لا شك أن مرحلة تربية الأطفال، خصوصاً في فترة الطفولة المتأخرة والمراهقة، يصحبها مشاكل كثيرة، أهمها أن الأمهات يرين عدم استجابة الأطفال لكل الطرق المتبعة لتعديل بعض السلوكيات المزعجة، ولا تعرف الأمهات أن السبب في عدم تعديل سلوك الطفل هو الطرق غير الصحيحة والأساليب الخاطئة المستخدمة في التغيير والتقويم، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، وفي حديث خاص بها، بالمرشد التربوي عارف عبد الله، حيث أشار إلى أهم الأخطاء التي تقع فيها الأمهات أثناء تعديل سلوكيات الأطفال المزعجة، في الآتي:
عدم تقدير الوقت
- أشارت الدراسات، التي انصبت على السلوكيات المزعجة لدى الأطفال وطرق تعديلها، إلى أن السلوك المزعج والسيئ عند الطفل لا يتم تعديله في غمضة عين.
- فقد أثبتت الإحصاءات حول السلوكيات التي تم تعديلها، أنها استغرقت وقتاً ما بين شهر ونصف إلى شهرين.
- وبالتالي فعدم تقدير الأم للوقت يعني أنها لن تفلح في تقويم سلوك مزعج أو سيئ لطفلها، مثل الكذب والتبول اللاإرادي والعصبية والشغب، خصوصاً في وجود الضيوف والإهمال والفوضى.
- ولذلك فعلى الأم ألا تنهى طفلها في اليوم الأول عن سلوك معين، وتقوم بعقابه في اليوم الثاني لأنه مارسه، فتعديل السلوك لا يكون بكبسة زر.
- كما يجب أن تكون الأم قدوة، وفي حال أرادت أن تنهى طفلها عن تصرف ما، فيجب أن تبدأ بنفسها أولاً.
عدم تفهم طبع الطفل الأناني
- لا تعرف الأمهات أن الطفل يكون أنانياً وتكون لديه رغبة في الاستحواذ على الأم وعلى كل شيء حوله، وذلك في عمر العامين.
- وهو حتى نهاية العام الثاني من عمره، فهو لا يعرف سوى معنى الأخذ فقط.
- وبعد ذلك تكون لديه الأنانية التي تجعله يعتقد أن الحياة هي متطلباته وأمه.
- ولذلك فالتخلي عن سلوك مزعج يكون بطيئاً؛ لأنه يعتقد أن الجميع سوف يحتمله.
- ولكنه يتخلى عن الأنانية بالتدريج مع تقويم السلوك.
تعرفي إلى المزيد: كيف أتعامل مع أطفالي المزعجين؟
عدم استخدام النفس الطويل في التربية
- تتخلى معظم الأمهات عن تقويم سلوك أطفالهن؛ لأنهن يدعين أنه لا فائدة من ذلك.
- فحين تقول الأم لطفلها "لا تكذب"، وتجده في اليوم الثاني يمارس الكذب؛ فهي تتوقف عن نهيه عن ذلك، وتعتقد أنه لا يستجيب.
- والحقيقة أنها حين تنهاه عن سلوك سيئ أو مزعج؛ فهي لا تتبع النفس الطويل والتكرار.
- في اليوم الأول عليها أن تكرر النهي، وفي اليوم التالي عليها التكرار وعدم الاستسلام أو التغاضي.
كثرة الأوامر تؤدي لنتائج عكسية
- تقوم الأمهات بتكرار كلمة "لا" في كل مناسبة.
- كما تقوم بإلقاء الأوامر بكثرة، بحيث لا يعرف الطفل طريقة للتنفس والحرية.
- فتكرار الأوامر تعلم الطفل اللامبالاة.
- كما أنه قد يتظاهر بأنه لم يسمع أوامر الأم، ولذلك فعلى الأم أن تعلمه من صغره أن يتخذ قرارات صغيرة بنفسه؛ مثل أن يحدد موعد تناوله للطعام حين يشعر بالجوع.
- وكذلك تحديد موعد ووقت لممارسة الأنشطة؛ يساعد الطفل على التخلي عن سلوكيات مزعجة بكل بساطة؛ مثل الفوضى وعدم النظام.
- استخدام الأم لأسلوب الأوامر يلغي شخصية الطفل، ويهز ثقته بنفسه، فيجب التخلي عنها قدر الإمكان.
عدم وضع حدود بين الانضباط والحنان
- تخلط الأمهات بين المشاعر وقواعد التربية.
- ولذلك يجب على الأم ألا تترك طفلها يمارس سلوكاً سيئاً أمام الضيوف لمجرد أنها تحبه ولا تريده أن يبكي أمامهم.
- كما أن تغاضي الأم عن السلوك السيئ لطفلها، وعدم تربيته بحجة أنها تخاف عليه من عقاب الأب، فذلك يؤدي لنتائج سيئة متراكمة حين يكبر.
- وخداع الطفل بأن الأم تقوم باحتضانه، وحين يصبح في حضنها تضربه أو تقرص أذنه، فهذه طريقة سيئة وغير محببة، وعدم ضبط للمشاعر؛ تهز ثقة الطفل بنفسه وبمن حوله.
تعرفي إلى المزيد: كيفية التعامل مع الطفل العدواني والمشاغب؟