بعد انتشار مصادرها عبر العالم الرقمي.. المعرفة بينَ المصداقية والخِدَاع!

بعد انتشار مصادرها عبر العالم الرقمي المعرفة.. بينَ المصداقية والخِدَاع!
بعد انتشار مصادرها عبر العالم الرقمي.. المعرفةبينَ المصداقية والخِدَاع!

في السابق كان البحث عن المعرفة يتم عن طريق المكتبات والمراجع المتخصصة وأمهات الكتب.. صحيح أنه كان يأخذ وقتاً أطول، وجهداً أكبر، إلا أن المعلومات المستقاة تأتي دقيقة إلى درجة عالية، أما اليوم فهناك انتشار واسع للمعلومات، ولكن دقتها ضعيفة، والأخطر من ذلك هي تلك الدورات والمعاهد الافتراضية التي يتم الالتحاق بها بمبالغ مالية قد تكون مغرية، الكثير منها يعطي شهادات لا مصداقية لها، فما أدراك أن مدرب الحياة لا يفقه من العلم شيئاً، وما الذي يخول ربة منزل أن تدعي أنها مهندسة ديكور... الكثير من الأمثلة تفقدنا الثقة، وتدعنا نفكر في حماية أنفسنا وتوعية الآخرين.
ملف خاص، يتحدث فيه خبراء واختصاصيون عن انتشار المعرفة عبر العالم الرقمي،بين المصداقية والخداع.



أعدّت الملف | لينا الحوراني Lina Alhorani
الرّياض | محمود الديب Mahmoud El-Deeb
الشّرقية | عواطف الثنيان Awatif Althunaya
المغرب | سميرة مغداد Samira Maghdad
بيروت | عفت شهاب الدين Ifate Shehabdine
القاهرة | أيمن خطّاب Ayman Khattab
تونس | مُنية كوّاش Monia Kaouach


 

 

من الرياض
نسرين الشامي:

 

 

نسرين الشامي



مدّعو المعرفة قادرون على التسويق


تأسف نسرين الشامي، مدربة ومتخصصة في بناء الشخصية الاحترافية، بأن الكثير من معلومات الإنترنت، تحتاج إلى باحث عنده قدرة على التمييز بين مصادرها؛ للتأكد من صحة المعلومة، التي قد لا يكون لها أساس من الصحة.

ينطبق الأمر على الدورات التي قد يحصل عليها شخص ما من جهة أو مؤسسة غير معتمدة، تستغل حاجة الأشخاص إلى الحصول على هذه الدورات بهدف الربح والحصول على أموالهم، من هنا تجد نسرين أن التعليم النظري غير كافٍ ليصبح الشخص مجيداً لعلم ما، لعدم تمكنه من الحصول على الخبرة العملية الكافية، تتابع قائلة: «لذلك يتوجب على من يرغب في حضور دورات لمدرب ما أن يسأله عن الشهادات التي حصل عليها، والجهات التي منحته هذه الشهادات، وهل هي معتمدة أم غير معتمدة. فمدعو المعرفة قادرون على التسويق لأنفسهم بطريقة جيدة أكثر من المؤهلين والحاصلين على الشهادات والخبرات اللازمة. وهم يتكاثرون وبشكل لافت، وضحاياهم يتزايدون يوماً بعد يوم».


عبد الله السحيمي:


يسرُ المعلومة أفرز حقوقَ الملكيّة


كانت رحلة البحث والتقصي بين المراجع وأمهات الكتب وزيارات المكتبات في الماضي امتداداً لطلب العلم سابقاً، حينما يسافر الطالب من بلد إلى بلد لتلقي علم معين، أو التقصي عن معلومة للتأكد منها.. هذا ما بدأ به عبد الله السحيمي، كاتبٌ ومستشارٌ أسريٌ، كلامه، بكل حزن. أصبح العالم اليوم غرفة صغيرة، تطَّلع على جميع المعلومات، وتستكشف جميع البيانات، وتشاهد حركة العالم بالصوت والصورة، يستدرك السميحي: «هذا التدفق في المعلومات، وسهولة الاطلاع، ويسر المعلومة؛ أفرز حقوق الملكية، وأهمية ذكر المصدر، والعمل على التوثيق، وتحري الدقة». زاد هذا الواقع من المطالبات القانونية، وهو الأمر الذي يدفعنا إلى طلب المعلومة الموثوقة ذات الطابع المرجعي بعيداً عن الاستنساخ والسطو والتعدي، يستدرك السميحي: «الأدبيات التي يمتلكها الكاتب والباحث عن المعرفة، لا تُغني عن وجود السياسات والاتفاقيات التي تضعها هذه المنصات».


