أجمعت الدراسات التربوية على أن البيت الذي يضم أطفالاً.. وينبعث منه صوت الهدوء.. يعيش فيه أطفال لا ينعمون بطفولتهم؛ إذ من الطبيعي ان تتعالى الأصوات وتكثر الاشتباكات.. ما يسبب إزعاجاً وقلقاً للآباء.. بينما يؤكد علماء التربية، أن هناك فرقاً بين الهدوء المحبب الذي لا يسبق العاصفة، وبين الفوضى والصخب التي تحول المكان إلى أرض معركة.. من هنا كان السؤال: كيف تربين طفلك على الهدوء من دون ضرب، ومن غير أصوات شاكية ومعترضة؟. اللقاء وخبيرة التربية وتعديل السلوك الدكتورة أمل عبد الوهاب الأستاذة بكلية التربية للشرح والتوضيح.
حقائق تعرَّفي عليها
- يلجأ الأطفال الصغار-1إلى 3 سنوات- إلى التعبير جسدياً عن مشاعرهم، أو ما يحتاجون إليه عندما لا يستطيعون التعبير عن ذلك بالكلام.
- ممّا قد ينتج عنه بعض الحركات الانفعالية - صوت عال، صراخ، بكاء-، وعلى الآباء مساعدتهم لتخفيفها عن طريق اتباع الممارسات التربوية.
- بينما يلجأ الكبار-4 إلى 10 سنوات - للتعبير عن مشاعرهم ومشاكلهم بالصياح والبكاء والنحيب المستمر، وأحياناً كثيرة لمجرد لفت انتباه الآباء إليهم.
- ودور الآباء هنا: التركيز على الأعمال الإيجابية التي يقوم بها الطفل، وعدم تجاهلها ولو كانت بسيطة، والاهتمام بمهاراته، وكل شيء جميل يقوم بفعله.
- بل القيام بمكافأته، وتدعيم أحلامه وطموحاته بشكل يتوافق وتطور عمره ومجالاته، حتى يعرف هدفه من الحياة ويثق بك كأمّ وصديقة ناصحة.
- أن تربي الطفل على هذه المساندة الإيجابية والدعم التربوي، ينشئ طفلاً مستقراً نفسياً وعاطفياً ينعم بالهدوء والتوازن، فيما يقول وما يفعل.. ولا يثور إن واجه مشكلة.
1-علّمي طفلك كيف يصف مشاعره
- يميل بعض الأطفال للغضب وممارسة السلوكيات السيئة، عندما يجدون صعوبة في فهم مشاعرهم والتعبير عنها، فإذا كان حزيناً وغير قادر على التعبير ..لجأ إلى التصرّف بشكل سيء لجذب انتباه والديه.
- دور الوالدين.. مساعدة الطفل على تحديد مشاعره ووصفها، من خلال البدء بتعليمه المفردات المتعلّقة بالمشاعر كالحزن، والسعادة، والخوف، ثمّ مساعدته على تكرار تسمية هذه المشاعر .
- ومع مرور الوقت يبدأ الطفل بمعرفة مشاعره وتسميتها، ثمّ يكون قادراً على تطوير فهم أفضل لها، وكيفية التعبير عنها، ثم يبدأ الوالدان بتعليمه كلمات أكثر تعقيداً مثل خيبة الأمل، والإحباط، والقلق، والوحدة.
- تعرّفي إلى المزيد: تأخر الإدراك عند الطفل
2-إعداد مقياس لدرجة غضب طفلك
- مقياس درجة الغضب.. عبارة عن مجموعة من العلامات التحذيريّة التي تساعد الطفل على معرفة درجة غضبه وازديادها في بعض الحالات، ويتمّ إعداده من خلال رسم المقياس على قطعة من الورق مع وضع تدريجي للأرقام عليه.
- بدءاً من الصفر في أسفل المقياس وانتهاءً برقم 10 مثلاً في قمّته؛ إذ تدلّ تلك الأرقام على مستويات غضب الطفل، ويوضّح الوالدان مبدأ ذلك له.
- فالمستوى صفر يعني عدم وجود أيّ نسبة من الغضب، والمستوى 5 يعني وجود نسبة متوسطة منه، أمّا المستوى 10 فيدلّ على وجود أكبر نسبة من الغضب.
3-وضع خطة لمساعدة الطفل وتهدئته
- والتي يمكن تعليمها له لممارستها عند شعوره بالغضب والانزعاج، بدلاً من لجوئه إلى الضرب أو رمي المواد.
- ويتم ذلك بتشجيع الطفل على أخذ فترة استراحة، عند شعوره بالانزعاج أو الغضب ،حتى لا يصل لمرحلة ارتكاب الخطأ.
