تُحاكي الأرضيّات اللوحات؛ فهي قادرة على جذب الأنظار إليها، وتحقيق لمسات جذّابة في المساحات الداخليّة، كما جمع كلّ أعمال الديكور في إطار من التوازن والانسيابيّة. الطبيعة دوماً مثاليّة، وهي سخيّة بعطاياها من المواد التي تكسو الأرضيّات، والمرغوبة على الدوام. أضف إلى ذلك، تسمح التطوّرات التقنيّة لبعض الخامات المصنعة بمحاكاة تلك الطبيعيّة، رغبة من أصحاب المنازل في الفخامة من دون دفع الكثير أو لخصائص قد تحملها المواد المقلّدة قد لا تتمتّع بها الأصيلة. في الآتي، دليل مصغّر عن الأرضيّات الأكثر استخداماً في المشاريع السكنيّة أخيراً، في معلومات مستقاة من المؤسّس والمدير التنفيذي لـ"راضي إنتيرير" المهندس محمّد راضي.
___
تؤثّر عوامل عدة في اختيار الأرضيّات، منها: وظيفة الغرفة والديكور المرغوب تحقيقه والتكلفة المرصودة للمشروع... في إطار المواد مقبولة التكلفة والقادرة على محاكاة خامات ثمينة، يبرز الفينيل.
الفينيل
يُعرّف المهندس المادة، قائلاً إن "الفينيل اسم مختصر للـ"راتنج بولي فينيل كلوريد" الذي يُشار إليه اختصاراً بأحرف الـPVC"، مضيفاً أن "المادة الصناعيّة عبارة عن بلاستيك حراري ناتج عن دمج الإيثيلين المتوافر في الزيت الخام، بالكلور المتوافر في ملح الطعام العادي". عن مميّزات الأرضيّات الفينيل، يلفت راضي إلى أنّها اشتهرت خلال الأعوام العشرين الأخيرة؛ فالمادة رخيصة مقارنة بالأرضيّات الخشبية وتلك المصنوعة من السيراميك، وطويلة الأمد. ثمّ، شهدت المادة تطوّرات تكنولوجيّة خلال الأعوام الأخيرة، وأصبحت الاختيارات المتوافرة منها عديدة. تشتمل أنواع الفينيل، على: البلاط الفينيل المقاوم للماء الذي تصنع منه أرضيّات مناسبة للمطابخ والحمّامات وأقبية الأبنية. تتحدّر من الفينيل المقاوم للماء، أنواع فرعيّة (الخشب المعالج المضغوط والحجر المعالج المضغوط). وهناك نوع رئيس آخر من الفينيل هو "الرول" أو صفائح الفينيل المناسبة للأماكن "المزدحمة"، لكن يتطلّب النوع المذكور حرفيّ ماهر في التركيب. أضف إلى النوعين الرئيسين المذكورين، هناك الفينيل الفخم، الذي يُشار إليه اختصاراً بـLVT، فهو أكثر سماكةً، مع مقاومة الماء وعزل الصوت. يُشابه النوع المذكور الخشب إلى حدّ المحاكاة. إلى ذلك، هناك الفينيل الذي يسمّى بـ"الديكوري" ويُحاكي السيراميك المنقوش والمطبوع، ويُناسب في الاستخدام في أرضيّات المطبخ. الفينيل المعالج هندسيّاً الذي يسمّى اختصاراً بـEVB نوع آخر مقاوم للخدوش، كما يحاكي الخشب الطبيعي، وهو سميك وطويل الأمد، والأغلى ثمناً بين أنواع الفينيل. على الصعيد التجاري الشعبي، هناك الفينيل اللاصق الرخيص لتغطية أي مساحة أرضية غير مرغوبة.
الخشب
يُقصد بالأرضيّات الخشبيّة تلك المصنوعة من الخامة النبيلة الطبيعيّة، لكن يتجنّب راضي استخدامها عموماً في الأماكن الرطبة، مثل: المطابخ والحمّامات، خشية من التعفّن. يقول في هذا الإطار: "صحيح أن المطابخ المعاصرة عبارة عن مناطق جافّة، باستثناء حوض الجلي، كما أن المساحة الرطبة من الحمّام أمست محصورة ومعزولة، لكن لا حضور للخشب في الأرضيّات في المطابخ والحمّامات، تجنّباً للمشكلات، إلّا إذا استدعت الحاجة التصميميّة ذلك".