ألقابٌ واهيةٌ


لا يمكن إغفال جانب التوثيق ونعمة سهولة الحصول على المعلومة عبر الإنترنت، لكن مع عدم الاندفاع نحو المعارف التي تُرسم صورتها بشكل من الخيال، يستدرك السميحي: «وإلا سيمنح الباحث نفسه ألقاباً واهية ومسميات غير حقيقية، ويتباهى بمؤهلات ليس لها مرجعية، وهم من نُطلق عليهم مزيفي العلم والمعرفة، وهم أخطر شراً وأكثر دماراً؛ فمدعو العلم يفتكون بالثقة تحت مسمى المعرفة المزعومة».

تابعي المزيد: في يوم المرأة الإماراتية .. رئيسات تنفيذيات..قصص نجاح وتمكين

 

من الشرقية
مجلاد السبيعي:

 


الثقةُ ببعض المواقع الأجنبية غير آمن


وصف مجلاد السبيعي، مدرب وخبير أمني، الثورة المعلوماتية بـــ «القنبلة» التي انفجرت منها المعرفة والمعلومات والصوتيات والصور المختلفة والمستحدثة في جميع مجالات الحياة. هذا الذي وصفه السبيعي بالقنبلة، أدى إلى تطور تقنيات الاتصال والمعلومات التي توافرت للحفظ والتبادل والاسترجاع بسهولة وسرعة، على الرغم من أن دقتها ضعيفة، يتابع قائلاً: «الحذر واجب من عولمة المعلومات وتبادلها من دون معرفة مصدرها. سابقاً، كان البحث عنها يتطلب ساعات طويلة، ولكنها كانت دقيقة إلى درجة عالية من المصداقية في المصادر والمراجع».


أسعارها مخفّضة


لفت مجلاد السبيعي، إلى إقبال المتدربين السعوديين وغيرهم من الدول العربية على مواقع التدريب الأجنبية، بأسعار مخفضة، لكنها غير مرخصة وغير آمنة، يتابع قائلاً: «المحتوى والمدرب من أهم معايير اختيار «الورش التدريبية»، خاصة في مجال تقنية المعلومات، سواء في البرمجة أو إدارة الشبكات وتطويرها، الكثير من هذه التقنيات يُبهر الشباب والشابات للالتحاق بها، لكن بعضها يتعامل بمكر وخداع من خلال تغيير مسمى الدورة والمحتوى، كما أن الورش التدريبية الافتراضية تقدم خبراء غير مدربين، خبير ومدرب عالمي وللأسف يقع العديد من الضحايا في مصيدته». أشار السبيعي إلى بعض شهادات تقنية المعلومات، التي لا يمكن للمتدرب الحصول عليها إلا بعد اجتياز الاختبار في مراكز معتمدة تثبت قطعاً بأن هذا الشخص قد اجتازها لوجود كاميرا مراقبة توثق أداء الاختبار واجتيازه.

تابعي المزيد: في البلدان العربية مضيفات الطيران.. زيّنا الجميل وابتسامتنا العذبة تخفيان مهنةً شاقّةً

 

من الإمارات
عائشة الزعابي:

 

 

عائشة الزعابي



المشاريعُ الرقميّةُ تقدم دبلوماتٍ معترفاً بها عالمياً


قد يمر على الباحث مواقع غير موثوقة تحوي معلومات مغلوطة يتوه منها القارئ البسيط غير المتمكن؛ لأن البحث العلمي الحقيقي يحتاج إلى عنصر الأصالة، وهذا ما لا توفره أغلب المواقع، على خلاف البحث التقليدي، من خلال التردد على المكتبات، ومقارنة المعلومات ومدى صحتها برأي عائشة الزعابي، إعلامية إماراتية.

