يمكن أن يكون البحث في برامج التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة مهمةً كبيرة جداً؛ فكل شخص لديه رأيٌ حول رعاية الأطفال، وعندما اطّلعنا على منهج ريجيو إميليا التعليمي، صادفتنا كلمات جميلة، ومعلّمة وديعة، وصور أطفال مبتسمين يلعبون بعناصر طبيعية، في فصل دراسيّ مشرق.
السبب وراء تلك الصور الجميلة أعمق بكثير من الأسلوب الجمالي؛ فهي نموذج مستوحًى من ريجيو إميليا، يركز فيها على عوالم الأطفال، وكيفية تعبيرهم عن أنفسهم.
مختصر فلسفة ريجيو إميليا، هو تعليم الأطفال “مئة لغة”، تتساءلون كيف ذلك؟ هذه اللغات يستخدمها الأطفال عبْر الفن واللغة والجسدية والتجريب والعلاقات والعديد من السبل الأخرى، كأشكالٍ للتواصل مع غيرهم، والتعبير عن أنفسهم.. ومن خلال هذه اللغات، يتطور الأطفال في نموّهم بشكل تدريجي، يؤهل الأطفال ليكونوا أعضاء متعلمين وأكثرَ فاعلية في المجتمع.
كيف يمكن إدخال فلسفة ريجيو إميليا إلى المدارس؟
1 – على الكادر التدريسي الإيمان بأن كل طفل فريدٌ من نوعه، وسيعبّر عن اهتماماته بعدة طرق مختلفة.. هذا الاعتقاد يخلُق بيئةَ تعلُّم مشترك؛ حيث يتعلم المعلمون مع الأطفال، ويعملون في علاقة تشاركية.
2 – الاعتماد على حواس الأطفال، وهي البصر والصوت واللمس وحتى التذوق والشم؛ للمساعدة في التعلُّم؛ حيث يمكن التفاعل مع عناصر طبيعية والكثير من المواد التي يمكن أن تثير فضولهم.
3 – التكيّف التام مع الأطفال في المدرسة، والاتصال مع عائلاتهم؛ بحيث يكون المعلمون مسؤولين عن تطوير بيئات الأطفال وإدارة مناهجهم.
تعرّفي إلى المزيد: فوائد قصص قبل النوم أطفال لعمر 4 سنوات
المبادئ الأربعة، لمنهج ريجيو إميليا التعليمي
يمكنك بسهولة جعل هذه الفلسفة التعليمية دراسة مدى الحياة، ولكن هناك أربعة مبادئ أساسية لتوجيه المعلمين في ريجيو إميليا.
تعرّفي إلى المزيد: 13 فائدة تعطينها لطفلك عند اختيار الألعاب المناسبة لنموه
1. التعرف على اهتمامات الطلاب
ويعني بشكل أساسي، أن المناهج الدراسية هي مزيج من اهتمامات الأطفال، والتواصل مع عائلاتهم، ويكون ذلك عبْر الملاحظة الدقيقة للمعلمين حول مستوى نموّ طلابهم، من خلال عَقدهم لجلسات تخطيط؛ لمقارنة ملاحظاتهم، واتخاذ قرار بشأن طرق معاملة الطلاب والمواد وكيفية تدريسها.
2. التعليم عن طريق اللعب
تعليم الطلاب من خلال المغامرات واللعب؛ خصوصاً الصغار منهم؛ بحيث يوجّه المعلمون الطلاب إلى الأنشطة التي يحبونها، ويتم ربطهم وتشجيعهم على الاهتمام بها، وعلى المعلم أن يوثّق كلَّ حركات وميول أيّ طفل في فصله، على مدار العام؛ مما يسمح له بتتبُّع التطوُّر الفردي له.
3. تبنّي أفكار الأطفال
يدعو منهج ريجيو إميليا (Reggio Emilia) الأطفال إلى تقديم أفكارهم وما تعلموه بأشكال عديدة: الطباعة والفن والدراما والرقص والموسيقى وفن الدُمى وما إلى ذلك.. فقد ينجذب الطفل إلى الرقص ليحكي قصصه أكثر من الرسم، وهذا يثير الطفل لجعله يترجم أفكاره، ويعطيه مساحةً للتطوُّر وبناء ثقته بنفسه.
4. مساعدة الأطفال في تنفيذ أفكارهم
ويقتضي أن يشجّع المعلمون المجموعات على العمل معاً، باستخدام الحوار والمقارنات والمفاوضات والاحترام؛ مما يخلق بيئة تعاونية، يمكن أن تساعد في تعزيز النمو.
حيث يتفاوض الأطفال مع المعلمين حول اهتماماتهم، كما أن مساعدة الأطفال تُشعرهم بأنهم مسموعون ومحترَمون؛ فيطور تقديرهم لذاتهم.
كيف تكون بيئة الفصل الدراسي عند ريجيو إميليا؟
تشبه بيئة الفصل الدراسي إلى حدٍ ما، منزلاً جميلاً، نوافذه كبيرة تسمح لضوء النهار بدخول مكان مليء بالسجاد الكبير، وأرفف الكتب الغنية بعناصر اللعب الطبيعية.
وهي بيئة تؤثر على الطفل، وتخبره بأنه ينتمي إليها، عبْر تقديم مواد سهلة المنال ومتينة؛ حتى يتمكن الأطفال من الاستكشاف بطريقة مفتوحة، وهناك بالتأكيد تركيز على المواد الطبيعية؛ لتعليم الأطفال حماية البيئة من التلوث، وتقسيم المساحات بين: التي تضم العمل الجماعي، وتلك المخصصة للألعاب التخيلية، بعناية لخلق جوٍّ يَشعر فيه الأطفال بالقدرة على العمل والإبداع.
كيف تكون معلّماً، في ريجيو إميليا؟
1 – أن تتمتع بشدة الملاحظة، والقدرة على التكيّف مع الأطفال، وأن تتسم بالمرونة والعفوية.
2 – أن تكون قادراً على التفكير والمجازفة.
3 – أن تكون جاهزاً لتعليم الأطفال من خلال اللعب؛ بحيث تترك لهم حرية اختيار الألعاب المفضَّلة.
4 – تجاوَز ما قد يفعله طلابك، وركّز على ما يطورهم ويَزيد من تحدياتهم وأسئلتهم. 5- كن فضولياً؛ للتعرف على أفكار الأطفال، واعلم أن هذا سيكون ممتعاً للغاية.
5 – طالب بالوقت والدعم المادي؛ لتطوير ألعاب الأطفال، التي تساعدهم على النمو.
6 - شارك الأطفال في أعمال منتجة مثل: المساعدة في تحضير الطعام للوجبات الخفيفة، أو تنظيف المدرسة.
7 – كن متجاوباً، وأفسح المجال للتفكير الصادق والمحادثة؛ حتى تعرف سبب قيامك بما تفعله.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج.. عليكِ استشارةَ طبيب متخصص.