يعرف التغيير الإيجابي بأنّه منهجية تقوم على تنفيذ مبادرات التغيير، وذلك من أجل تعزيز الأداء على مستوى الأفراد والجماعات، وهو يقوم على تغيير النظام العامّ عن طريق إدخال ممارسات جديدة تهدف إلى التحسين عن طريق شحن الشخص بالمزيد من الطاقة بالأفكار الإيجابية التي تؤدي به إلى الإبداع، مما يؤدّي إلى وصوله إلى الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها. والتفكير بصفة عامة سواء على مستوى الأشخاص أو الشركات له طرقه وأساليبه التي تختلف باختلاف سمات الشخصية وأهداف الشركة، غير أنه يمثل المدخل الناجح لأي تغيير إيجابي من شأنه أن يرفع من قيمة الشخصية وتحقيق أهداف مؤسسات الأعمال على حد سواء. تقول الدكتورة أميرة حبراير الخبيرة النفسية لسيدتي: أهمية التغيير الإيجابي أهمّ خطوة يجب أن يقوم بها الإنسان؛ من أجل الوصول إلى الأهداف التي يريدها في الحياة، وبالتالي من أجل تحقيق حياة سعيدة، وتكمن أهمّية التغيير في الآتي:
- زيادة الحماس في الحياة :
يساهم التغيير على الدوام في جعل الحياة أكثر حيويّة وحماساً بغضّ النظر عمّا إذا كان هذا التغيير في العمل أم في الأفكار أم غير هذا، فالتغيير يعني أن تختلف الحياة بين فترة وفترة، ممّا يبقيها بعيدة عن الملل الذي قد يصيب الإنسان بالخيبة، وهذا يعني أن يبقى مواكباً لمجريات الحياة وتطوّراتها التي لا تتوقّف، فانعدام التغيير في الحياة يعني توقّف الإنسان عن الشعور بالحماس تجاهها، وبالتالي عن النموّ والتطوّر على المستويين الشخصي والعملي.
-إنهاء الظروف السيئة :
يتعرّض العديد من الناس للتجارب السيئة، وقد تحدث بسبب أخطاء شخصيّة أو بسبب ظروف خارجة عن الإرادة، وإنّ ما يضمن للإنسان أن ينتهي من هذه الظروف السيئة هو أن يتّجه إلى التغيير فوراً وذلك بما يلزم وضعه الحالي، فعندما يقوم الإنسان بالتغيير فإنّه سوف يجد أنّ الفرص لم تضع وأنّه سوف يحصل على شيء أفضل وأكبر في المرة المقبلة إذا ما عزم على التغيير، فعلى الإنسان أن يستغل الظروف السيئة من أجل التغير للأفضل وهو ما يدفعه إلى التطوّر والتقدّم.
-زيادة الفرص والتجارب:
يعتبر التغيير مفتاحاً لخوض المزيد من التجارب في الحياة والحصول على فرص أكثر، فالفرص الجديدة والتجارب الاستثنائية تعتبر مهمّة جدّاً للإنسان ليضمن تقدّمه المستمرّ، وعليه أن يعرف مدى ملاءمة هذه الفرص لتجربته الشخصيّة، ومع مرور الوقت سيكون أقدر على اختيار الفرص والتجارب التي تناسبه وتناسب ما يقوم به في الحياة؛ ليحسّن من أدائه دون أن يقوم بمخاطرات غير محسوبة.
- التقدم :
عندما يشعر الشخص بأنّ تقدّمه بطيء أو أنّه لا يتقدّم مطلقاً فإنّه من المهمّ جدّاً أن يقوم بالتغيير اللازم، فعندما ينظر الشخص إلى الأشياء التي حقّقها ويجد أنّه يريد تحقيق أكثر ممّا فعله، فإنّ عليه أن يقوم بخطوة مختلفة من أجل أن يكون القادم أفضل، وهو ما يعني مزيداً من التقدّم، ممّا يؤدّي إلى نمط حياة سعيد ومليء بالرضا عن النفس والإنجازات.
- زيادة التركيز :
يعتبر التغيير الإيجابي مهماً جدّاً من أجل زيادة تركيز الإنسان على الأهداف التي يريد تحقيقها، وذلك يجعله أكثر وعياً بالأشياء التي يريدها، وتلك التي لا يرغب أن تبقى معه مدّة طويلة، فإذا كان الإنسان قادراً على تحديد الأشياء التي لا تعجبه في عمله على سبيل المثال، فإنّ تركيزه حول تطوير الجوانب التي ستحسّن من العمل سوف يزداد، وبالتالي سوف يصبح أقدر على الإنتاجية، وهذا التغيير ينبع من داخل الإنسان عندما يمتلك الإرادة والتصميم على التحسين والتطوير.