لبن الأم حديث قديم ولكنه يتجدد مع ولادة كل طفل، وأهمية لبن الثدي للطفل تفوق الخيال، بدليل أن شركات الألبان الكبيرة لم تستطع -وحتى يومنا هذا-تحضير لبن يماثل في مكوناته لبن الأم، نظراً لما يحويه من عناصر غذائية وفيتامينات ومعادن..تتفق وعمر الطفل وتطور نموه، والحديث كذلك لن يتوقف عن دور حليب الأم الفعّال بمناعة الطفل ضد الأمراض المعدية.
للتعرف على أهمية حليب الثدي، وفوائده على الرضيع والأم معاً كان لقاء "سيدتي وطفلك" واستشاري طب الأطفال إبراهيم شكري للشرح والتفصيل.
1-أهمية الرضاعة الطبيعية للطفل
- الرضاعة الطبيعية هي إطعام الرضيع من حليب ثدي الأم، ويُعدّ هذا الحليب مثالياً لتغذية الرضيع، وكافياً لدعم نموّه وتطوّره.
- حيث إنّ الأحماض الأمينية، والسكّريات، والدهون الموجودة فيه متوازنةٌ لجسم الإنسان، كما أنّه يحتوي على مجموعةٍ من الفيتامينات، والمعادن.
- الأطفال الذين يرضعون رضاعةً طبيعيةً يتناولون كمياتٍ أكبر من الإنزيمات، التي تُعدّ مفيدةً للهضم مقارنةً بالأطفال الذين يشربون الحليب الصناعي.
- حليب الثدي يُهضم بشكلٍ أسرع، لهذا ينصح الأمهات بإرضاع أطفالهنّ رضاعةً طبيعية بشكلٍ خاص لأوّل 6 أشهر، والاستمرار بإرضاعهم حتى 12 شهراً.
- تعرّفي إلى المزيد: الطريقة الصحيحة لإرضاع طفلك
2-الرضاعة الطبيعية لإنقاص وزن الأم
- علمياً تستَخدم عملية إنتاج الحليب الدهونَ التي خزّنها جسم الأم خلال فترة الحمل، بالإضافة إلى السعرات الحرارية التي تستهلكها من الغذاء.
- لذلك يمكن للرضاعة الطبيعية أن تساعد على إنقاص الوزن، حتى في حال كانت الأم تتناول 300-500 سعرة حرارية إضافية مع احتياجاتها الطبيعية.
- والمعروف أن الأم تخسر في العادة 6.8 كيلوغراماتٍ تقريباً بعد الولادة مباشرةً، وبعد ذلك تصبح خسارة الوزن أبطأ، وتحدث بالتدريج.
- تعرّفي إلى المزيد: علاج فقر الدم لدى الحامل في الشهر الخامس
3- نصائح لمساعدة الأم على خسارة الوزن
- تجنُّب اتباع حمية غذائية لإنقاص الوزن، حيث تُنصح الأمهات بعدم تناول أقلّ من 1800 سعرة حرارية يومياً، وتناول الأطعمة الصحية حتى شعورهنّ بالشبع.
- التنويع في مصادر الأطعمة، وتناول الوجبات الخفيفة الصحية؛ كالتفاح، والجزر، وغيرها من الأطعمة الصحية.
- اختيار الأطعمة المُغذّية، حيث إنّ الطفل يحتاج إلى أفضل تغذية ممكنة، ولذلك يجب على المُرضع اختيار الأطعمة التي تُغذي الطفل.
- كالحليب والألبان الغنية بالكالسيوم، والأسماك الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية، واللحوم قليلة الدهون، والدجاج، والبقوليات الغنية بالبروتين.
- شرب كميات كافية من الماء؛ حيث إنّ ذلك يحمي جسم الأم من الجفاف، وقد يُسرّع من عمليات الأيض في جسمها أيضاً.
- شرب 8 أكوابٍ من الماء في اليوم، و الإنسان يمكن أن يعرف أنّه قد حصل على حاجته من الماء عندما يحتاج إلى التبوّل مرةً كل ثلاث أو أربع ساعات، ويكون بوله عندها صافياً تقريباً.
