ضمن التحوّل الصحي الرقمي في السعودية، المتناغم مع رؤية المملكة 2030، من المتوقع أن يسهم استخدام الذكاء الاصطناعي، وبشكل كبير، في إنقاذ مرضى سكري العين من براثن العمى؛ حيث يصنف سكري العين سبباً رئيساً للعمى في السعودية ودول الخليج ومنطقة الشرق الأوسط، وأثبتت اختبارات هذه التقنية باستخدام التعلّم العميق على أكثر من نصف مليون مريض مصاب بداء السكري، وما يقارب مليوني صورة شبكية على مستوى العالم، شاملاً المرضى السعوديين على مدار السنوات الـ12 الماضية، في الكشف عن مرض سكري العين وبشكل فوري، ومحققاً الراحة للمرضى ولمقدمي الخدمات الصحية، من خلال زيارة واحدة فقط لعيادة السكري، أو للعيادات الصحية الأولية، ومن دون الحاجة إلى وجود استشاري العيون والشبكية في موقع الفحص.
أكثر من 500 مليون مصاب في العالم
أوضحت الأستاذة الدكتورة سلوى عبد الله الهزّاع، كبير الاستشاريين في طب وجراحة العيون، وأستاذ محاضر في جامعة الفيصل، عضو مجلس الأمناء بجامعة الملك عبد العزيز، والرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة سدم، وعضو مجلس الشورى سابقاً، أنّ مرضى داء السكري يقدرون بأكثر من 500 مليون شخص حول العالم، وهو إحدى المشكلات الصحية الأسرع نمواً، ويشكل داء السكري تحدياً كبيراً للصحة والاقتصاد على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي.
وحسب إحصاءات «منظمة الصحة العالمية» (WHO)، تأتي السعودية في المرتبة الأعلى في معدل انتشار مرض داء السكري بين دول مجلس التعاون الخليجي، ومن بين البلدان العشرة الأولى على مستوى العالم، ويُعد مرض داء السكري وباء صامتاً لوجود أكثر من 4 ملايين مريض سكري في السعودية، وأكثر من 75 مليون مريض سكري في منطقة الشرق الأوسط، والنساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بسكري العين، ويعود ذلك إلى أسباب عدة، منها قلة الحركة، وارتفاع نسبة السمنة والبدانة بينهن.
تابعي المزيد: ثورة طبية.. استشاري يكشف عن عقار جديد يعيد معدلات السكر لطبيعتها ويعالج السمنة
الذكاء الاصطناعيّ
أشارت الدكتورة سلوى إلى أن استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي هو الحل المثالي للكشف المبكر على سكري العين؛ لأنه نظام فريد من نوعه؛ إذ يستخدم التعلم العميق للكشف عن مرض سكري العين وبشكل فوري، محققاً الراحة للمرضى ولطبيب العيون.
وهو أول نظام تقني لتحليل صور شبكية العين آلياً يتم اعتماده في السعودية، ومعترف به محلياً وعالمياً لخدمة مرضى سكري العين، فالذكاء الاصطناعي سيحيل الصحة الرقمية إلى نظام صحي مبتكر وفعّال ومستدام، ومتاح لجميع المرضى في السعودية، وبالأخص في المناطق النائية التي لا يستطيع قاطنوها الوصول إلى المستشفيات التخصصية أو الاستشاري لتشخيص مراحل سكري العين.
وتأتي هذه التقنية الحديثة ضمن التحوّل الصحي الرقمي بالسعودية، ومتناغمة مع رؤية المملكة 2030. وسيسهم استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في إنقاذ مرضى سكري العين من براثن العمى، ولقد تم اختبار هذه التقنية على أكثر من نصف مليون مريض مصاب بداء السكري، وما يقارب مليوني صورة شبكية على مستوى العالم، شاملاً المرضى السعوديين، وعلى مدار السنوات الـ12 الماضية، باستخدام التعلم العميق للكشف عن مرض سكري العين وبشكل فوري، ومحققاً الراحة للمرضى ولمقدمي الخدمات الصحية، من خلال زيارة واحدة فقط لعيادة السكري، أو للعيادات الصحية الأولية، ومن دون الحاجة إلى وجود استشاري العيون والشبكية في موقع الفحص.
وسوف يساعد إدخال الذكاء الاصطناعي في مسارات فحص مرض سكري العين في تعزيز الاستفادة من الوقت والمهارات المهنية والاحترافية لاستشاريي العيون والشبكية بحكمة ودقة، وكذلك إثراء خبراته الجراحية، وزيادة الكفاءة والإنتاجية من خلال تقليل وترشيد استخدام الموارد البشرية غير الضرورية للمؤسسة، عبر توفير الرعاية الصحية بطريقة أكثر سهولة ومتاحة للجميع وبأسعار اقتصادية.
