يُكلّف الإجهاد الذي تُسبّبه ضغوط العمل ملايين الدولارات كلّ عام، ويؤدي أيضًا إلى ارتفاع معدلات الدوران (أي الاستقالة من وظيفة فالالتحاق بأخرى، فبثالثة) والتغيب عن العمل، وزيادة تعويضات العمال وانخفاض الإنتاجية. لذا، يمثّل التعرّف إلى مصادر الضغوط في العمل، سبيلًا للبحث عن آليات التعامل معها سواء من الموظفين أو المنظمات والشركات.
5 أسباب غير شائعة لضغوط العمل
حسب شركة People metrics الأميركيّة، المتخصّصة في برمجيّات تحسين تجربة العملاء والموظفين، فإن الضغوط الناتجة عن العمل قد ترجع إلى:
1 سياسات الشركة وتوجهاتها غير المعلومة من الموظفين، الأمر الذي يُشكّل تحدّيًا ويسبّب الضغوط.
2 سياسات المكتب السيئة مسؤولة أيضًا، في هذا الإطار، كما عند إلزام الموظفين بالتواجد طوال وقت العمل، بعيدًا عن أي مرونة في أوقات الحضور، على الرغم من الإنتاجية العالية لهؤلاء. ثمّ، يُقيّم الموظّفون، بناء على الحضور!
3 الغموض الوظيفي يعني غياب الاجتماعات، وجهًا لوجه، في الشركة، ما يؤدّي إلى التشوّش في صفوف الموظّفين، علمًا أن عقد الاجتماعات مع كلّ موظف على حدة، للخوض في المسؤوليات والأهداف الوظيفية ومعرفة التحديات التي يواجهها، هو أمر حيوي وهامّ.
4 طلب المسؤولين (أو المدراء) عقد الاجتماعات، بصورة مفاجئة، من دون حدوث أي أمر حقيقي يستدعي ذلك، الأمر الذي يُعطّل عمل الكثير من الموظفين ويضعهم تحت ضغط الوفاء بالمواعيد النهائيّة لاحقًا.
5 "متلازمة جهاز المشي" The treadmill syndrome، حالة تشير إلى إلقاء الكثير من المهام، على عاتق شخص واحد، وإلزامه بالقيام بها في وقت واحد! يحدث ذلك غالبًا للعاملين من المنزل، مع عدم وجود حدود واضحة تفصل بين العمل والحياة الشخصية، فلا تسعهم الـ24 ساعة لاستكمال مهامهم الشخصية.
ضغوط العمل تؤثر في 76% من العمال
تذكر منصّة Champion Health البريطانيّة، والمختصّصة برفاهية الموظفين، بدورها أن "الإحصائيات المتعلقة بضغوط الموظفين مثيرة للصدمة، فهي تكشف أن 67% من العمال يعانون من مستويات متوسطة إلى عالية من الإجهاد ناتجة عن الضغوط"! وتعدّد أربعة أسباب غير شائعة للضغوط، هي:
- التنقل: بالنسبة لموظفين كثيرين، لا مفر من المواصلات للتنقل بين مقري العمل والسكن. لكن، التنقل يتسبّب بالتوتر والضغط، على الرغم من عدم إدراك الكثيرين لذلك، فالمواصلات وزحمة السير قد تقيدّان وقت فراغ الشخص وتقللان من ساعات نومه. الحلّ، هو تقدير القيادات العليا لذلك وتحديد البدلات الخاصة بالتنقل.
- الثقافة التنظيميّة: تقوم الثقافة التنظيميّة بدور كبير، في إطار تحقيق رفاهيّة فريق العمل، ومدى شعور الأشخاص بالأريحية للتعبير عمّا يزعجهم.
- العمل من المنزل: ألزم وباء "كورونا" منظّمات وشركات عدة، على اعتماد سياسات "العمل الهجين" أي العمل بين المنزل ومقرّ العمل، لكن يسبّب ذلك الضغوط لبعض الموظفين.
- ظروف العمل السيّئة: يمكن أن يتعرّض الموظفون للضغوط نتيجة لبيئة العمل غير المريحة، مثل: المكاتب ذات الإضاءة الخافتة أو المقاعد غير المريحة أو السلوكيات غير الصحية التي يفرضها الدور الوظيفي مثل كثرة الجلوس وقلة الحركة. في إطار الحلّ، لا مناصّ من إتاحة المساحة للموظفين للمشي أو الحصول على فترات راحة متقطعة.