- كما تنصح النساء المرضعات بممارسة التمارين الهوائية وتمارين القوة، ممّا يساعد على خسارة الوزن، والتقليل من الاكتئاب، والمساعدة على النوم.
- الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم؛ فالنساء اللاتي حصلن على 5 ساعاتٍ أو أقلّ من النوم يومياً احتفظن بالوزن الذي اكتسبنه خلال فترة الحمل بشكلٍ أكبر، من النساء اللاتي نمن 7 ساعاتٍ يومياً.
- وذلك لأنّ التعب يؤدي إلى إفراز هرمونات التوتر في الجسم، مثل الكورتيزول، والتي تُعزّز زيادة الوزن، وقد يكون من الصعب الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم بعد الولادة بسبب الطفل الذي يبقيها مستيقظةً طوال الليل.
- تعرّفي إلى المزيد: تحديد نوع الجنين من شهية الحامل، وملمس بشرتها
4-فوائد الرضاعة الطبيعية
- توفير التغذية المثالية للرضيع، وبالكميات التي يحتاجها تماماً، كما أنّ تركيب الحليب ومحتواه يتغير تبعاً لتغيُّر احتياجات الرضيع.
- ففي الأيام الأولى بعد الولادة ينتج الثدي حليباً كثيف القوام، ومصفرّ اللون يُسمّى حليب اللبأ، ويتميّز هذا الحليب بكونه غنياً بالبروتين.
- وقليل بالسكّريات، وهو مناسب للرُّضّع حديثي الولادة الذين يكون جهازهم الهضمي غير ناضجٍ بعد.
- وعندما تبدأ معدة الرضيع بالنموّ، يبدأ الثدي بإنتاج كميات أكبر من الحليب، ولأن حليب الثدي يُعدّ منخفضاً بفيتامين د.
- لذلك يُنصح بإعطاء الرُّضّع مكمّلات فيتامين د على شكل قطراتٍ بعمر أسبوعين إلى أربعة أسابيع.
- احتواء الحليب على الأجسام المضادة المهمّة للرُّضّع، والتي تساعد الرضيع على مكافحة الفيروسات والبكتيريا، وخصوصاً حليب اللبأ.
5- حليب الثدي وتقليل خطر الأمراض
- أمّا الحليب الصناعي فإنّه لا يحتوي على هذه الأجسام المضادة، و يكونون أكثر عُرضةً للإصابة بالعديد من الأمراض؛ كالإسهال، والعدوى، والالتهاب الرئوي. ويساعد حليب الثدي أيضاً على التقليل من خطر إصابة الرضيع بالعديد من الأمراض، وخصوصاً لو كان الرضيع يعتمد في تغذيته على الرضاعة الطبيعية فقط.
- مثل التهابات الأذن الوسطى، وعدوى الجهاز التنفسي، ونزلات البرد، وعدوى الجهاز الهضمي، وأضرار أنسجة الأمعاء، وأمراض الحساسية.
- هناك اختلاف في تطور الدماغ بين الرُّضّع الذين يرضعون حليب الثدي، والرُّضّع الذين يرضعون الحليب الصناعي.
- فالأطفال الذين يرضعون رضاعةً طبيعية يمتلكون مستويات ذكاء أعلى، ويكونون أقلّ عُرضةً للمعاناة من مشاكل في التعلُّم.
- خلال فترة الحمل يتوسّع الرحم ويتمدد، ويكبر حجمه، وبعد الولادة فإنّه يبدأ بالعودة إلى حجمه الطبيعي؛ وذلك نتيجة إفراز هرمونٍ يحفز على عودة الرحم إلى حجمه الطبيعي.
- النساء اللاتي يُرضعن أطفالهنّ رضاعةً طبيعيّةً، يكنّ أقلّ عُرضةً للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، مقارنةً بالنساء اللاتي لا يُرضعن أطفالهنّ.
- وبالإضافة إلى ذلك فإنّ هرمون الأوكسايتوسين الذي يفرزه جسم الأم خلال فترة الرضاعة يُعرف بامتلاكه خصائص مضادة للقلق، ممّا يُحفّز على الاسترخاء.
ملاحظة من"سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.