نحن على موعد مع الانقلاب الشتوي وبداية فصل الشتاء، والذي من المقرر أن يبدأ 21 من ديسمبر، ويستمر 88 يوماً و23 ساعة و38 دقيقة.. حيث لا تتحرك الأرض حول الشمس في دائرة كاملة، ولكن بشكل بيضاوي على شكل كرة القدم، وعندما تُكمل الأرض دورة واحدة حول الشمس كل عام، تميل أجزاء مختلفة من الكوكب نحو نجمنا في أوقات مختلفة، وهو ما يُحدث الفصول الأربعة.
وطبقاً للحسابات الفلكية والأرصاد، التي يقوم بها معمل أبحاث الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، قال الدكتور علي قطب خبير الارصاد الجوية لـ«سيدتي»: إن الانقلاب الشتوي هذا العام 2022، سيحدث يوم الأربعاء 21 من ديسمبر 2022، الموافق 27 من جمادى الأول 1444هـ، الساعة 23:48؛ معلناً بداية فصل الشتاء فلكياً، والذي يصل طوله إلى 88 يوماً و23 ساعة و38 دقيقة، وينتهي يوم الإثنين 20 من مارس 2023، الموافق 28 من شعبان 1444هـ، الساعة 23:26.
وأكد الدكتور علي قطب، أن الشمس تدور في مدار ظاهري بالنسبة إلى نجوم الخلفية السماوية التي تظهر ثابتة في السماء، ويُعرف هذا المدار بدائرة البروج، ويميل مستوى دائرة البروج مع مستوى دائرة الاستواء السماوي بزاوية قدرها 23 درجة و27 دقيقة، وهى الزاوية نفسها التي يميل بها محور دوران الكرة الأرضية عن العمودي على مستوى مدارها، ونتيجة لدوران الأرض حول الشمس وميل محورها على مستوى مدارها، تحدث الفصول الأربعة، وفي فصل الشتاء تسقط أشعة الشمس متعامدة على مدار الجدي 23 درجة ونصف جنوباً، وتكون أشعة الشمس شديدة الميل على نصف الكرة الشمالي، وشبه عمودية على نصف الكرة الجنوبي، فيما عدا مدار الجَدي، ويقل طول النهار عن طول الليل في نصف الكرة الشمالي.
يحدث يوم الانقلاب الشتوي
وفي يوم الانقلاب الشتوي، يتأخر الفجر وتشرق الشمس من أقصى الجنوب الشرقي وقوس المسار الظاهري للشمس في قبة السماء يكون منخفضاً، وفي الظهيرة تكون ظلال الأشياء في أقصى طول لها خلال السنة، ومن ثَم يأتي غروب الشمس مبكراً، وبعد وصول الشمس أقصى نقطة جنوب السماء، ستظهر وكأنها تشرق من نقطة واحدة جنوب السماء لبضعة أيام قبل أن تبدأ مسارها الظاهري باتجاه الشمال من جديد؛ نتيجة لحركة الأرض في مدارها حول الشمس، وستبدأ بعد ذلك زيادة ساعات النهار حتى تتساوى مع ساعات الليل، بحدوث الاعتدال الربيعي في 20 مارس 2022.
انخفاض حرارة الشمس خلال فصل الشتاء
وتنخفض حرارة الشمس خلال فصل الشتاء بسبب سقوط أشعة الشمس على سطح الأرض، وميلها حد أقصى عن العمودي على سطح الأرض؛ فالأشعة المائلة أقل حرارة من الأشعة العمودية، وذلك لأن الأشعة المائلة تخترق مسافة أطول في الجو؛ مما يجعلها تتعرض إلى كثير من الانعكاسات على السحب والامتصاص بفعل العوالق الجوية وغازات الجو، كما أنها تنتشر على مساحة أكبر؛ مما يقلل شدتها.
إضافة إلى طول الليل وقِصر النهار؛ فالنهار القصير يعني وجود فرصة أقل لاكتساب الطاقة الحرارية من الشمس، والليل يعني وقتاً أطول لفقدان الطاقة إلى الفضاء الخارجي بفعل إشعاع الأرض.