يأتي سرطان الثدي بعد سرطان الجلد من حيث كونه أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين النساء، وقد يصيب سرطان الثدي كلّاً من الرجال والنساء، إلا أنه أكثر شيوعاً بين النساء.
وقد ساعد الدعم الكبير للتوعية بسرطان الثدي وتمويل الأبحاث على إحداث تقدُّم في تشخيص سرطان الثدي وعلاجه. وزادت معدلات البقاء على قيد الحياة لمرضى سرطان الثدي، كما قلَّ عدد الوفيات المرتبطة بهذا المرض بشكل منتظم، ويرجع ذلكَ بشكلٍ كبيرِ إلى عدد من العوامل، مثل الكشف المبكر، واستخدام طريقة علاج جديدة تراعي الحالة الفردية، والفهم الأفضل لطبيعة هذا المرض.
ووفقاً لموقع (mayoclinic.org ) الإصابة بسرطان الثدي تحدث لأسباب كثيرة، ويعتبر عامل السن من أهم العوامل المؤثرة والتي ترفع مستوى الخطورة في حالة الإصابة.
أثبتت الأبحاث والدراسات أن النساء فوق سن الـ50 هم الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي، لذلك من الضروري إجراء الكشف المبكر والدوري لكل السيدات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 50 لـ70 لأنهم الأكثر عرضة للإصابة، وفي هذه الحالات فالمتابعة مع طبيب بشكلٍ مستمر يساعد بشكل كبير في الاكتشاف المبكرة لسرطان الثدي ومحاولة السيطرة عليه .
نسبة المصابات
وقالت الدكتورة إبتسام سعد الدين أستاذ علاج الأورام بكلية الطب جامعة القاهرة، إنه طبقاً لدراسة منظمة الصحة العالمية فإن عدد الإصابات التي تم تشخيصها بسرطان الثدي في العالم خلال العام الماضي 2021 مليون سيدة، كما بلغت عدد الإصابات الحديثة في مصر خلال 2021 نحو 22 ألف سيدة.
وأوضحت أن سرطان الثدي من أكثر الأورام انتشاراً بين السيدات في مصر والعالم، لافتة إلى أنه طبقاً للجهاز المركزي للإحصاء فإن عدد سكان مصر بلغ 102 مليون نسمة، نسبة الإناث بينهم تقدر بـ48.5%، أي حوالي نصف السكان.
وأكدت على أهمية الكشف المبكر، وأن تناول الأكل الصحي وممارسة الرياضة والابتعاد عن السمنة والتدخين، وتجنب العلاجات الهرمونية الخارجية عوامل تقلل احتمالية الإصابة. وقالت إن سرطان الثدي يصيب الرجال أيضاً لكن بنسبة أقل من السيدات، ونوهت عن وجود عوامل وراثية قد تسبب الإصابة بسرطان الثدي، لكن نسبتها محدودة، ويمكن من خلال برامج الاكتشاف المبكر تجنب الإصابة واكتشاف المرض في مراحله البسيطة.
وأكدت وجود طفرات في علاج سرطان الثدي أصبحت تحسن الشفاء التام والبقاء على الحياة، ويتم توفير الأدوية في المبادرة الرئاسية، مضيفة أن كل حالة لها علاجات مختلفة عن الأخرى.
قال الدكتور أحمد مرسي، المدير التنفيذي للمبادرة الرئاسية لدعم صحة المرأة، إن سرطان الثدي يعد أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين السيدات في مصر، حيث يمثل نحو 32.4% من حالات السرطان في السيدات.
واستعرض مرسي الجهود المبذولة من الحكومة لرعاية صحة المرأة، موضحاً: "تحرص الدولة خلال السنوات الأخيرة على النهوض بصحة المرأة المصرية عن طريق تقديم أقصى درجات الرعاية الممكنة، إيماناً منها بأن "الست المصرية هي صحة مصر"، وقد جاءت المبادرة الرئاسية لدعم صحة المرأة لتجسد هذا الاهتمام، حيث تستهدف المبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المختلفة، وفحص أورام الثدي لنحو أكثر من 24 مليون سيدة بجميع محافظات الجمهورية، مع توفير العلاج بالمجان، وذلك بداية من سن ١٨ عاماً.
وأعلن انتهاء الوزارة من فحص 16 مليوناً و500 ألف سيدة، من خلال 23 مليوناً و200 ألف زيارة، منذ انطلاق المبادرة في يوليو 2019.
الوقاية
قد يساعد إجراء تغييرات حياتية على تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي. من الأمور التي ننصح بها:
• استفسري من طبيبك عن فحص سرطان الثدي. وناقشي مع طبيبك الوقت المناسب لبدء اختبارات سرطان الثدي، مثل فحوصات الثدي السريرية وصور الثدي الشعاعية (الماموجرام).
واستشيري طبيبك بشأن فوائد الفحوصات ومخاطرها. ويمكنك مناقشة طبيبك للاتفاق على استراتيجيات فحص سرطان الثدي المناسبة لحالتك.
• حاولي التعرّف إلى طبيعة ثدييك من خلال الفحص الذاتي ومراقبة حالتهما. قد تختار النساء التعرف إلى طبيعة الثديين عن طريق فحصهما ذاتياً من حين لآخر لمراقبة حالتهما. تحدثي إلى طبيبك على الفور إذا كان هناك تغيير جديد أو أورام أو علامات أخرى غير عادية في الثديين.
إن مراقبة الثديين ذاتياً لا تقي من السرطان، ولكنها قد تحسّن فهمك للتغييرات الطبيعية التي يمر بها الثديان، وتسهّل التعرف إلى أي علامات وأعراض غير عادية.
• ممارسة الرياضة معظم أيام الأسبوع يُنصح بممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل معظم أيام الأسبوع. إذا لم تكوني نشطةً مؤخراً، فاسألي طبيبك عما إذا كان النشاط الرياضي مناسباً لك، وابدئي ببطء.
• الحد من العلاج الهرموني بعد سن انقطاع الطمث. قد يزيد العلاج الهرموني المركّب خطر الإصابة بسرطان الثدي. ننصح باستشارة الطبيب بشأن مخاطر العلاج الهرموني وفوائده.
وتشعر بعض النساء بعلامات وأعراض مزعجة في سن انقطاع الطمث، وقد يكون من المقبول بالنسبة لهؤلاء النساء ارتفاع خطر الإصابة بسرطان الثدي مقابل تخفيف علامات انقطاع الطمث وأعراضه.
للحد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، استخدمي أقل جرعة ممكنة من العلاج الهرموني لأقصر مدة ممكنة.
• الحفاظ على وزن صحي. إذا كان وزنك صحياً، ننصح بالحفاظ عليه. إذا كنت بحاجة إلى إنقاص الوزن، ننصح بالاستفسار من الطبيب عن الاستراتيجيات الصحية لتحقيق ذلك. كما ننصح بتقليل كمية السعرات الحرارية المستهلكة يومياً، وزيادة التمارين الرياضية بالتدريج.
• اتباع نظام غذائي صحي. قد تقل مخاطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء اللاتي يتناولن حمية البحر الأبيض المتوسط المحتوية على زيت الزيتون البكر والمكسرات المتنوعة. تركز حمية البحر الأبيض المتوسط في معظمها على الأطعمة النباتية، مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبقوليات والمكسرات. يختار الأشخاص الذين يتبعون حمية البحر الأبيض المتوسط مصادر الدهون الصحية، مثل زيت الزيتون بدلاً من الزبدة، والأسماك بدلاً من اللحوم الحمراء.