عن ألوان الأرضيّات الخشبيّة الرائجة أخيراً، يعدّد المهندس تلك الملوّنة بأي تدرّج من الرصاصي والمرغوبة أخيراً في التصاميم الحديثة والريفيّة، فهي تعكس جماليّة المكان، وتمدّه بالفخامة. في هذا الإطار، يعرف اللون الرصاصي المسمّى بـ smoked grey oak رواجاً، وهو سهل الدمج بالديكور "المودرن". هناك ألوان أخرى رائجة للأرضيّات الخشبية هي تلك الشقراء التي تُساعد في تفتيح الألوان الموظّفة في المساحات الداخليّة، وجعلها هادئة. الألوان الطبيعيّة للخشب (البلّوط والصنوبر) مرغوبة أيضاً.
لناحية الجديد في الأرضيّات الخشبيّة، هي تركب بصورة متعامدة، كأن تتخذ هيئة هيكل السمكة، أو هيئة متعرّجة، بالإضافة إلى بروز الخشب الذي يشابه ذلك الأنتيك، والأكثر خشونةً مقارنة بالباركيه المعروف، بالإضافة إلى الخشب المعالج هندسيّاً، ومصدره مواد طبيعيّة Engineered Hardwood. باختصار، تسترجع الأرضيّات الخشبية في الأعوام الأخيرة، زمن السبعينيّات من القرن الماضي.
التيرازو
يرجع استخدام التيرازو إلى القرن الخامس عشر، وإلى مدينة البندقيّة تحديداً، ثمّ ما لبثت أن استعادت المادة ألقها أخيراً. التيرازو حسب شروح راضي عبارة عن مجموعة من المواد الطبيعيّة وبواقي المواد المعالجة (قطع من الرخام واللؤلؤ وشرائح من الزجاج)، التي تُستخدم راهناً في تلبيس الأرضيّات والجدران والمساحة الفاصلة بين حوض الجلي والخزائن العلوية في المطبخ والحمّامات والمناضد ووحدات الإضاءة والإكسسوارات...
الرخام
بعد لمحة تاريخيّة عن المادة التي ترجع إلى أعوام قبل الميلاد، واستخدامات المادة من شعوب قديمة في بناء المعابد والقصور وصنع التماثيل، يوضّح راضي أن "الرخام حاضر في كلّ تاريخ التصميم والعمارة، وهو عنصر فخم مستخرج من الجبال الإيطاليّة والبرازيليّة واليونانية...". في العام الجاري، الرخام "الكلكتا" ذو العروق الرصاصيّة الفاتحة أو الغامقة والواضحة على خلفيّة بيضاء و"الإمبرادور" ذو العروق الفاتحة أو البيض على خلفيّة بنيّة و"رخام سيسيليا الأحمر" الملوّن بالأحمر القاني المنقّط بالأبيض و"البلاك ماركينا" الأسود الفخم الذي تتخلّله العروق البيض و"الوايت كارارا" الذي عمّر طويلاً والممتاز باللون الأبيض، والعروق المائلة إلى الرصاصي، كلّها رائجة... لاستخدام الرخام بطريقة محدّثة، تتعدّد الطرق، مع أهمّية التنسيق بين الأرضيّات والجدران.
السيراميك
تكلفة الخامة مقبولة، وهي متوافرة في خيارات لا حصر لها للأرضيّات، مع بروز أخيراً السيراميك ذي الأحجام الضخمة والتشطيبات النحاسيّة التي تجعل الخامة تشابه الكونكريت. هناك أيضاً السيراميك الذي يحاكي الرخام.
4 نصائح
1 طبيعة المساحات الداخليّة، سواء كانت كثيرة الرطوبة أو قليلة الرطوبة، ومدى "استهلاك" المساحات وحجمها والتكلفة المرصودة، كلّها عوامل مؤثّرة في اختيار الأرضيّات.
2 الأرضيّات السيراميك التي تُحاكي الرخام أو الأرضيّات الرخام الطبيعيّة تُماشي موضة اليوم، كما هي الأرضيّات "الباتشوورك" أي مزدوجة ألوان البلاطات التي تُركّب وفق نسق محدّد، على غرار رقعة الشطرنج (مثلًا: خطّ أزرق أو خطّ خردلي أو بلاطة بلون والأخرى بلون آخر) لجماليّة مضاعفة. أضف إلى ذلك، تُساير الموضة الدارجة، تشطيبات الأرضيّات المعدنيّة للسيراميك والمشابهة للكونكريت والأرضيّات الخشبيّة أو تلك التي تحاكيها والأرضيّات الشبيهة بالسجاجيد والأرضيّات الريزين الصناعية من أساس إسمنتي...
3 تركيب الأرضيّات يتطلّب في الغالب أيد عاملة محترفة.
4 الصيانة مؤثرة في اختيار الأرضيّات؛ فلا يمكن انتقاء تلك القابلة لتغيّر اللون، وإهمال العناية بها!