يشغل المكتب حيزّاً مستقلاًّ في المنزل الفسيح، خصوصاً بعد انتقال فئات عدة من المجتمع إلى العمل عن بعد (من المنزل) جرّاء الجائحة، ما يستدعي البحث عن التصاميم الرائجة للغرفة المذكورة، بصورة تسمح بالحفاظ على التركيز وسرعة الإنجاز وتحقيق الإنتاجيّة. المزيد عن المكتب المنزلي، في معلومات مستقاة من المهندسة المعماريّة والمصمّمة الداخليّة والمديرة التنفذية لشركة «باتينا» للتصميم الداخلي رشا حمصي.
___
الطرز الحديثة، سواء المعاصرة أو الكلاسيكيّة، مرغوبة في تصميم المكتب المنزلي، بحسب ذوق من سيشغل المساحة الداخليّة المذكورة، وطبيعة الأخيرة، مع ملاحظة المصمّمة رشا نتيجة المشاريع التي تتولّاها أن «الميل في الآونة الأخيرة هو إلى التصميم الكلاسيكي المُحمّل بلمسة عصريّة، فالنمط الأنيق المذكور يتكشّف عن تفاصيل فخمة وديكور مريح لن يملّه شاغل المكتب».
خطوات في التصميم للمكتب المنزلي
- عناصر أساسيّة: يتمركز المكتب في مكان هادئ بالمنزل وبعيداً عن أي مصدر للإلهاء والضوضاء، فهو يُستبعد عن الغرفة المطلّة عن الشارع أو المتصلة بمنطقة المعيشة أو القريبة من مساحة لعب الطفل. على الغرفة المختارة للاستضافة أيضاً، أن تستقبل كمّاً وافراً من أشعّة الشمس، وذلك للتحفيز على الإبداع. في هذا الإطار، تلفت المصمّمة إلى أن أفراداً عديدين في العائلة ومتعدّدي التخصّصات والأعمار قد يستخدمون الحيّز، الأمر الذي يجب أن يراعيه التصميم، مثلاً: غرفة لدراسة الفتاة الجامعيّة ومكتب لعمل الأمّ، مع توفير احتياجات المستخدمتين.
- الألوان: من المعلوم أن لكلّ لونٍ من الألوان دلائله وتأثيراته النفسيّة. لذا، تنصح المصمّمة بدراسة المكان قبل الشروع باختيار ألوانه، التي يجب أن تتناسب مع طبيعة الفراغ المعماري وشخصيّة من سيشغله، وأن تحفّزه على الإنتاجيّة. في هذا الإطار، تقول المصمّمة إن «الألوان الترابيّة الناعمة، مثل: البيج والعاجي والبنّي، مهما كان التدرّج منها، مريحة للعين»، مضيفة أن «أحد الألوان قد يُختار لطلاء الجدران أو لورق الجدران، على أن يكون تصميم الأخير هادئاً، بعيداً عن أي خطوط ونقوش صارخة ومُثيرة للإحساس بالتوتّر». الجدير بالذكر أن كلّاً من الأحمر والأصفر، وغيرهما من الألوان القوية، لا يناسب المكتب، بل الغرفة الحيوية، مثل: منطقة الجلوس.
- أماكن التخزين: تضمّ غرفة المكتب أماكن عدّة للتخزين، منها: الرفوف والخزائن والأدراج، سواء كانت الأخيرة مخفيّة بحسب خطّة التصميم أو ظاهرة، وذلك لجعل المساحة مرتّبة، على الدوام.
- الأثاث المكتبي: الخشب مادة متينة وفخمة، مهما مرّ الزمن عليها، كما هي سهلة الدمج بأنماط التصميم الكلاسيكيّة و«المودرن»، ومرغوبة في التأثيث، علماً أن الخيارات متعدّدة في هذا المجال، وتشتمل على الخشب الأصيل الموحي بالطراز العتيق (الفنتدج) أو الخشب المطلي أو «الفينير»، بألوان مريحة. أضف إلى ذلك، يراعي التصميم مهنة شاغل المكتب؛ ففي حالة استخدام الأخير أكثر من شاشة حاسوب، من الواجب أن يكون سطح المكتب عريضاً لاستيعاب الآلات، من دون الإغفال عن الكتب التي تتطلّب فراغات عدة في التخزين، وأهمّية حضور الكرسي الوثير المنجّد.
- إكسسوارات: يُضاف عنصر جمالي مرتبط بالطبيعة إلى التصميم، مثل: لوحة جداريّة أو إكسسوارات ملهمة مستلهمة من الطبيعة.
دمج المكتب بغرفة منزليّة
يبدو تصميم المكتب المستقلّ بمساحته أكثر سهولةً، مقارنة بدمج المكان المذكور بغرفة، ففي الحالة الأخيرة يحمل العمل تحدّياً لمهندس الديكور، كما عند إعادة توزيع غرفة الجلوس أو غرفة النوم ليشغل المكتب جزءاً منها، ويبدو متصلاً بها من دون جدران فاصلة. في هذه الحالة، لا مناصّ من مراعاة الانسجام في الديكور في القسمين.
___
- (الصور من شركة باتينا للتصميم الداخلي)