يتطلّب كلّ مشروع تجاري تكوين فريق عمل؛ هذه المهمّة الدقيقة مؤثّرة في تحقيق أهداف الشركة من عدمه، علمًا أن دورة حياة فريق العمل تتألف من مراحل متعددة ذات سمات مختلفة. لذا، يجدر بقائد فريق العمل فهم تلك المراحل وتحدّياتها والتعامل معها بشكل إيجابي.
تكوين فريق العمل
يوجز المتخصّص في الإدارة والموارد البشريّة عادل الصرعاوي، مراحل تكوين فريق العمل الخمس، وفق الآتي:
1 المرحلة الأولى: هي مرحلة الانطلاق، التي تتطلّب تحديد الرسالة وصياغة الأهداف وتعيين الأولويات والضوابط. تشتمل المرحلة أيضًا، على عمليّات العصف الذهني.
2 مرحلة الجهد: هي المرحلة الثانية، التي تتطلّب توضيح المسؤوليات والأدوار ومعرفة القيم، كما الاطلاع على تجارِب الآخرين والإلمام بالمشكلات.
3 مرحلة الازدهار: هي تقضي بالتشجيع على التناصح وحلّ الخلافات والتعاون والاهتمام بكلّ فرد، كما صناعة القرار.
4 مرحلة الوصول: يجدر بقائد الفريق، في هذه المرحلة، الحفاظ على الحماسة وتحفيز الأعضاء، والإبقاء على روح المشاركة وتوثيق الإنجازات، كما الاحتفاء بالنجاحات والتأكد من الوصول للأهداف.
5 مرحلة التجديد: هي تتطلّب تحديد أصحاب التفكير في الفريق، مع استبدال آخرين جدد ببعض الأعضاء. تتميّز المرحلة المذكورة بالموضوعيّة والإبداع والانضباط.
سمات المراحل الخمس
تذكر منصّة Lumen learning التعليميّة الأميركيّة، سمات مراحل تشكيل الفريق قائلةً، إن "مرحلة التكوين عبارة عن فترة توجيهيّة وتعريفيّة، إذ يرتفع مستوى عدم اليقين خلالها، مع البحث عن القيادة والسلطة. لذا، يُنظر إلى العضو الذي يؤكّد سلطته أو يتمتّع بالمعرفة على أنّه قادر على تولّي زمام الأمور". وتلفت "المنصّة إلى أنّه "في مرحلة التكوين، يطرح أعضاء الفريق الأسئلة الآتية: ماذا يُقدّم فريق العمل لي؟ وماذا يتوقّع منّي؟ وهل سأكون مناسبًا؟". تكون غالبيّة التفاعلات، في هذه المرحلة، اجتماعيّة، إذ يتعرّف الأعضاء إلى بعضهم البعض.
عن المرحلة الثانية، التي تُطلق عليها تسمية "مرحلة العصف" أو "الاقتحام"، توضّح "المنظّمة أنّها "الأخطر في حياة فريق العمل؛ إذ تتميّز الفترة بالصراع والمنافسة، فتظهر الشخصيّات ذات التوجهات الفرديّة". سمات المرحلة حسب "المنظمة"، هي: انخفاض أداء فريق العمل، لأن الطاقة تنصبّ على أنشطة غير منتجة، كما اختلاف الأعضاء حول أهداف الفريق، لتتشكّل نتيجة لذلك مجموعات فرعيّة. يقضي تجاوز خطورة هذه المرحلة عمل الأعضاء على التغلّب على العقبات وقبول الاختلافات الفرديّة، كما تحديد مهام وأهداف الفريق، أمّا الفشل في علاج النزاعات في هذه المرحلة قد يؤدي إلى مشكلات طويلة الأجل.
في المرحلة الثالثة المُسمّاة "مرحلة التوافق"؛ يكون فريق العمل قد تجاوز الصعاب، وظهر على هيئة تنظيم ووحدة، لتوضع المعايير عندئذ، ويتطوّر الإجماع حول من هو القائد (أو القادة)؟ أضف إلى ذلك، تكون أدوار أعضاء الفريق واضحة، مع حلّ الخلافات الشخصيّة، وتعزيز الشعور بالتماسك والوحدة. يزداد أداء الفريق فعاليّة خلال هذه المرحلة، التي يتعلم الأعضاء التعاون خلالها، ويبدأون في التركيز على أهداف الفريق.
يُطلق على المرحلة الرابعة اسم "مرحلة الأداء والوصول"، مع إشارة "المنصّة" إلى أنّه خلالها، يُلاحظ أن هناك هيكل واضح ومستقر، وأن الأعضاء يلتزمون بمهمّة الفريق. صحيح أن المشكلات والصراعات لا تزال تظهر، ولكن يتمّ التعامل معها بشكل بناء.
في المرحلة الأخيرة التي تُدعى "مرحلة الانتقال والتأجيل"، تكون أهداف فريق العمل قد تحقّقت، لينصبّ التركيز على المهام النهائيّة وتوثيق الجهد والنتائج، مع تناقص عبء العمل. قد يُعاد تعيين الأعضاء لأدوار أخرى، أو يستبدل آخرون يبعض الأعضاء. ثمّ، يقوم الفريق مجدّدًا بالمرور بالمراحل المحدّدة آنفًا.