فترة المراهقة من السنوات الصعبة التي يمر بها الطفل؛ نظراً للتغيرات الهرمونية وتسارعها، إضافة للتغيرات النفسية والفسيولوجية. كما تُعد المرحلة مشكلة بالنسبة للآباء أيضاً نتيجة لانعكاس تلك التغيرات على سلوكيات الابن أو الابنة ما بين تصرفات صحيحة أو معتدلة وأخرى تتسم بالتمرد والندية وقد تصل لحد العدوانية. من هنا كان على الآباء وضع القوانين التي توضح حقوق المراهق الابن وواجباته ودور الأهل تجاهه. اللقاء وخبيرة الشؤون الأسرية وطب النفس الدكتورة فاطمة الشناوي.
حقائق عن فترة المراهقة
- معظم المراهقين لا يعيشون على وفاق تام مع عائلاتهم، فيجهلون حقوقهم وواجباتهم، وقد يخلط بعضهم بين الأمور؛ فيعتقد أن أمراً ما من حقه، وينسى آخرون أن عليهم واجبات تجاه أفراد أسرهم.
- فمن حق الابن على ذويه الرعاية الكاملة والكساء والتعلم وتلبية احتياجاته المادية بشكل كامل، وتمتد هذه الحقوق إلى مرحلة المراهقة، ولا تزول إلا بعد بلوغه سن الرشد.
- يجب إفهام المراهق طبيعة مرحلته العمرية، ومصارحته بما يجرى داخل جسده من تغيرات فسيولوجية أو نفسية، ودعمه بوصفه مراهقاً، والتعاطف معه.
- اعتراف الأهل بحرية المراهق في اختيار أصحابه وتخصصه في المدرسة، مع إشراف الأهل وامتلاكهم حق التدخل في الاختيارات والقرارات المهمة.
- والمراهقة في جزء منها تعني حصول المراهق على مساحة من الحرية، من دون تدخل الأهل بشكل مباشر وإزعاج الابن، مع احترام خصوصيته وعدم تفتيش هاتفه.
تعرفي إلى المزيد: نصائح لتقوية شخصية الطفل.. من 9-12 عاماً
توضيح قوانين المنزل من حقوق المراهق/المراهقة
- يجب أن يعرف المراهق التغييرات التي ستطرأ على حياته في المنزل وخارجه مع دخوله مرحلة المراهقة.
- أن يدرك التغيرات النفسية والجسدية التي سيمر بها، وكيف ستنعكس على حقوقه وواجباته، وذلك حتى تكون القوانين المنزلية فعالة.
- لا بُدَّ من إعلام الابن بحقوقه وواجباته في المنزل، وأن تتم مناقشتها معه وتوضيحها له وإشراكه في وضعها.
- فإن قرر الأهل السماح لابنهم المراهق بالخروج مع أصدقائه؛ فعليهم توضيح هذا البند: كم مرة في الأسبوع، والمدة الزمنية المسموحة له.
- وتوضيح الوقت الذي لا يُسمح له بتجاوزه عندما يعود للمنزل، ومن هم الأصدقاء الذين لا يُسمح له بالخروج معهم، وذلك إذا كان للأهل تحفظ على بعضهم. كما يجب أن يتم تذكير المراهق/المراهقة بهذه الحقوق والواجبات من وقت لآخر، حالة الخطأ أو النسيان.
تعرفي إلى المزيد: إرشادات لكسب الحوار مع المراهق.. لصفك
على الآباء تفهم طبيعة مرحلة المراهقة
- ولأن الحقوق والواجبات أشبه بالقوانين؛ فمن حق المراهق ألا يُسمح بالتجاوز عن أخطاء أحد الأبناء، بينما يُحاسب هو في ظروف مماثلة.
- على الآباء إعطاء المراهق فرصة لتصحيح خطئه إن أخطأ وأن يتعلم منه، ومسامحته أحياناً والتعاطف معه لتعليمه التعاطف أيضاً.
- وحتى تثبت أنك لست ضده، وأن هدفك هو أن يتعلم؛ فيمكنك مسامحته -مثلاً- عن عدم أداء واجباته الاجتماعية كاملة، وقبول اعتذاره عن حضور مناسبة ما.
- من حق المراهق على الآباء أن يتصفوا بالهدوء في تعاملاتهم، في الوقت الذي يكون فيه المراهق مستفزاً بالرد محاولاً كسر قوانين المنزل.
- من حق المراهق تفهم طبيعة المرحلة التي يمر بها، وأنها مرحلة حرجة ينعدم فيها الاستقرار النفسي والعاطفي، ويتغير فيها سلوكه الاجتماعي.
تعرفي إلى المزيد: "الهروب النفسي" للمراهقات: أسبابه وعلاماته وطرق علاجه
احترام أفراد الأسرة من واجبات المراهق
- كما أن للمراهق حقوقاً في المنزل؛ فعليه واجبات يجب أن يؤديها على أكمل وجه، منها واجبات تجاه نفسه، ومنها ما هو تجاه أسرته.
- فمن واجبه أن يهتم بنفسه، بما في ذلك اهتمامه بصحته وبنفسيته، وبسمعته، وبخاصة أن المراهق قد يمر بلحظات طيش، وعدم الوقوع في الخطأ، والإقلال من السهر مثلاً.
- أن يتحمل بعض الأعباء المنزلية كالمشاركة في تنظيف المنزل وترتيبه، وعلى الأهل أن يوضحوا المهام المطلوبة منه كرمي القمامة أو غسل الصحون أو غيرها.
- على المراهق احترام أفراد الأسرة ومشاركتهم اجتماعياً وعاطفياً بما يحتاجون.
- و من واجباته تجاه مجتمعه مشاطرتهم اجتماعياً، ومراعاة حقوق الآخرين، وأن يكون فرداً منتجاً وفعالاً في المجتمع.
احتياج المراهق للانتماء الأسري
- المراهقون يبحثون عن الانتماء للعائلة وللأصدقاء وللمجتمعات، لكننا كثيراً ما نرى مراهقين منعزلين على أنفسهم، أو في صراع مستمر مع عائلاتهم، ويهربون منهم لاجئين لأصدقائهم مثلاً.
- وهذا السلوك لأنهم لم يجدوا من الأهل التفهم أو الاحتواء، وربما أن عائلاتهم قد قللت من شأنهم أو وضعتهم في صور نمطية أو قارنتهم بجيل آخر، وبعضهم لا يمتلك الوقت لمراعاة ابنه المراهق.
- المراهقون يبحثون عن الانتماء، لكنهم يبحثون في الوقت نفسه عن هويتهم، وماذا يحبون وماذا يكرهون، وعن مساحة خاصة بهم بعيداً عن سيطرة الوالدين.
احتياج المراهق لدعم واحتواء الآباء
- على الآباء أن يعرفوا ويتيقنوا أن المراهق يحتاج للوالدين أكثر من أي وقت مضى، ورغم بحث المراهق عن الاستقلالية؛ فإنه يحتاج لدعمك أيها الأب وتشجيعك وخبرتك وحبك واحتوائك.
- فقد لا يشعر المراهقون بالأمان النفسي بسبب أسلوب الضغط المستمر عليهم، أو مقارنتهم مع الجيل السابق، أو حتى مع أفراد جيلهم.
- على الآباء إدراك أن المراهقين هم الجيل الأذكى بالتكنولوجيا والإنترنت، وأن ما يطلبونه من حقوق لم يعد امتيازاً، بل هو حق أساسي لهم.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ باستشارة طبيب متخصص.