في واحدة من أهم الاكتشافات التي حدثت في الآونة الأخيرة -حيث يعتقد الخبراء أنه سيكون حاسماً في فهم تطور البشر- أعلنت إدارة التراث الثقافي الوطني الصينية في مؤتمرٍ صحفي أن المرحلة الخامسة من البرنامج البحثي الوطني المخصص لتتبع أصل الحضارة الصينية قد أحرزت تقدماً، حيث قدمت اكتشافات أثرية جديدة مثل أحفورة بشرية عمرها مليون عام؛ جمجمة وأطلال رصيف قديم، بالإضافة إلى اختراقات في ما يتعلق بالتقنيات الأثرية، وذلك في مقاطعة هوبي الصينية.
وبحسب موقع Global Times، كشف علماء الآثار الصينيون، الذين غطوا الاكتشافات التي تتراوح بين أحافير جمجمة بشرية ما قبل التاريخ ونصوص الخيزران لأسرة هان (206 قبل الميلاد - 220)، أحدث اكتشافات البلاد التي تساعد في تعميق فهم تطور وحدة التنوع للحضارة الصينية.
علماء الآثار يعلقون على الاكتشاف الحديث
قال عالم الآثار "جاو شينغ"، الباحث في معهد علم الحفريات الفقارية وعلم الإنسان القديم: "هناك عدد قليل جداً من الأحافير البشرية التي يبلغ عمرها حوالي مليون سنة. فالحفرية المُكتشفة هي ثالث جمجمة بشرية قديمة يمكن تتبعها منذ حوالي مليون سنة. وكما هو الحال في الصين وشرق آسيا، فإن الوحيدين الذين يزيد عمرهم على مليون عام هم Yuanmou Man، الذين يعود تاريخهم إلى 1.7 مليون سنة مضت، وLantian Man، الذي يتراوح عمره بين 1.2 و 1.6 مليون سنة".
وأضاف أن الجمجمة لم يتم حفرها بالكامل من التربة، لكن الأجزاء المكشوفة، بما في ذلك العظم الأمامي ومآخذ العين، لا تُظهر أي ضرر واضح، الأمر الذي فاجأ علماء الآثار أن الحفرية هي أحفورة جمجمة الإنسان المنتصب الأكثر سلامة الموجودة في القارة الأوراسية.
وقال "جاو" لصحيفة Global Times، إنه تم العثور على الجمجمة الثالثة على بعد 35 متراً فقط من الجمجمتين الأحفوريتين السابقتين، كما أن الطين الذي يغطي الجمجمة له أيضاً قيمة بحثية.
كان "لو تشينغ تشيو"، الباحث في معهد مقاطعة هوبى للآثار الثقافية والآثار، على رأس فريق الباحثين الذين عثروا على العديد من الحفريات والأدوات في المناطق المجاورة، حيث وجد فريق التنقيب في وقت سابق جمجمتين أخريين من نفس العمر تقريباً.
قال لو لـ Hubei Daily: "الجمجمة رقم 3 تشبه أول اثنين من حيث بيئة الدفن، بقايا الحيوانات والخصائص التقنية للمنتجات الحجرية، لذلك يجب أن تنتمي الجماجم الثلاث إلى نفس العمر. سيتم تأكيد عمر الجمجمة بشكل أكبر من خلال التأريخ بالكربون المشع".
كانت هذه الجمجمة الأكثر سلامة التي تم العثور عليها في المنطقة، وفقاً لتقرير Hubei Daily، وعلى الرغم من وجود بعض الأضرار، إلا أن التشوهات لم تكن سيئة بما يكفي لإعاقة البحث.
ستتم دراسة الجمجمة على نطاق واسع في جامعات مختلفة في جميع أنحاء الصين. ووفقاً للباحثين، يمكن أن تساعدهم في فهم بنية الوجه الدقيقة للبشر الذين يقيمون في المنطقة.
المساعدة التكنولوجية
كل هذه الاكتشافات الأثرية لم تكن لتتم بدون مساعدة التكنولوجيا المتقدمة. فقد واصلت المعاهد الأثرية في جميع أنحاء الصين تطوير تقنيات جديدة لتأكيد أعمار الآثار والبحث في البيئة الطبيعية في العصور القديمة.
أثناء البحث عن هذه الاكتشافات الجديدة، استخدمت الفرق الأثرية تقنيات مثل المسح بالليزر وإعادة البناء ثلاثي الأبعاد، والتحليل المجهري، والبحوث الجيولوجية والجيومورفولوجية، وإعادة بناء البيئة القديمة.
إنهم يستفيدون بشكل كامل من هذه الوسائل العلمية والتكنولوجية الحديثة لدراسة الآثار إلى أقصى حدٍ لها، وبالتالي ضمان الجودة والمعايير العالية للعمل الأثري الصيني.