تتطوّر أساليب واستراتيجيّات العمل، لغرض مُساعدة الأفراد على رفع الإنتاجية ومُعدّلات الأداء، من دون بذل مجهود كبير. في هذا الإطار، يشيع مفهوم العمل العميق أخيرًا.
في السطور الآتية، يتحدّث المتخصّص في الموارد البشرية نايف العمري عن ماهية مفهوم العمل العميق؟
ما هو العمل العميق؟
حسب العمري، فإن المؤلف والأستاذ الجامعي الأميركي كالفن نيوبورت كتب عن مفهوم العمل العميق، في كتابه الضخم Deep work، ليصبح المفهوم واسع الانتشار وكبير القيمة في القرن الحادي والعشرين.
ويتطرّق العمري إلى بعض استراتيجيات العمل العميق، التي تؤدي إلى الإنجاز والإبداع في المجال المهني:
- للأعمال نوعان، هما: العمل العميق الذي يركّز على المهام التي تؤدّى بتركيز عال، ويدفع بالقدرات المهنية للفرد إلى أقصى الحدود ويضيف قيمة جديدة ويساعد في تحسين المهارات، والعمل الضحل الذي يركّز على المهام التي لا تضيف الكثير من القيمة للعمل. بالطبع، يقود التركيز على المهام العميقة إلى بروز المرء وتألقه على الصعيد المهني.
- قياس مؤشّرات الأداء KPIs، وخلق الروتين والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة في مقرّ العمل، ما يؤدي في النهاية إلى الحماسة لأداء المهام بإتقان.
-
النظر إلى العمل على أنّه حرفة قيّمة، ما يُساعد في توليد المعنى للجهود اليومية المبذولة في الحياة المهنية، وفي الالتزام، فإدراك المرء أهمّية عمله ودوره في المجتمع جوهري للتحفيز!
-
الحصول على فترات من الراحة، على أن لا تنقضي في معاينة مستجدات وسائل التواصل الاجتماعي بل في التأمّل أو تعلّم أمور جديدة...
-
التخطيط مُساعد في تحديد الأمور حسب أهميتها، مع مواعيد نهائيّة لكلّ منها، كما في توضيح الأهداف ذات القيمة الأكبر، ما يضمن تعظيم الجهود العميقة والبعد عن الأمور الضحلة.
- تطبيق العادات الصحّية على صعيد الجسد، الأمر الذي يُساعد العقل في التركيز في العمل. لذا، فإنّ مفتاح تطوير العادات المذكورة هو تجاوز النية الحسنة إلى التطبيق الصارم في بعض الأحيان!
- الابتعاد عن مصادر استنفاذ الطاقة، مثل: وسائل التواصل والشبكة العنكبوتية التي تؤثّر سلبًا في السلام الداخلي الذي يحتاج الشخص إليه للعمل بهدوء، وزيادة الإنتاجيّة.
العمل العميق سبب للرضا المهني
حسب منصّة Asana الأميركيّة، المُتخصّصة في إدارة المشاريع وفرق العمل، فإن "العمل العميق هو حالة من ذروة التركيز، الحالة التي تسمح للمرء تعلّم الأمور المعقّدة، وإنشاء عمل جيد في وقت قياسي". ترى "المنصّة" أن "فعاليّة العمل العميق ترجع إلى سببين جوهريين، هما:
1 مساعدة النهج الفرد على تجنّب المشتّتات.
2 تعزيز قدرة الدماغ على تعلّم الأمور الصعبة، بشكل أسرع".
وتذكر المنصّة أن "بحوثًا تنصّ على أن 60% من وقت الموظفين يضيع هباءً، وذلك في القيام بالردود على رسائل البريد الإلكتروني وتنسيق المشاريع وجدولة الاجتماعات، فعلى الرغم من ضرورة تلك الأعمال إلا أنها تندرج تحت بند "العمل الضحل"، ما يحتّم تقليل الوقت المنقضي في أداء هذه الأمور لتوفير مساحة للمهام ذات التأثير العالي الأكثر أهمية، ما يجلب الرضا على الصعيد المهني".