يُوثّق فصل الشتاء علاقة المرء بمنزله، خصوصاً مع قضاء معظم الوقت في المساحات الداخليّة، التي يخصّص لها الديكور أجمل العناصر. هذا الموسم، يحمل الدفء، السجاد ذو النقوش، كما السادة، وأنسجة المخمل والكتّان والقطن، والإكسسوارات، من شموع ومرايا ونباتات جافّة وتركيبات الإضاءة التي تفرض حضورها في المشهد. سواء كان القارئ يقطن في منطقة عربيّة تعرف شتاءً قارساً أو معتدلاً أو دافئاً، فإن تجهيز المنزل لاستقبال موسم الخير يتطلّب الدراية ببعض الأمور.
حسب مهندسة التصميم الداخلي والمعيدة المُساعدة دينا جمال الدين، الممتدة مشاريع «الاستديو» الخاصّ بها، في دولة الإمارات العربيّة المتحدة، فإن العناصر الثلاثة الآتية تجعل المنزل يرتدي حلّة شتويّة:
- السجّاد: هو يُشابه الإطار الذي يحمل كلّ محتويات الغرفة، مع ملاحظة أن موضة سبعينيات القرن الماضي دارجة مع اختتام هذا العام. يبدو السجّاد بحسب الموضة المستعادة، محايداً وناعماً لناحية الألوان، مع رواج بعض الأنماط الجريئة والحيوانيّة من البسط. لناحية النسيج، فإن الأشعث منه واسع الانتشار، وكذا المشغول من الصوف أو «السيزال» (نوع من النبات) أو الفرو.
- الستائر: على غرار موضة الملابس الدارجة أخيراً، فإن الأنسجة الكتّان والمخمل والقطن ستستخدم في الغالب هذا العام، وذلك لسهولة التنظيف، بالإضافة إلى دور الخامات المذكورة في السماح للهواء بالمرور عبرها. لناحية ألوان الستائر ونقوشها، هذا الشتاء، فإن الأنماط الهندسية والألوان الترابية وتلك الخضراء والزرقاء، في المقدّمة.
- الوسائد مميّزة بوبرها المنفوش، وبنقوشها الحيوانيّة أو الهندسيّة، وبأنسجتها المختلفة، على رأسها المخمل. لناحية الألوان، فإن الظلال الناعمة من البنّي تتصدّر مشهد الديكور.
تركيبات الإضاءة
تقترح المهندسة المصريّة دينا جمال الدين على ملّاك المشاريع السكنيّة التي تتولّاها، اختيار تركيبات الإضاءة السقفيّة المركزيّة ذات الحجم الكبير، لغرفتي المعيشة والطعام. أمّا في غرفة النوم الرئيسة، فإن تصميمات الـ«آرت ديكو» لعناصر الإضاءة مميّزة، لا سيّما تلك التي توظّف الكرات الزجاج والعناصر النحاس أو الذهب أو المعادن الأخرى. يشي تركيب الإضاءة، الذي يتبع أي شكل هندسي، في مساحة المطبخ، بالعصرنة.
حلّة الشتاء في غرف المنزل
تنصح المهندسة دينا بتطبيق الأفكار الآتية، في غرف المنزل، لحلّة شتوية معاصرة ومميّزة:
1 في غرفة الجلوس، تجذب الأنسجة العمليّة، ومنها: الكتّان والمخمل لقطع الأثاث، والصوف الناعم أو ذلك الأشعث للسجّادة، مع اختيار الإضاءة المركزيّة كبيرة الحجم وبسيطة التصميم للإيحاء بالعصرنة، والتزيين بالوسائد ذات النسيج المنفوش والمطبوعة بطبعات لحيوانات، بالتناسب مع اتجاه السبعينيات، بالإضافة إلى توزيع النبات المجفّف والشموع والكتب. تبدو المدفأة النقطة المحوريّة، في الديكور الداخلي.
2 في غرفة الطعام، عناصر الزخرفة «مضبوطة» وبسيطة، وتشتمل على الإضاءة التي تتخذ هيئة خطوط، مع تشطيبات من النحاس، وإكسسوارات مصنوعة من الفضّة والزجاج والمرايا.
3 في المطبخ، تحلو الإضافات الملوّنة بالأزرق الناعم والأخضر النعناعي، إذ تحمل الإكسسوارات هذين اللونين، لا سيّما المزهريّة الفخّار التي تحفظ النباتات الخضر. تتخذ الإضاءة، بدورها، هيئة أي شكل هندسي، وهي متعدّدة الارتفاعات. أضف إلى ذلك، تفترش سجادة ذات وبر منفوش الأرضيّة، لجعل المكان يشي بالراحة.
4 في غرفة النوم، وعلى السرير تحديداً، تتعدّد طبقات الأنسجة، من كتّان ومخمل وقطن، وتتلوّن بألوان ترابيّة. كما تلفت الثريّا السقفية المعاصرة، والسجّاد مستقيم الشكل والبسيط والمنقوش بنقوش هندسيّة.
5 في المكتب، الذي أصبح لا غنى عنه في كلّ شقّة معاصرة؛ النقوش مرغوبة للوسائد والسجاد الناعم، كما اللونان الأبيض والأسود. الأثاث الجلدي البنّي المتموّج مناسب.
ألوان ديكورات الشتاء
يتجلّى إحياء موضة السبعينيّات هذا الشتاء، من خلال الألوان المحايدة، بالإضافة إلى تلك «الباستيل» الأنيقة، لا سيّما الزهري الناعم والأخضر النعناعي والأصفر الباهت.
__
- الصور من أعمال مهندسة التصميم الداخلي دينا جمال الدين