وتابع الدكتور محمد متحدثاً عن علاجات قصور القلب الأكثر حداثة في الموضوع الآتي:
هل من علاجات جديدة لقصور عضلة القلب؟
يجيب الدكتور محمد أنه "لحسن الحظ وطبعاً بسبب التطور الطبي والدراسات المكثفة حول أمراض القلب، أصبح بإمكان المريض الذي يعاني من ضعف عضلة القلب، العلاج أو إيقاف تطوّر المرض في أغلب الأحوال والتمتع بحياة طبيعية. ويعتمد علاج ضعف القلب بشكل أساسي على علاج السبب؛ فإذا كان ضعف العضلة ناتج عن تضيق في الشرايين التاجية للقلب، فيجدر بالمريض الخضوع لعملية زرع شبكة في الشرايين التاجية (رسور) أو عملية زرع شرايين على سبيل المثال. كما أن تتوفر أدوية أثبتت فعالية عالية في تنشيط عضلة القلب يجب على المريض الحرص على تناولها، لأنها قد تكون سبباً لتعافيه التام من جميع أعراض المرض. أما بالنسبة للمرضى الذين لا يتجاوبون مع العلاج أو يصيبهم المرض بشكل سريع وحادّ، بحيث لا تكون أمامهم الفرصة لتلقي العلاج، فإنَّ العلاج الأمثل في هذه الحالة هو زرع قلب طبيعي من متبرع متوفٍ؛ ولكن هذا الحل غير متوفر في كثير من البلدان ويحتاج الأمر الى سنوات لإيجاد متبرع تتطابق مواصفاته مع مواصفات المريض، وهنا تأتي أهمية جهاز مساعدة البطين الأيسر أو ما يسمى بـ LVAD ".
ما هو دور جهاز LVAD؟
يجيب الدكتور محمد قائلاً إن "هذا الجهاز يساعد على قيام القلب بوظيفته الطبيعية وتحسين نوعية الحياة للمصابين بقصور القلب المتقدّم. قد يستخدم جهاز مساعدة البطين للدعم القصير المدى باعتباره جسراً إلى الزرع، مما يعني أن بإمكان هذا الجهاز أن يساعد المريض على البقاء على قيد الحياة والتمتع بحياة شبه طبيعية إلى أن يتوفر المتبرع بالقلب، أو يتم استخدامه كعلاج طويل المدى عندما لا يمكن إجراء عملية زرع. مما يعني أنّه علاج يقدّم دعماً من الممكن أن يكون طويل المدى للمرضى الذين قد يكونون غير ملائمين لزرع القلب بسبب تقدمهم في السن أو تعدد جراحات القلب التي سبق وخضعوا لها.هذا ويعتبر الدعم الميكانيكي للدورة الدموية طريقة لتحسين توزيع الدم في جميع أنحاء الجسم بمضخة قلب يُطلق عليها جهاز مساعدة البطين أو LVAD (Left Ventricular Assist Device) الذي يعمل على مساعدة القلب المصاب بالقصور وضخ الدم عبر جميع أنحاء الجسم. لكنه ليس بديلًا للقلب، إذ سيستمر القلب في العمل".
ويشير الدكتور محمد إلى أن جهاز الـ LVAD ليس جديداً في الطب. وقد أجريت هذه العمليات مراراً وتكراراً لمساعدة مريض القلب على العيش لفترة زمنية طويلة قد تمتد لسنوات، ريثما يتم زرع قلب طبيعي له. ويتكوّن هذا الجهاز من 3 أجزاء هي: مضخّة يتم زرعها داخل قلب المريض، وكابل يخرج من منطقة البطن يُصار إلى وصله بجهاز خارجي (وحدة تحكّم) صغير الحجم يحمل عادة في كيس أو على الكتف تماماً كأي جهاز كمبيوتر صغير الحجم والوزن. هذا الجهاز الخارجي يستخدمه الطبيب عند كل مراجعة لمعرفة تفاصيل عمل الجهاز والتحكّم به.
ويؤكد الدكتور حمية على أنّ طبيب القلب الإختصاصي في علاج قصور القلب هو الطبيب الوحيد المخوّل بالبتّ في ما إذا كان جهاز مساعدة البطين الأيسر هو العلاج المناسب أم لا، لأنَّ التشخيص يختلف من مريض الى آخر. ويتم وضع هذا الجهاز عندما يكون مريض القلب قد وصل الى مرحلة أصبحت عضلة القلب فيها ضعيفة جداً، بالإضافة الى عدم تجاوب المريض مع الأدوية المعنية بهذا المرض ومعاناته من تورّم وضيق نفس شديد حتى من دون القيام بأي جهد أو حتى بمجرد الإستلقاء.
