في المُنظّمات التجاريّة، يعمل الأشخاص معًا بدافع مشترك وهو تحقيق الهدف التنظيمي، الأمر الذي يتمّ من خلال إدارة جهود جميع العاملين، بكفاءة. وهناك طريقتان أساسيتان يعتمدهما أصحاب الأعمال، في هذا السياق، هما: إدارة الموارد البشرية وإدارة شؤون الموظفين، بيد أن بعض رواد الأعمال يخلطون بين الوظيفتين، ومجالاتهما.
تعريف مُختصر بالمجالين
يقول المُتخصّص في التطوير المهني عبود بن علي آل زاحم لـ"سيدتي. نت" إن "إدارة الموارد البشريّة تركّز على الاستراتيجيّة العامّة في المنشأة، علمًا أن هذه الأخيرة تشتمل على: التخطيط للاحتياجات من الموارد البشريّة والاختيار والتوظيف والتدريب والتأهيل وإدارة تقييم الأداء، كما تحفيز الموظفين وزيادة الرضا الوظيفي". ويضيف أن "إدارة شؤون الموظفين تركّز، بدورها، على النواحي الإجرائيّة في العلاقات بين الموظّفين والمنشأة وتقديم الخدمات اللازمة للأوَل".
فروق بين إدارتي الموارد البشريّة وشؤون الوظفين
يذكر Business Topia المتخصّص في المشاريع التجاريّة بعض الفروق الجوهريّة، في هذا الإطار، هي:
- نهج مختلف: تسير إدارة شؤون الموظّفين حسب نهج تقليدي يركّز على الالتزام بسياسات وقواعد المنظّمة، فيما إدارة الموارد البشرية تسير بدورها، حسب نهج حديث خاصّ بإدارة الأفراد في مكان العمل ويركز على جذب الكفاءات البشرية وتطويرها...
- الأولويّة: تمنح إدارة شؤون الموظفين الأولويّة للإدارة الفعّالة، أمّا في إدارة الموارد البشريّة، فإن تقدير مصلحة المنظمة والقيم الإنسانيّة والاحتياجات الفردية هي من الأولويات، كما يتم بوساطة "الموارد البشريّة" التنسيق بين المصالح التنظيمية ومصالح الأفراد.
- نوعية الوظيفة: إدارة شؤون الموظفين عبارة عن وظيفة روتينية، في حين أنّ الموارد البشرية وظيفة استراتيجية وحيوية.
- الأدوار: تهتمّ إدارة شؤون الموظفين بالتخطيط للوظائف وتحليلها وتقييم الأداء، بالإضافة إلى إدارة علاقات العمل من خلال التعامل مع شكاوى الموظّفين، أمّا إدارة الموارد البشرية ذات نطاق أوسع، إذ تهتمّ بالتخطيط وتحليل الوظائف والاختيار والتعيين والتدريب وتقييم الأداء والمكافآت وإدارة التعويضات وآليات التحفيز والتنمية.
- الوظائف: تُصمّم الوظائف في إدارة شؤون الموظفين على أساس تقسيم العمل، في حين أن إدارة الموارد البشرية تعمل على تصميم الوظائف على أساس العمل الجماعي.
- الهدف: تضطلع إدارة شؤون الموظفين بمهمّة جعل الأخيرين ملتزمين بهدف المنظمة، وتؤكد على الالتزام بالقواعد والأنظمة المرعية. بالمقابل، تُحدّد احتياجات الموارد البشريّة وتصاغ السياسات المتعلّقة، من خلال مطابقة احتياجات الأفراد مع احتياجات المنظمة، كما تؤكد الموارد البشرية على الجمع بين الطاقات والكفاءات البشرية مع أصحاب المشاريع، بما يتوافق مع مصالح الأطراف كافة.