوين المهرجان؛ إذ تجسد ميساء شلدان تجربتها الذاتية في عملها "النعيم"، وهو ما شعرت به أثناء وجودها بين عمران جدة التاريخية، وقد استخدمت بهذا العمل الخيش والقماش والسجاد وأوراق الكتب والخشب والحجر المنقبي المرجاني وصوت مرفق للبحر وطيور النورس.
أما زينة بدران فتحدثت في عملها عن خامات طفولتها عبر “نسيج “، وخلاله استعملت تقنية المونوتيب، وهي الطباعة التي تنتج طبعة لا يمكن أن تتكرر.

استديو xr

ولتزخر المنطقة بالتنوع الثقافي والتاريخي،إذ تم تجسيد معلمَين ضخمين لمنطقتي العلا والبلد، ليلتقط بها المصورون الاحترافيون صوراً تذكارية للزوار تُطبع بشكل مجاني بظرف خاص للمهرجان في استديو xr.

عروض المسرح

ويتخلل المكان مسرحان مختلفان لتقديم عروض فنية مباشرة، وكلاهما صُممت شاشات متقطعة تحيط بهما تنقل كل منها جانباً آخر للعرض المقدم أو اللوحة، ومن العروض التي أقيمت عليه الرسم على الأمواج والصخور الطبيعية.

وكذلك قدم حسن بيشي معزوفة على آلة الساكسفون، وأقامت أيضاً كيان، مؤلفة موسيقى وعازفة كمان ودي جي، عرضاً فنياً فريداً بعنوان "صنع بسحرك"، الذي يختص بالمقامات العربية التي تُبنى عليها الموسيقى السعودية ودمجها مع أحدث تقنيات التكنولوجيا المعاصرة باستخدام وسائل بصرية وسمعية، وعمل واقع افتراضي بتقنية إيطالية فريدة تنقله لمناطق السعودية دون الاضطرار إلى تحويل الخلفية الخضراء وتعديلها بالمونتاج في استديو خارجي.

متاهة عصر النهضة

ليصل الزائر خلال جولته إلى "متاهة عصر النهضة" وهي نافذة ثلاثية الأبعاد مكونة من 8 غرف لتأخذ الزائر في رحلة فنية تاريخية مع عباقرة عصر النهضة الإيطالية تحديداً من فلورنسا، وروادها الثلاثة ليوناردو دافنشي، ورافايلو، ومايكل أنجلو، ويستقبلهم عمل المدينة المثالية، وهي المدينة التي لا يوجد بها بشر؛ إذ جاء عصر النهضة بعد تعافٍ من وباء، وهو معتمد على الإنسانية بالسعي الابتكاري والثقافة، وتم التركيز خلاله على الوسائط المتعددة التي خلقت تطوراً في الحالة الفنية دون تقليد للنسخ الأصلية.

تذوق

وفي آخر المهرجان يجد الزائر نفسه في منطقة "تذوق" التي تشارك فيها مجموعة من المطاعم والمقاهي المحلية والعالمية؛ للاستمتاع بالأكلات والمشروبات التي تلبي جميع الأذواق.

السيلفي العملاق

ويوجد ركن باسم السيلفي العملاق؛ لالتقاط الصور وهو عمل تفاعلي يتيح للزائر إمكانية التقاط الصور بعد الضغط على زر التصوير، وتظهر الصورة على شاشة ضخمها يراها متجولو المنطقة لمحاكاة بناء الهوية الرقمية في الشبكات الاجتماعية، وتمجيد الأنا، وكيفية التكيف مع المجريات الرئيسية في الحياة، وإلى جانبه ركن للتصوير بشكل عصري هندسي.