في سنة 2014، أطلقت حكومة رأس الخيمة مبادرة لتوظيف الفتيات الإماراتيات في قطاع السياحة والضيافة، استعانوا بها من الجامعة البريطانية في لندن، درست الطالبات داخل الإمارات، مع طاقم تدريسٍ أميركي وبريطاني، وبعد التدريب تم توزيع الفتيات على فنادق الهيلتون في رأس الخيمة. كنّ 20 فتاة، وقد استطاعت 12 فتاة منهنّ إكمال الطريق، منهنّ الشيف الإماراتية منى المنصوري؛ لأن الباقيات لم يحتملن طبيعة العمل الشاقة، من حرارة المطبخ وحمل الأشياء الثقيلة التي تحتاج رجلاً. «سيدتي» في لقاء مع الشيف منى في يوم المرأة الإماراتية، للإضاءة على هذا التحدي الذي أثبتت خطواتها فيه.
كيف كانت انطلاقتك بعد هذا التحدي؟
أيامها كانت فكرة الشيف الإماراتية أمراً منبوذاً مليئاً بالتساؤلات، عن كيفية دوام الفتاة الإماراتية في الفندق. لكنني ظهرت بقوة على السوشيال ميديا، والتحقت بدورات تطوعية حكومية، عملت ورش طبخ، من خلالها نقلت ثقافة فكرة ظهور الشيف الإماراتية، تلك الثقافة التي كانت غربية، عبر أطباقنا، وقد درّستها في مدارس الطالبات، ومقرات زوجات السفراء.
ما هدفك من اتخاذ هذه الخطوات؟
كان أمامي هدفان، أولهما التمييز بين الشيف والطباخ، الذي لا يدركه الكثيرون في الإمارات، والثاني هو الاحتفاظ بالهوية الإماراتية في كل مكان، باحتشامي والتزامي بالعادات والتقاليد الإماراتية.
تابعي المزيد: سارة كوباتشو: هذه أسراري في المطبخ!وأنا قادمة إلى دبي
علم الإمارات على كتفي
هل صادفت مواقف استغربت وجودك في هذا المكان؟
كنت أرافق السياح في الفنادق، لتعريفهم إلى المطبخ الإماراتي، وصادفت سائحاً ألمانياً لفته وجود علم الإمارات على لباسي الرسمي، فسألني، بفظاظة، ماذا تفعلين هنا، ولماذا تضعين العلم على كتفك، قلت له لأنني إماراتية، فاستغرب وقال لي: «وهل مسموح للمرأة الإماراتية العمل في الفنادق، وأنتن شابات مدللات»، يحق له أن يستغرب؛ لأنه في ذلك الوقت لم تكن هناك نساء في قطاع السياحة، لكنني رحبت به وقدمت له القهوة وأقنعته، ودخلت معه في نقاش غيّر أفكاره، وجعله يشعر بالخجل... هويتنا لا تتغير في أي مهنة.
ما المسابقات التي شاركت فيها؟
شاركت باسم فنادق الهيلتون في مسابقات «جمعية الإمارات للطهاة»، التي تقام على أرضنا كل سنة، والتي لم يكن فيها أي طهاة إماراتيين، كنت أنا وزميلتي الشيف سمية فاضل، وقد أحرزنا ميدالية للمركز الثاني باسم الإمارات.
تابعي المزيد: الشيف عمر أبو لبدة: نصنع معمول العيد بأسرار متوارثة عن أجدادنا
أمي امرأة من هذا البلد
وقف الشيخ محمد بن زايد أمامي وقال لي: «منى أنا سمعت عنك، وأنا فخور بك»
بماذا تسلّحت عندما أقدمت على هذه الخطوات؟
الحكومة التي دفعتنا، إلى أن وصلت إلى درجة شيف تنفيذي، فهي مسؤولة مادياً عن عملي في فيرموند باب البحر بأبوظبي، بعدما بدأت من الصفر، بما نسميه «الكومي»، الذي يشبه نظام الجيش، تدخل إليه جندياً وتصبح عريفاً وهكذا حتى ترتفع رتبك.
كما أن أمي، حفظها الله، كانت الداعم الرئيسي لي، كانت تستفتح صباحها معي بعبارة «الله يوفقك في شغلك»، وإذا لم نتقابل صباحاً ترسلها رسالة على هاتفي، على الرغم من أن جميع من حولنا كانوا يهاجمونها، لكنها كانت تقوم بدور امرأة طموحة من هذا البلد.