- توجيه الطفل إلى إمكانية ذهابه لغرفته عند شعوره بالغضب، والبقاء فيها لفترةٍ قصيرةٍ إلى أن يهدأ.
- تشجيع الطفل على ممارسة أيّ نشاط مفيد، كالتلوين أو قراءة كتاب حتى يصل لمرحلة الهدوء، ويكون قادراً على إكمال نشاطه السابق.
4- علّمي طفلك كيفية إدارة غضبه
- يمكن تعليم الطفل الغاضب مجموعة من التقنيات التي تساعده على إدارة غضبه، وتهدئة ذهنه وجسمه، كالتنفس بعمق، والمشي السريع.
- بالإضافة لتدريب الطفل على مهارة الانضباط الذاتي، والتحكّم في الانفعالات، بشكلٍ كافٍ؛ لمساعدته على ممارستها عند شعوره بالغضب والانزعاج.
- يلجأ الطفل أحياناً إلى إظهار نوبات غضب، لشعوره بأنّها طريقة فعّالة لمساعدته في الحصول على ما يريد، خاصّةً عندما يستسلم الوالدان لها وينفذّان رغبته ليبق هادئاً.
- تعرّفي إلى المزيد: أنشطة لتنمية مهارة الاستماع لرياض الأطفال
5-عقوبة تأديبية لازمة عند الخطأ
- يساعد الانضباط المستمر الطفل على معرفة؛ أنّ السلوك السيء أو العدوانيّ غير مقبول في جميع الحالات، وأنّه في حال خالف القواعد الموضوعة بسبب غضبه فإنّه حينها سيتعرّض لعقوبة تأديبية لازمة.
- مثل حرمانه من بعض الامتيازات، وعدم إعادتها له حتى يصلح الضرر الذي تسبّب به، وتعليمه بضرورة إصلاح ما كسره أثناء غضبه، أو تكليفه للقيام بعمل ما بدلاً من ذلك.
6- انتباه الآباء ومراقبتهم للطفل
- انتباه الوالدين لمشاعر الطفل، ومعرفتهم لها من خلال انتباههم ومراقبتهم له، أداة فعّالة لمساعدته على الهدوء، ويتم ذلك بالتواصل معه، والاستماع له لمحاولة فهم شعوره وعواطفه وتقبّلها.
- كل هذا يشجّع الطفل- صغيراً أو كبيراً، على محاولة التخلّص من المشاعر السلبية، وتجنّب السلوكيات السيئة، أو الدخول في نوبة غضب؛ حيث إن متابعة الآباء ومراقبتهم تعني ملاحظة لغة جسد الطفل وتعابير وجهه، وفهم مشاعره.
- كما يُعدّ تجاهل بعض سلوكيات الأطفال السيئة مثل التذمّر، والجدال، ونوبات الغضب، واستخدام الألفاظ غير اللائقة وسيلة ذات فاعلية، فالطفل يلجأ إليها بهدف جذب انتباه والده، وعليه إدارة وجهه عنه أو مغادرة الغرفة.
7- امدح طفلك عند العمل الجيد
- يجب على الأب مدح طفله والثناء عليه بمجرد أدائه لعمل جيد، ممّا يدفعه للاستمرار في التصرّف بالشكل السليم لجذب انتباه والده مرّة أخرى.
- يتعرّض الطفل أحياناً لبعض التحديّات التي قد تُشعره بالقلق مثل الامتحانات المدرسية، وعلى الوالدين مساعدته وتعليمه الأفكار الإيجابية بدلاً من السلبية.
8- لا تستخفي بأفكار طفلك مهما كانت بسيطة
- وللحفاظ على هدوء الطفل والابتعاد عن الانفعالات الشديدة، لابد من تجنب متابعة الطفل للمشاهد العدوانية، خصوصاً إذا أصبح عدوانيّاً في جميع الأوقات.. وتنبيهه بأنّ الضرب وسيلة غير مناسبة لحلّ المشاكل.
- وان تعرّض الطفل لنوبة غضب فإنّه لا ينبغي على الوالدين الغضب أيضاً، وإنّما الحفاظ على الهدوء ليستطيعا مساعدة الطفل، على السيطرة على انفعالاته، وتخطّي هذه المشاعر السلبية.
- قد يشعر الطفل بالانزعاج من أمر معيّن يُعدّ بالنسبة للوالدين غير منطقي أو بسيطاً، إلّا أنّه بالنسبة له فهو شيء أساسي ومهم جداً، لذا من المهم على الوالدين تجاوز ذلك وعدم استخدام أي عبارات تدلّ على استخفافهما للموضوع.
تعرّفي إلى المزيد: أسباب كثرة النوم والخمول عند الأطفال