لكن أغلب المكتبات العالمية تتحول شئياً فشيئاً إلى مكتبات رقمية، ووسائط صوتية تسهل على القارئ والباحث عن المعلومة، تتابع عائشة: «نذكر مثلاً المكتبة الرقمية العالمية (World Digital Library)، التي أنشئت بدعم من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، الهادفة إلى توسيع حجم المضمون الثقافي وتنوعه عبر الإنترنت، وكذلك الإمارات فقد نجحت في رقمنة المحتوى المعرفي والثقافي عبر المكتبات الرقمية الوطنية؛ ما أسهم في توفير أكبر قدر من المحتوى المعرفي الإلكتروني؛ حيث تقدم هذه المكتبات الدورات التخصصية (عن بعد)، وباتت مركزاً تفاعلياً ومفتوحة للعالم بلا مقابل، وبعضها برسوم زهيدة».


منصةُ نهلة وناهل


تشير الزعابي، إلى مشروع (المنهل) المزوّد العربي الوحيد عالمياً لقواعد بيانات المنشورات العلمية، الذي تعاقد مع كبرى المكتبات والجامعات العربية والعالمية الأكاديمية، تتابع قائلة: «يقدم المشروع الكتب الإلكترونية، والدوريات، والأطروحات، وكتب الأطفال، من خلال منصة نهلة وناهل، كما يقدم دوراتٍ تأهيليةً وتخصصيةً ودبلوماتٍ معتمدةً من جامعاتٍ ومعاهدَ عالميةٍ وبأسعار تنافسية».

تجد الزعابي أن هناك كثيراً من الخيارات المتاحة للقارئ العربي كي يستقي المعرفة السليمة من المصادر الرقمية الموثوقة، تعلّق قائلة: «لكن عليه أن يجتهد في البحث، ويتجاهل المعلومات مجهولة المصدر».

تابعي المزيد: بعد أن كانت مهددة بالزوال أنامل ناعمة تعيد الحياة للمهن التراثية

 

من المغرب
د. بشرى البهيجي:

 

 

د. بشرى البهيجي



الفضاءُ الأزرقُ يحتاج إلى أنسنة


أصبحت المعرفة متاحةً للجميع في زمن الإنترنت، وقد لا تحتاج إلى كثير من العناء، يكفي أن تضغط على زر الإنترنت وتحدد معلوماتك المطلوبة، وهناك مواقع قائمة بذاتها وجامعات افتراضية تمنحك الخبرة والشهادات العليا، كما تقول بشرى البهيجي، إعلاميةٌ حاصلةٌ على دكتوراة في الإعلام والتواصل، ومسؤولة التواصل بوكالة مدينة فاس. ترى بشرى التي خاضت تجربة التدريس بالجامعة في فترة سابقة في مجال الإعلام والتواصل، أن المعرفة والعلم اليوم بالفعل يحتاجان دائماً إلى آخر ما يصل إليه التطور التكنولوجي لمواكبة مستجدات كل عصر، تتابع قائلة: «الآن، مطلوب التوجه نحو جامعات قائمة بذاتها متخصصة يديرها باحثون عالميون، وعلى الرغم من التطور التكنولوجي لوسائل الإعلام والتواصل، فإنّ لا شيء يعادل التواصل الإنساني المباشر؛ لذلك علينا أن نكون حذرين من استهلاك المعلومات من دون عقل وروح، فالفضاء الأزرق براغماتي، ويحتاج إلى أنسنة من أجل الانتصار للقيم الجميلة».


معرفةٌ حيّةٌ وأخلاقيةٌ


تقترح بشرى اعتماد المزاوجة بين التواصل المباشر في تلمس الطريق نحو تحصيل المعرفة وتمثّلها، واكتساب آليات ومساءلتها والتفاعل معها، تستدرك قائلة: «لا بدّ من التمحيص، فالإنترنت ثورة تكنولوجية مهمة تمكّن الناس وكل الراغبين في التعلم في امتلاك المعرفة، شرط أن تكون حية وأخلاقية حقيقية تنير العقول، وتضيء القلوب نحو مستقبل أفضل للبشرية للعيش في مجتمعات راقية وعادلة».