هل من مخاطر معنية لهذا الجهاز على الجسم؟
"المخاطر المحتملة هي حدوث التهاب، نزيف، والتعرّض الى الجلطات أو تعطّل الجهاز. مع العلم أنه قد تمّ تصميم هذا الأخير للعمل لفترة زمنية طويلة، وبعض المرضى يعيشون لفترة قد تتجاوز الـ10 سنوات. يتطلّب وجود جهاز مساعدة البطين القيام ببعض الترتيبات للمريض. ورغم التقدّم التقني الهام، إلا أنه ما زال من الضروري وجود كابل عن طريق الجلد (مجموعة القيادة) يقوم بتوصيل المضخّة الداخلية بوحدة التحكم الخارجية، كما يتطلّب تضميد موقع خروجه عناية خاصة وذلك للوقاية من الالتهاب. هذا وقد يتعرّض المريض للنزيف في الجهاز الهضمي أو في الدماغ، بسبب تناوله أدوية تمييع الدم، وحصول فقر للدم لديه"، بحسب الدكتور محمد سلمان حمية.
تابعي المزيد: نجاح أول عملية زراعة أمعاء في العالم
هل يمكن للمريض أن يعيش حياة طبيعية بعد عملية الزرع؟
"معظم من يحمل جهاز مساعدة البطين الأيسر يستطيع أن يعيش حياة شبه طبيعية مع عدم القيام بمجهود حادّ كالرياضة التنافسية على سبيل المثال. إضافة إلى التخفيف من تناول الملح، الحرص على الاستمرار بتناول الأدوية الموصوفة ولا سيما موانع تخثر الدم وإجراء فحص سيلان الدم مرتين أسبوعياً. بمعنى عليه أن يحرص جيداً على حياته كما كانت قبل زرع الجهاز، ولكن مع فارق هو أنه لا يعاني من أعراض ضعف عضلة القلب، كما كان يعاني منها قبل زرع المضخة.هنا لا بد من التنويه، بأن ليس كل مرضى الضعف الشديد لعضلة القلب يستفيدون من جهاز المضخة القلبية، فالأمر يتعلق بكل حالة على حدة. ولعل أحد موانع إجراء هده العملية أن يكون المريض يعاني من ضعف تام في القلب، وهنا أشير إلى الضعف الذي يصيب جهتي القلب معاً، يعني البطين الأيسر والأيمن معاً، لأن الجهاز عادة يزرع في البطين الأيسر للقلب، ونحتاج أن يكون البطين الأيمن في حالة صحية مقبولة لتحمّل قوة الجهاز في البطين الأيسر. ومن الموانع الأخرى للزرع هي التقدم في السن (فوق السبعين عاماً)، السرطان المنتشر، عدم تحمل تناول أدوية تمييع الدم، وجود أمراض عقلية ونفسية أو عدم الإستعداد النفسي لتقبّل للجهاز.
من هنا وجوب إحاطة المريض بكامل التفاصيل حول العملية قبل إجرائها لضمان التقبّل النفسي للجهاز لاحقاً بعد العملية"، كما يقول طبيب القلب.
هل يمكن الشفاء من ضعف عضلة القلب؟
يجب الدكتور حمية قائلاً: "قد تتحسّن عضلة القلب بعد إجراء عملية زرع الجهاز في بعض الأحيان، فنلجأ إلى نزع الجهاز من القلب بعملية جراحية بعد هذا التحسّن، وهذا يحدث غالباً عند السيدات اللواتي تعرّضن لضعف عضلة القلب خلال وبعد الحمل، حيث يكون من المتوقع تحسّن عضلة القلب بعد مرور عدة أشهر من اكتشاف المرض وبعد تناول العلاج".ويشير طبيب القلب إلى أن هذه العملية الجراحية من الناحية التقنية هي معقدة والعناية القلبية التي تحتاجها بعد العملية هي معقدة أيضأً ولذلك لا يتم إجراؤها إلا في مراكز القلب المتخصصة.
تابعي المزيد: أسباب تورم الساقين عند النساء قد تكون على درجة من الخطورة
ملاحظة من "سيدتي نت" : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.