بعد الولادة هناك لحظات لا تُعوض؛ فهذه اللحظات المهمة في حياة المولود يجب استغلالها، وألا تخلد الأم للراحة فتفتقدها، فهناك من الأطباء من يذهب إلى ضرورة بقاء المولود قبل نزول المشيمة إلى جوار الأم وملامستها؛ وذلك لأسباب صحية ونفسية عديدة، ويطلق الأطباء حول العالم على الساعة التي تلي عملية الولادة ومرحلتها الأخيرة اسم الساعة الذهبية، ويطلقون على طريقة تنويم المولود على صدر الأم اسم رعاية الكنغر؛ ولذلك فقد التقت «سيدتي وطفلك»، في حديث خاص بها؛ الدكتورة نور عبد العزيز، استشارية النساء والولادة، التي أشارت إلى معنى هذا المفهوم وتعريف الساعة الذهبية وطرق استغلالها كالآتي.
ساعة وكنغر
- يُعرف الاتصال الجسدي المباشر بين الأم والجنين بمجرد نزوله من الرحم، وفي اللحظات الأولى لقدومه للحياة باسم مفهوم رعاية الكنغر..
- واللحظات هذه التي يتم فيها الاتصال والتواصل الجسدي بين الأم والوليد تُعرف بالساعة الذهبية.
- وتشمل رعاية الكنغر والساعة الذهبية أن يتم تنويم المولود على صدر أو بطن الأم، كما يفعل حيوان الكنغر ويمكن القيام بذلك، بل يفضل من دون قطع الحبل السري.
- ويمكن أيضاً تنفيذ هذه الممارسة خلال الأيام الأولى بعد الولادة وقبل حمام المولود الأول، الذي يُفضل تأجيله؛ لكي يستفيد المولود من المادة التي تحيط جسمه.
- وتكون هذه الساعة الذهبية وهذه الطريقة الكنغرية مفيدتان لتنفيذ الرضاعة الطبيعية لأول مرة مع المولود؛ لكي يستفيد مما يُعرف بحليب المسمار أو اللبأ.
- هذه اللحظات وهذه الطريقة يتمتع فيها المولود بدرجة يقظة عالية، وكذلك تنبُّه عالٍ لحواسه؛ حيث يمكنه تمييز رائحة الأم وصوتها.
تعرفي إلى المزيد: النفاس والتغيرات الجسدية والنفسية ... المشكلة والحل
فوائد تطبيق رعاية الكنغر للمولود
- التلامس المباشر مع الأم، خصوصاً إذا كان المولود بلا ملابس، يؤدي إلى أن تصبح درجة حرارة الجسم الذي خرج لتوه من عالم آخر مناسبة للجو المحيط وينظمها.
- كما أن قرب المولود من أمه وتلامسه معها ينظم عمل الرئتين بحيث يتناسب عملهما مع أجواء الحياة خارج الرحم؛ حيث يتعرض المواليد الجدد بمجرد خروجهم من الرحم لمشكلات تنفسية، وقد يضطر الأطباء لإدخالهم في الحضانات الصناعية بسببها.
- كما أن بعض مشكلات التنفس تؤثر في المخ، وتؤدي لحالات خطيرة لاحقاً مثل نقص وصول الأكسجين للمخ الذي يؤثر في النمو الحركي والعقلي للطفل حين يكبر.
- كما أثبتت الدراسات أن قرب المولود من أمه يمنحه الحماية من فقر الدم؛ فالمولود يستمد التغذية من الأم التي تقل فرص فقدها للدم عندما يكون مولودها بقربها.
تعرفي إلى المزيد: أسباب التعرّق الليلي بعد الولادة
فوائد تطبيق رعاية الكنغر للأم
- يفيد تطبيق رعاية الكنغر الأم بعد الولادة في تحسين مزاجها العاطفي والنفسي؛ فقرب المولود لمدة ساعة من أمه بمجرد أن تنتهي مراحل الولادة يقلل من تعرضها لما يُعرف باكتئاب ما بعد الولادة في ما بعد.
- كما تزيد الرابطة الروحية بين الأم والمولود بسبب استغلال الساعة الذهبية بعد الولادة في ملاطفة ولمس المولود.
- يفيد تطبيق رعاية الكنغر في أن يتعرف المولود إلى أمه بشكل أسرع؛ فهذه ميزة لا تُعوض لأن المولود يصبح أكثر قرباً من أمه، ويشم رائحة الرحم والسوائل المحيطة به خلال الساعة الذهبية؛ لذلك يشدد الأطباء على أن يتم تطبيق رعاية الكنغر قبل أن يلبس المولود ملابسه، ويُوضع إلى الجهة اليسرى من أمه؛ أي بالقرب من قلبها.
- كما يفيد هذا التطبيق في أن يقلل من حدوث نوبات البكاء غير المعروفة السبب بعد الولادة، التي تستمر لعدة أشهر.
- وتقلل من تعرض المولود لتقلبات الجهاز الهضمي خلال الأشهر الثلاثة الأولى التي تُعد أصعب مراحل تربية المولود والعناية به، خاصة المغص الليلي المزعج.
التواصل الجسدي مع الأب فور الولادة
- والتواصل مع الأب أيضاً يفيد، ويتم بأن تضعي المولود على جلد والده مباشرة بعد الولادة، وهذه الطريقة تعني أنه لا يمكن إهمال دور الأب في اللحظات الذهبية والثمينة من حياة طفله.
- فقد توصلت الدراسات العلمية الحديثة إلى أن ملامسة جلد الأب لجلد المولود بمجرد نزوله من الرحم يعمل على تحسين وظائف المخ لدى المولود.
- أما عن فائدة هذه الخطوة بالنسبة للأب الذي سيصبح أباً لأول مرة؛ فإن ملامسة جلد المولود لجلد الأب يحفز إنتاج هرمونات خاصة لدى الرجل تجعله مستعداً للأبوة وقادراً على رعاية المولود، بل يتعلق به؛ حيث تحفز هذه الهرمونات من هرمونات التعلق بالمولود الجديد.
- هذه الهرمونات هي الدوبامين والأوكسيتوسين، وهما من أهم الهرمونات الخاصة بهذه المشاعر.
- كما أن هذين الهرمونين على وجه التحديد تكون الأم بحاجة لهما؛ لأنها تكون متعبة وتريد من الزوج أن يساعدها في العناية بالمولود.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ باستشارة طبيب متخصص.