تابعي المزيد: في يومها العالمي ..الصداقة كيف نفهمها ونكرسها للحب والسلام؟

 

من لبنان
د. ليلى شمس الدين:

 

 

د. ليلى شمس الدين



تطورٌ يتجاوز الصدق


تُمكِّن أجهزة الكمبيوتر والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي كل فرد من أن يكون ناشراً؛ حيث يقوم بإيصال معلومات صحيحة أو خاطئة بشكل فوري وعالمي، كما تقول د. ليلى شمس الدين، باحثة في علم الإنسان والإعلام. أصبح التلاعب بالبيانات من قبل أي شخص (بما في ذلك العلماء) أسهل من أي وقت مضى، نظراً إلى التوافر الجاهز لأدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، تتابع د. ليلى: «توجد الآن طرق لا حصر لها لإنشاء وتوزيع منتجات مجهولة الدقّة، بما في ذلك المواد النصيّة والصور التي تمّ التلاعب بها. أمام هذا الواقع، بتنا في مرحلة من التطوّر الاجتماعي «تتجاوز الصدق»، وأضحينا نعيش اليوم في عصر «ما بعد الحقيقة»؛ حيث أصبح الخداع شائعاً على جميع مستويات الحياة المعاصرة». تشير د. ليلى إلى تأثير التزييف في العلم والمعلومات الاجتماعية؛ مّا تسبب في تقويض الثقة في العلم وقدرة الأفراد والمجتمع على اتخاذ خيارات صحيحة ودقيقة، تعلّق قائلة: «هذا يؤدي إلى الارتباك والشك في الفهم الدقيق، والاعتماد اللاحق على الأكاذيب».


تأثيراتٌ نفسيةٌ


تتمحور خطورة الجهل بالحقيقة أو المعرفة التي لا يتم التصرف بناءً عليها، على المستويين الفردي والمجتمعي. فردياً، حسب رأي د. ليلى، يمكن أن يؤدّي الافتقار إلى المعرفة الموثوقة حول كيفية الحفاظ على الأمن الجسدي، والغذائي، والصحي الشخصي، تستدرك قائلة: «ينعكس الأمر بالتالي على الصحة النفسية للفرد، وتتغيّر المواقف والسياسات بشأن القضايا البيئية والاجتماعية والسياسية الحاسمة، لذلك لا بد من السؤال عمن يمنح السلطة لتحديد موثوقية الحقائق، وإصدار حكم بشأن صحة المعلومات المعروضة والمتناولة، في ظل ثورة إنتاج المعرفة التي زادت من تعقيد القضية».

تجد د. ليلى أننا نعيش وسط زخم هائل من المعلومات المجمّعة بشكل غير رسمي لمشكلة تجعل الأمور أكثر صعوبة، وترافقها عند غزارتها تأثيرات نفسية على متلقيها.

تابعي المزيد: في اليوم العالمي للعمل الإنساني نساء العطاء خارج الأوطان​​​​​​​

 

من مصر
د. أسماء مراد:

 

 

د. أسماء مراد



تحدياتٌ لا بدّ من مواجهتها بحذر!


لعل السوشيال ميديا ثقافةٌ مفتوحةٌ قد تحقق الكثير من التداخل المعرفي، والتفاعل مع القيم الثقافية بوصف أن الثقافة خليطٌ من المفاهيم المتنوعة في عالم متجمع في ساحتها. هكذا بدأت د. أسماء مراد، خبيرة المرأة والوعي الأسري، والمدربة الدولية لتنمية المهارات، كلامها بتعليل بسيط. تعتمد موثوقية السوشيال ميديا بوصفها مصدراً للثقافة على درجة الوعي المعرفي لدينا، تتابع د. أسماء: «فقط نحتاج إلى رفع مستوى الوعي بكيفية التعامل مع المعلومة، وكيفية التحقق من صحتها، فهنالك الكثير من المعلومات المغلوطة والخاطئة التي تعج بها الكثير من حسابات «السوشيال ميديا»، والتي قد تُستغل لأغراض معينة ولغرس قيم لها مآربها، مع أنها بلا شك ساعدت على نشر الكتّاب والكتب، وصرنا بفضلها نتعرف إلى نوعية القراء ومستوياتهم الثقافية، وفئة الشباب وعبر وسائل التواصل المختلفة ليست لديهم سلطة تجبرهم على قراءة كتاب ما أو عدم قراءته، فالسبل مفتوحة، والأبواب مشرعة، لا تحدّها حدود، ولا تضبطها ضوابط. في الوقت نفسه، فرضت شبكة الإنترنت على الباحثين تحديات جديدة تتطلب منهم مواجهتها والتعامل معها بحذر وذكاء».


