يتنغّص بعض الملّاك، عند استلام شققهم السكنيّة، لملاحظة عيوب عدة في البناء، منها: استخدام المطوّرين العقاريين مواد رخيصة في تكسية الأسطح أو تسرّب المياه من خلال الأسقف بعد حين أو القصور في كيفيّة توزيع المنتفعات أو الحرارة الدائمة، علماً أن بعض العلل قد يتطلّب في بعض الأحيان هدم الجدران أو اللجوء إلى حلول مكلفة. أضف إلى ذلك، هناك أخطاء عدة يقوم بها أصحاب المنازل، في إطار تأثيثها أو إعداد التصميم الداخلي لها. في السطور الآتية، يُسلّط مهندس الديكور طارق الخطّاب، الممتدّة مشاريع «الاستديو» الخاصّ به، السكنيّة، في اسطنبول ودول الخليج، على معظم العيوب الخاصّة بالبناء والتصميم الداخلي، والحلول الأبرز لها.
تتعدّد مشكلات الجدران، وتتعلّق بالأطلية المستخدمة أو بالشروخ على الأسطح المذكورة جرّاء عوامل المناخ أو بحلول موزّعات للكهرباء على الجدران أو حتّى بعبث الأطفال وتشويهها بأقلامهم، ما يؤثّر سلبًا في الألوان ويصعّب تنظيفها...
حلول لمشكلات الجدران التصميمية
في هذا الإطار، يتحدّث الخطّاب عن أهمّية تحديد حجم العيب على الجدار، فإذا كان الأخير محدوداً، ويقع على ارتفاع عال، فإن للوحة أو القطعة الفنّية أو المرآة أو حتّى اللوحة المصنوعة من النسيج قادرة على إخفاء العيوب أو المشكلة، بتكلفة معقولة. لكن، قد تعتور مشكلات عدة الجدار الواحد، ما يحتّم التغطية بوساطة ورق الجدران أو الخشب أو بديل الخشب أخيراً أو حتّى بديل الرخام. الجدير بالذكر أن بديلي الخشب والرخام يوفّران الجمالية المطلوبة، بتكلفة أقلّ بكثير، مقارنة بالمواد عينها (الرخام والخشب).
من جهة ثانية، قد تحمل الطرق التقليديّة الحلول، مثل: طلاء الجدار المتضرّر بلون طلاء مميّز، بالتناسق مع المفروشات، أو حتّى طلاء كل الجدران بلون فاتح في المساحات الضيّقة.
تابعي المزيد: ديكورات من السيراميك لجدران صالات الاستقبال
مواد وأنسجة لحجب عيوب الأسقف
تطال العيوب المتمثّلة في: الصدوع والتشقّقات والرطوبة والدخان والتعفّن الأسقف أيضاً، ما يستدعي البحث عن الحلول. في هذا الإطار، يُعلّق الخطّاب أهمّيةً على الكشف الدوري عن أي تسرّب مائي، لتفادي الوصول إلى مشكلة رطوبة الأسقف وتعفّنها، كما تهوية المنزل بصورة مستمرّة، واستبدال بالمياه، المكنسة الكهربائيّة أو الفوطة الجافّة، في إطار التنظيف.
لناحية الحلول المعاصرة العائدة إلى إخفاء نقائص الأسقف، يعدّد الخطّاب المواد الآتية: تكسية الأسطح المذكورة بـ«الجبس بورد» أو ورق الجدران أو الستائر القادرة على إخفاء الخلل المتمركز في الحواف. من جهة ثانية، تُساعد الثريّات الجذّابة في التفاصيل في حرف انتباه الناظرين عن سيئات الأسقف.
خامات مناسبة لكساء الأرضيات
حسب الخطّاب، فإن المناخ مؤثّر في اختيار أغلفة الأرضيّات للمساحات الداخليّة، كما هي طبيعة الغرف داخل المساكن. لذا، تتعلّق الأخطاء بانعدام الدراية بالمواد المناسبة للأسطح المذكورة أو التغاضي عن عزلها. في إطار المناخ، يُستخدم الرخام الطبيعي (أو السيراميك أو البلاط) في تلبيس أرضيّات الوحدات السكنيّة الواقعة في مناطق حارّة، لا سيّما في منطقة الخليج، فالرخام مادة باردة ومقاومة للخدوش. بالمقابل، يستبعد الرخام عن أرضيّات المنازل الواقعة في مناطق باردة، إذا لم يجهّز السطح بمصارد للتدفئة. بالمقابل، يندر استخدام الباركيه الطبيعي في تكسية الأرضيّات، في منازل الخليج، فالخامة مرتفعة التكلفة ومتطلّبة لناحية اليد الماهرة في التركيب. بالمقابل، يُستعاض عن «الباركيه» الطبيعي بـ«اللامينات»، المادة التي تُحاكي الخشب المستخدم في تكسية الأرضيّات، ومنخفضة التكلفة مقارنة بـ«الباركيه»، والمناسبة للمناخات المختلفة.
تُستخدم أرضيّات الفلّين، بدورها، لعزل الصوت في غرف المعيشة، وهي تمتصّ الرطوبة، لذا تُناسب الحمّامات أيضاً.
يشيع السجّاد، بدوره، الدفء في المنازل، لكنّه قد يثير الحساسيّة الأنفيّة، لمن يشكون من الحالة المرضيّة المذكورة، كما يتغبّر، ليحتاج تالياً إلى التنظيف، بصورة مستمرّة.
