يوفِّر العقل القدرة على التحسين عندما يرى أنَّ الأمر ضروري جداً؛ لذا عندما تتنبَّأ بأنَّك ستواجه صعوبةً في اتخاذ إجراء معيَّن، فإنَّ الحيلة هنا هي التركيز على الموقف أولاً دون التفكير والتنبُّؤ فيما سيحدث، وإلَّا ستختلق الأعذار التي يمكن أن تمنع عقلك من فرصة الاندماج أساساً، وسيكون العقل بعد ذلك متيقظاً ومتحفِّزاً لحل أي مشكلة تواجهك.
لكن ماذا لو لم يكن الاندماج في موقفٍ ما كافياً، ورفضَ العقل اتخاذ الإجراء الذي تريده من خلال وضع تنبؤات وأعذار سلبية؟ هنا يتوقف معظم الناس، وكل ما عليك فعله هو تدوين هذه الأعذار، ثمَّ تغييرها بأفكار تُسهِّل عليك اتخاذ الإجراءات والتحيُّز لها؛ فالأسلوب العادي الذي يمكنك استخدامه هنا هو التفكير في طريقة القيام بذلك، في حين الأسلوب الأعمق هو سؤال نفسك: بماذا يجب أن أفكِّر حتى أستطيع القيام بذلك؟ أنت تعرف دائماً ما الأمر المناسب الذي يجب عليك فعله، ولكنَّك تحتاج أيضاً إلى تأييد العقل. تقول الدكتورة هبة علي خبيرة التنمية البشرية لـ«سيدتي»: في العادة الشيء الذي لا تستخدمه سرعان ما يعلوه التراب مع مرور الوقت، لكن بالنسبة لدماغك فإنَّه سيتحجر ويُصبح كتلة بطيئة الحركة وتفقده مع الوقت؛ لذلك أنصحك أن تفعل ما يمكنه أن يجعلك في تفكير دائم ومُتَّقد ومُتحمِّس لاكتشاف الأشياء.
الخطوات لتحسين طريقة تفكيرك:
- اتخاذ الإجراء:
ضع نفسك في مواقف معينة دون التفكير والتنبُّؤ في ما سيحدث، وحاول اتخاذ الإجراءات اللازمة؛ حتى يندمج عقلك في حل التحديات التي تواجهك.
- الملاحظة:
إذا لم تتمكَّن من اتخاذ الإجراءات اللازمة؛ لاحظ الأفكار والأعذار التي يختلقها عقلك خلال الموقف الذي يواجهك.
- التحسين:
حاول أن تنتقد حقيقة تلك الأفكار وتعدلها بأفكار تساعدك بدلاً من ذلك.
- قراءة كتب مُلهمة
القراءة بحدِّ ذاتها تمرين عقلي رائع، اقرأ كلَّ يوم ولو لمدة 15 دقيقة؛ ستجد أنك مع مرور الوقت ستتطوَّر وتنمو رغبتك بالقراءة، كما أنك بالقراءة يمكنك أن تفهم أشياء كثيرة لم تكن لتعرفها لو لم تتكبَّد عناء تصفُّح الكتاب، هناك كُتب مُلهمة تدفعك لأن تخرج من بوتقتك وتنطلق في الفضاء الرحب، حاول أن تبحث عما يمكنه تحفيزك وتنشيط دماغك كي يعمل بأفضل طاقته.
- اسأل لتعرف
كن فضولياً في التعلُّم، هذه ميزة الناجحين أنهم يرغبون بالتعرف إلى الأشياء حولهم ويزيدوا من إدراكهم، هناك شيء ما بداخلك يدفعك للسؤال وهو الرغبة والتعطُّش للمعرفة، اروِ شغفك ولا تقف دون معرفة السبب، لن تحصل على اكتشافات جديدة من دون أن تسأل، والسؤال يزيد من مساحة إدراكك.
- ضع نفسك مكان الآخرين
فكر بما يُفكر به الآخرون، هذه لعبة الخيارات، ما الطريقة التي سيتَّبعونها في حلِّ المشكلات؟ فكر بطريقة العباقرة كيف يكتشفون الأشياء ويُبدعون؟ ولماذا يستمرون في عمل الشيء ذاته رغم فشلهم مئات المرات؟ ما الذي يجعلهم واثقين بأنفسهم من أنهم سينجحون في نهاية المطاف؟ تخيَّل نفسك أحد هؤلاء العباقرة وتقمَّص شخصيته لتستمتع قليلاً وتندمج أكثر في الدور.
- خصِّص 30 دقيقة
30 دقيقة لتُفكر بأشياء لا تفعلها، حاول أن تحلَّ إحدى المشكلات، أو أن تلعب لعبة الشطرنج، أو الكلمات المتقاطعة، أو يمكنك أن تقوم بما هو أكثر إثارة وهو التفكُّر في خلق السماوات والأرض والإنسان والحيوان وبديع صُنع الخالق سبحانه وتعالى، اجعل هذا الوقت لك وحدك لتزيد من قدراتك العقلية.
- افهم خياراتك
عندما تُواجه إحدى المشكلات لا تُحاول أن تتخذ القرارات السريعة، ولكني أنصحك أن تتمهل قليلاً؛ لتُفكر في خياراتٍ أخرى، هناك مشاريع رائعة في حياتنا كانت نتيجة تفكير مُختلف عن الوضع السائد، لكنها أحدثت ثورة في عالمنا، حاول التفكير في عدة خيارات لحلِّ مشكلاتك واحصد المزيد من الحلول لمشكلاتك.
- أحِط نفسك بالأشخاص الأذكياء
لا يمكن لنبتة أن تنمو بشكلٍ طبيعي إذا لم تُوفر لها المناخ والمكان والرعاية المناسبة، الأشخاص الأذكياء يسألون في العادة أسئلة تختلف عن غيرهم، كان «أينشتاين» يسأل دائماً : «ولِمَ لا؟» بينما يشغل الناس أنفسهم بالتعجب بالطريقة التي تحدث بها الأشياء.
لذلك لا تُغلق الأفق أمام حدود إبداعاتك واسأل: «ولِمَ لا؟».
نصائح لتطوير التفكير
- النوم الكافي:
فهو يساعد على تنشيط العقل؛ لأنه عند عدم الحصول على النوم الكافي فإن أنشطة العقل تكون أبطأ.
- ممارسة التأمل:
فهو من الأمور التي تساعد على التخلص من التوتر والقلق، وله العديد من الفوائد التي تعود على صحة العقل وتحسِّن من عملية التفكير بشكل عام.
- بناء علاقات وصداقات جيدة مع الآخرين:
فمن خلال ذلك يمكن الحديث معهم في أمور متعددة، والاستماع إلى آراء مختلفة حول موضوع واحد فكل ذلك من شأنه أن يطور القدرات العقلية.