إعلامُ «النشر الحر»


باتت السوشيال ميديا الملجأ الوحيد للتعبير عن الرأي بتلقائية وبكل سهولة، كما تجد د. أسماء، وتتابع: «في «فيسبوك» وجد الشباب ضالتهم في هذا العالم الافتراضي الذي يمكن أن نسميه الإعلام البديل، أو إعلام «النشر الحر»، لكننا يجب أن نستبعد ذلك تماماً.. عندما نتفهم حقيقة انعدام الرقابة على ما ينشر عبر وسائل التواصل، وعلى الرغم مما تقدمه تلك الوسائل من خدمات حققت رواجاً، ولاقت قبولاً عند الكثيرين منا، فليس من المستبعد وجود الكثير من المغالطة وعدم المصداقية». ترى د. أسماء أن مصادر الثقافة الموثوق بها كالصحافة ووسائل الإعلام الرسمية «مسموعة ومرئية»، والكتب الموثقة ستبقى المصدر الحقيقي للثقافة، تعلّق قائلة: «وتبقى وسائل التواصل الاجتماعي لما وضعت له أصلاً، وهو «التواصل الاجتماعي»، مع الكثير من المتعة والترفيه، وليس مصدراً موثوقاً به للثقافة».

تابعي المزيد: في اليوم العالمي للأرامل.. سيدات التضحية والعطاء​​​​​​​

 

من تونس
د. الصادق الحمّامي:

 

 

د. الصادق الحمّامي



معلوماتٌ لا هويةَ ولا مصدرَ لها!


مواقع التّواصل الاجتماعي ليست مصدراً يعتمد عليه لنهل المعرفة، فهي لم تصمّم لهذه الغاية، كما يرى د. الصّادق الحمّامي، أستاذ محاضر في علوم الإعلام والاتصال بالجامعة التونسية، وباحث في الميديا الجديدة. مواقع التّواصل هي للتّفاعل بين أصدقاء افتراضيين للتّسلية والتّرفيه عن النّفس، ولتعبئة أوقات الفراغ، لكن البعض جعلها وسيلة يعرّف من خلالها بنفسه وبمهاراته، لخلق فرص عمل جديدة أو للتّسويق لمنتوجه المادّي والفكري، كما استخدمها آخرون للقيام بدور إنسانيّ، كإيصال صوت مظلوم، أو الدّعوة لمساعدة فقير ومحتاج. يستدرك د. الصادق: «أمّا أن تصبح مواقع التّواصل الاجتماعي لسهولة استخدامها ولمجانيتها مصدراً، للمعرفة فيتصفّح المتلقّي هاتفه الجوّال الذكيّ ليتلقّى معلومات ليس لها حدود، نشرت من دون ذكر هويّة مصدرها، فلا يمكن أبداً تصنيفها على أنّها معرفة؛ إذ لا ضوابط ولا أخلاقيّات تواصل لها، لذلك يعدّ اعتمادها مجازفة وتجنّياً على المعرفة الحقيقيّة».


من أجل معلومةٍ صحيحةٍ وخبرٍ يقينٍ


يرجع د. الحمّامي سبب هذه الفوضى إلى تخلّي الإعلام عن دوره التّثقيفي والتّوعويّ، يستدرك قائلاً: «لم يمكّن المتلقّي من إنتاج متنوّع علمي وثقافي عميق وهادف ينال إعجابه، فيستقطبه ويعوّده به، فيسهم في توعيته وتطوير ذوقه وحسّه الفنّي، وينمّي روح النّقد فيه، فمن دور الإعلام التّقليديّ وحده غربلة الأخبار، وترتيبها، ونشرها بعد التقيّد بالضوابط التعديليّة والأخلاقيّة للمهنة».

تابعي المزيد: الخوارزميات.. كيف تسيطر على عواطفنا وخياراتنا بنعومة؟