تابعي المزيد: مواد أصيلة ومصنعة لتلبيس أرضيات المنزل المعاصر
خيارات خاطئة
أضف إلى المشكلات المتعلّقة بالبناء والتصميم الداخلي، قد يخطئ أصحاب المنازل في اختيار بعض المواد للمساحات الداخليّة أو في عدم استغلالها على أكمل وجه، كما في منطقة الاستقبال المفتوحة أقسامها على بعضها البعض، فيلجأون إلى تأثيث الأخيرة بقطع من المفروشات غير متناسبة مع حجم الفراغ المعماري أو طابعه، أو حتّى طلاء الجدران بطلاء غير مناسب، أو هم لا يعيروا التنسيق بين لون الطلاء وقطع المفروشات أهمّية، أو يهملوا مصادر الإضاءة الطبيعيّة... في هذا الإطار، ينصح الخطّاب، بـ :
- التقليل من المفروشات، في منطقة الاستقبال، وقصر الخيارات على القطع التي تقوم بوظائف محدّدة، مع أهمّية توزيع القطع بصورة مدروسة.
- ورق الجدران مناسب أكثر لصالات الاستقبال المفتوحة، مقارنة بطلاء الجدران.
- اختيار التدرّجات الغامقة، من الرمادي والأزرق، للصالات الكبيرة المعاصرة، والألوان الفاتحة التي تشيع إحساساً باتساع المكان في الصالات الصغيرة، مع توظيف المرايا في بعض الزوايا.
- توزيع النباتات التي تنشر الحيويّة في غرف الاستقبال، مع حسن اختيار الأنواع التي تتلاءم وجوّ الفراغ المعماري.
- البعد عن تثبيت اللوحات على ارتفاعات عالية.. بالمقابل، من المناسب أن تعلّق اللوحات على مستوى العين.
- التخلّي عن الثريّات للقيام بدور مصدر الضوء الرئيسي، مع الاستعاضة عنها بالإضاءات المخفية والجانبيّة.
حلول التخزين
من جهة ثانية، يُكرّر أصحاب المنازل خطأ إهمال المساحات الكائنة تحت السلالم الداخليّة القابلة إلى التحوّل إلى أمكنة رائعة للتخزين أو إلى حدائق داخليّة، بالإضافة إلى الفراغ الكائن فوق الأسرّة، الفراغ القابل للاستغلال، في إعداد حلول التخزين في المنازل الضيّقة. أضف إلى ذلك، حسن اختيار التصاميم للفواصل بين الغرف يجعل الساكنين يفيدون منها في حفظ الكتب أو أي أغراض أخرى. ينسحب الأمر على المساحات الكائنة فوق الابواب والفتحات بين الغرف.
تابعي المزيد: أساسيّات في تصميم ديكورات غرف الملابس العصرية والمميّزة
دمج الألوان بالمنزل المعاصر
يختصر بعض الناس الديكور الداخلي بتنسيق الألوان؛ صحيح أن المعلومة خاطئة لأن نقاط اهتمام الديكور تتجاوز ذلك، لكن لا مناصّ من الدراية بالألوان وخصائصها، وكيفيّة استخدامها في المساحات الداخليّة، لأن عكس ذلك يُفسد إطلالة الديكور. في هذا الإطار، يدعو المهندس الخطّاب إلى تجنّب دمج الألوان الآتية ببعضها البعض في الغرفة الواحدة:
- الألوان الباردة والدافئة معاً غير مناسبة للغرفة؛ تشتمل الأمثلة على الألوان الباردة: الأخضر والأزرق والأرجواني، وعلى الألوان الدافئة: البرتقالي والأحمر والأصفر.
- الألوان الأساسيّة والثانوية معاً غير جذّابة؛ تشتمل الألوان الأساسيّة، على: الأحمر والأزرق والأصفر، والألوان الثانويّة، على: الأرجواني والأخضر والبرتقالي. الجدير بالذكر أن اللون الثانوي هو نتاج للونين أساسيين.
من جهة ثانية، يوضّح الخطّاب أن «الألوان الأكثر رواجاً لديكورات هذا العام، هي: الأخضر الفاتح والأحمر المريح والأزرق النيلي والأصفر الفاتح والوردي»، ويعلّق أهمّيةً على دور الألوان المذكورة في تحقيق الراحة والرفاهية في دواخل المنازل، كما وصل الأخيرة بالطبيعة.
3 نصائح لتفادي أخطاء التصميم
لتفادي الأخطاء في تصميم الديكورات لأي مشروع سكني، ينصح المهندس، بـ :
- الاستعانة بمصمّم داخلي: المصمّم الداخلي قادر على الالتزام بالميزانيّة المرصودة لديكورات المنزل، مع تقديم أفضل الحلول وأكثرها جاذبيّة، وتفادي الإضافات الصغيرة التي قد تكلّف المالك مبالغ طائلة.
- تخصيص ميزانيّة أكبر للمفروشات: يُلاحظ الخطّاب، من خلال المشاريع السكنيّة، التي يتولّاها في الأعوام الأخيرة، أن غالبيّة أصحاب المنازل تخصّص جزءاً وافراً من ميزانية التصميم الداخلي للديكورات الجداريّة والأسقف، والجزء الأقلّ للمفروشات. لكن، يرى المهندس أن التوازن مطلوب، في هذا الإطار، لأن المفروشات «تعيش» مع تفاصيل السكّان اليوميّة.
- التأكّد من مقاسات المنزل: هذه نصيحة هامّة، قبل شراء الأثاث، تفادياً للوقوع في الخطأ.
(الصور من مشاريع مهندس الديكور طارق الخطّاب السكنيّة)
تابعي المزيد: جاذبية مواد الطبيعة في المساحات الداخلية المعاصرة