السعودية الأولى في الشرق الأوسط في استخدام الذكاء الاصطناعي
دقّة الذكاءِ الاصطناعي
لعلاج المراحل المتقدمة ومضاعفات سكري العين التي يمكن الوقاية منها بالفحص المبكر الدوري والتشخيص المبكر، ذكرت الدكتورة سلوى الهزاع، أنه من خلال الفحوصات الدورية لمرضى سكري العين، أثبت تطبيق الذكاء الاصطناعي موثوقية وفعّالية ودقة تفوق تشخيص كبير استشاريي العيون والشبكية؛ الأمر الذي يؤدي إلى تحسين مستوى رعاية مرضى داء السكري بجودة عالية ونتائج دقيقة.
كما أثبت الذكاء الاصطناعي السرعة والأمان والدقة والاتساق مع سهولة الاستخدام، وبأقل قدر من التدريب، ويعمل بنظام آلي بالكامل، ولا يتطلب وجود استشاري العيون والشبكية في موقع الفحص؛ ما يسمح بتشخيص دقيق لمرضى داء السكري.
تابعي المزيد: مرض السكري من النوع الثاني.. ثورة جديدة في العلاج
علاج سكري العين
قالت الدكتورة سلوى: بدايةً، لا بدّ من توضيح أن العلاج عادة لا يشفي المريض تماماً، ولا يعيد النظر كما كان من قبل الإصابة بسكري العين، ولكنه قد يساعد في تأخير تدهور النظر، وإذا لم يتم العلاج فإن تدهور النظر سيستمر.
ومن طرق العلاج المتاحة للحفاظ على النظر وعدم تدهوره، إجراء الليزر في العيادة، عند وجود تورم في مركز البصر، ويتم تسليط الليزر على مكان التسرب في الأوعية؛ لإغلاقها ومنع حدوث تطور في فقدان البصر من خلال التقليل مـن تورم البقعة، وغالباً لا يعود النظر إلى المستوى الطبيعي، ولكن بعض الأشخاص قد يلاحظون تحسناً ملحوظاً.
وعند نمو الأوعية غير الطبيعية في الشبكية أو في القزحية، يتم العلاج بتسليط الليزر على جميع أجزاء الشبكية عدا البقعة؛ الأمر الذي ينتج عنه تقلص الأوعية غير الطبيعية، وقد يمنعها من التطور مجدداً، كما أنه يقلل من حدوث النزيف في الجسم الزجاجي أو انفصال الشبكية، ويختلف عدد جلسات الليزر من شخص إلى آخر، وعمليات الليزر لا تُشفي من الاعتلال، ولا تحدّ دائماً من تطوّر فقدان البصر.
أما العلاج الثاني فيكون بحقن الأدوية، مثل: أفاستين، ولوسنتس أو أيليا، وتساعد هذه الأدوية في التقليل من تورم البقعة الصفراء، وتقليص نمو الأوعية الدموية غير الطبيعية، ويمكن أيضاً حقن العين بمادة الكورتيزون، التي قد تساعد في علاج تورم البقعة الصفراء وتسرب السوائل، وتعطى الحقن على جرعات عدة خلال فترات منتظمة.
وأخيراً، عملية استئصال الجسم الزجاجي، التي تُجرى تحت التخدير الموضعي أو العام؛ إذ تتم إزالة الدم ليتمكن شعاع الضوء من الوصول إلى الشبكية مجدداً.
وتساعد العملية في إزالة الندوب التي تسبب انفصال الشبكية، ويمكن استخدام علاج الليزر في هذه الحالة، إضافة إلى حقن الجسم الزجاجي بفقاعات الغاز أو زيت السيليكون لإعادة الشبكية إلى وضعها الطبيعي، وتعتمد نسبة استعادة النظر على نسبة الضرر الذي أصاب الشبكية قبل العملية.
وفي السنوات الخمس المقبلة، سيعمل الذكاء الاصطناعي على تحويل الصحة الرقمية إلى نظام صحي، مبتكر وفعال، ومستدام، ومتاح لجميع المرضى في مراكز السكري لدى وزارة الصحة بالمملكة العربية السعودية، متناغماً مع رؤية المملكة 2030.
تابعي المزيد: علاج مقاومة الأنسولين عند النساء