هل لك مواقف مع هامات هذا البلد؟
في 2019، أثناء عقد الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات، اختاروا 4 شيفات مواطنين، أنا وسعود المطروشي، وليلى المنصوري، وأبو مانع العتيبة، يومها وقف الشيخ محمد بن زايد أمامي وقال لي: «منى أنا سمعت عنك، وأنا فخور بك»، وعندما سمعت عباراته، كدت أطير من الفرحة، وإلى اليوم وأنا أتذكر تشجيعه، ليكون الدافع لي لأصعد بخطوات أعلى.
تابعي المزيد: الشيف الكويتي فواز العميم: المرأة تطبخ بحب ولها نكهتها المميزة
فتياتنا والاحتراف
ما طبيعة أطباقك؟
درست المطبخ العالمي، لكنني مزجته بالمطبخ الإماراتي، عندي طبق اسمه «تاكو مالا»، عملته بالمالح الإماراتي، وهو السمك الذي يشوى داخل طبقة من الملح، فأنا غيرت التاكو المكسيكي، ودمجته مع سمك الإمارات، وقد أنجرت وصفة «دونر خمير»، وهو خبيز الإمارات الذي دمجته مع الشاورما التركية.. أسعى إلى انتشار لائحة الطعام الإمارتية في مطاعم الدول الأخرى.
إلى ماذا وصلت؟
بتّ أقابل فتيات إماراتيات، يرغبن في الاحتراف، وعلى الرغم من ذلك ما زلنا نحتاج إلى جامعات فيها تخصصات مطبخ معتمدة، فالكثير من المواطنين اتجهوا إلى افتتاح المطاعم، وخسروا مشاريعهم؛ لأنهم لا يعرفون معنى أن يكونوا شيفات، وطبيعة الدور الذي يقوم به في المطبخ، بدءاً من الإشراف على جميع مراحل إعداد الطعام، من خلال دراسة الوصفات وإعداد قوائم الأطباق المختلفة، واستخدام تقنيات حديثة للطهي حتى يصبح الطبق أمام الزبائن. أغلب الذي افتتحوا المطاعم لا يعرفون قوانين المطبخ، فهم يوظفون طباخاً متمرناً، غالباً ما تكون معرفته غير وافية. ويتعرض إلى مخالفات البلدية، ثم يُغلق المطعم.
أين وصلت في يوم المرأة الإماراتية 2022؟
أنا الآن طاهٍ تنفيذي، تتم دعوتي للإشراف على مطبخ وجبات الاجتماعات الحكومية، فالنظرة تغيرت جداً بسبب خطط دولتنا بعيدة المدى.
إذا كنت ستحضرين طبقاً ليوم المرأة الإماراتية وتحتفلين به، ماذا تقدمين لضيوفك؟
أوزع عليهم الهريس، فهو الطبق الشعبي الذي يرتبط تقديمه بالمناسبات والأفراح، ويوم المرأة الإماراتية هو فرحة في قلب كل إماراتية يدعمها رجل.
تابعي المزيد: الشيف المغربية زينب مصطفى: تعلم الطبخ يبدأ من البساطة
الكسكس بالأصداف الخليجية
المقادير:
- شريحة متوسطة الحجم من فيليه الهامور
- كوب واحد من الكسكس
- كوب واحد من مرق السمك
- 1/2 ملعقة صغيرة لكل من الملح، والكزبرة اليابسة، والكمون
- 4 أصداف بحرية للتقديم
طريقة التحضير:
- ينقع الكسكس مع قليل من زيت الزيتون والملح والبهار، لمدة ساعة.
- ثم تقطّع شرائح سمك الهامور إلى مربعات صغيرة، ثم تتبل بالقليل من الملح، والكمون، وتقلّى في ملعقتين من زيت الزيتون.
- يطبخ الكسكس على بخار الماء في مصفاة داخلها قطعة قماشية خاصة،وتضاف إليه مرقة السمك، تدريجياً، مع التقليب، على نار هادئة، لمدة 15 دقيقة أو حتى درجة الاستواء.
- تخلط قطع سمك الهامور مع الكسكس، وتملأ بها الأصداف وتزين بالشبت.
الكمية تكفي لـ 4 أشخاص - مدة التحضير: 30 دقيقة
تابعي المزيد: الطاهية السورية إخلاص الخطيب: الموسيقى تفيدني خلال تحضير الأطباق