يقول الفنّان التشكيلي الفرنسي بول غوغان عن اللون، إنّه «لغة عميقة وغامضة، هو لغة الأحلام».. فماذا عن الألوان السائدة في ديكورات خريف وشتاء 2022-2023؟ وما هي معانيها، ووظائفها؟
تتحدّث المهندسة اليونانيّة دورا موسديكاس لـ «سيدتي» عن دور الألوان في العمارة الداخليّة، فتقول إن «خطّة الألوان في كلّ غرفة كفيلة برفع قيمة التصميم أو تشويهه»، مضيفة أنّه «يسبق إعداد الخطّة، درس وظيفة الغرفة، والطراز السائد فيها، بالإضافة إلى مراعاة كمّ الإضاءة، سواء تعلّق الأمر بالإضاءة الصناعيّة أو بنور الشمس». وعن اللون في مشاريعها، تشرح المهندسة المقيمة في دبي، إنه «عند تصميم العمارة الداخليّة أو تنسيق ديكورات أي مشروع، أفكّر في الشعور الذي أحاول أن يسود المكان؛ بعون التصميم العام والألوان أستطيع أن أحقّق الأمر»، لافتةً إلى أن «الألوان مؤثّرة في الحالة المزاجية لشاغل المساحة أو حتّى زائرها. مثلاً: الدرجات اللونية الدافئة (البني، مثلاً) والألوان المحايدة تشيع شعوراً بالراحة والأمان، فيما تضفي الدرجات الباردة (الأزرق مثلاً، والأخضر) أجواءً هادئة ومريحة أكثر». وتعلي مهندسة العمارة الداخليّة من شأن اللون في التأثير في الحالة المزاجية والإبداع والإنتاجية، مشدّدة أن «الأمر مثبت علميّاً، لذا من المهم التفكير في هذا الجانب عند وضع خطّة الألوان».
ألوان الخريف والشتاء الدارجة
تشتمل ألوان خريف وشتاء 2022-2023، على: ظلال ناعمة من الأخضر والأصفر الدافئ (الخردلي تقريباً) ولون الطين...
في الإجابة عن السؤال المتعلّق باللغة التي تتحدّثها الألوان الدارجة هذا الموسم، تقول موسديكاس: «صحيح أن الألوان مختلفة تماماً عن بعضها البعض، إلّا أنّها في الوقت عينه تضفي لكنةً ترابيّةً جميلةً على الغرفة التي تحلّ فيها، سواء وظّفت في الديكورات الداخليّة عبر الأثاث أو التشطيبات أو القطع الزخرفيّة البسيطة».
وتضيف أن «الألوان الثلاثة المذكورة «خالدة»؛ أخضر الطبيعة الذي يجعل المشاعر الإيجابيّة أقوى، ويضعف المشاعر السلبيّة. كما يسهل دمج الأخضر بالتصميم، بهدف تعزيز المظهر العام للمساحة. والأصفر الدافئ الذي يمثّل الحرية؛ لطالما استخدم في سياق العلاج بالألوان، علماً أن تدرّجات الأصفر تجعل الناس يبتسمون ويشعرون بالبهجة، فاللون يدلّ على الثقة، ويثير الإيجابيّة تالياً.
لون الطين، بدوره، يحقّق التوازن في المساحة، ويمدّها بالسكينة. وهو مثالي للغرف المواجهة للجهة الشماليّة، ما يضيف توهجاً إلى أحلك الزوايا ويجعل المساحات تبثّ شعوراً بالراحة».
ألوان الموسم مناسبة لأي مساحة داخليّة، مع أهمّية دور مهندس الديكور في تنسيقها بالصورة الصحيحة، في إطار خطّة تبيّن عن ألوان متباينة في الغرفة أو خطّة أخرى تكشف عن ألوان متشابهة لكن متعدّدة التدرجات، علماً أن الخطّة الثانية مفضلة لدى موسديكاس. الجدير بالذكر أن لوحة الألوان المتوازنة في الغرفة تعمل على ربط العناصر ببعضها البعض. تشدّد المهندسة على أن «لا موانع في استخدام الألوان الدارجة المذكورة آنفاً، فالتصميم يتفلّت من أي قواعد «صارمة»، وكل عنصر قابل للتخصيص حسب ذوق شاغل المساحة ورغباته لتحقيق نتيجة نهائيّة شاملة كل التفضيلات، لذا يتميّز كلّ مشروع عن الآخر، حتّى لو اتبع كلاهما خطوط الموضة وألوانها السائدة».
الإضاءة
أضف إلى أهمّية الألوان في العمارة الداخليّة، لا يجب الإغفال عن الإضاءة الاصطناعية، حسب المهندسة، التي تعظّم من شأن الضوء في جعل المساحات الداخليّة جذّابة، كما في التأثير بالحالة المزاجيّة. وهي تنصح بجعل مصادر الإضاءة متعدّدة في كل غرفة.