ما زال الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية يُقام في المدارس والجامعات والمحافل والندوات الأدبية والثقافية المنتشرة، كل يتباهى فرحاً وفخراً بلغته؛ منهم من ينشد القصائد في حبها، ومنهم من يؤلف الروايات والقصص ليحكي عن تأثيرها، وآخرون يلقون محاضرات يخصون بها الأطفال لتوضيح أجمل ما قيل عن اللغة العربية ليزدادوا اعتزازاً، ويشرحون لهم أيضاً المخاطر التي تهدد لغتهم العربية لينتبهوا؛ ولهذا كان اللقاء وأستاذ الأدب العربي محمد الششتاوي منظم إحدى هذه الاحتفاليات للشرح والتوضيح، وتدعيماً لحملة سيدتي «لغتي - سيدتي».
قيمة وجمال اللغة العربية
- رغم احتفاء العالم باليوم العالمي للغة العربية، بعد أن أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190 في الثامن عشر من ديسمبر منذ عام 1973، وبموجبه تم إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية، ولغات العمل في الأمم المتحدة.
- إلا أن هناك الكثير من الأمور التي يجب القيام بها أمام أطفالنا الصغار الذين يتأرجحون بين الحديث بالعربية ولغات أخرى، وتعريفهم بقيمة العربية وجمالياتها وأهم ما قيل عنها، وتوجيههم للأخطاء التي تهدد انتشار اللغة العربية .
- جمال اللغة العربية؛ لغة الضاد، التي تُعتبر مستودعاً قوياً لجميع مصطلحات العالم؛ فسعة اللغة العربية شاسعة وتحمل الكثير من محاسن الألفاظ.
- القرآن عربي والحضارة عربية، والعربية هي اللغة الغنية التي تصل إلى مستوى الكمال، ومن حق كل عربي التفاخر بها؛ فهي اللغة الأم.
- هي اللغة التي ذكرها الكثير من الشعراء والكُتاب في عبارات جميلة، وجمل واصفة لروعتها وتمكنها واحتوائها على الكثير من الجماليات، التي تسعف كل كاتب.
تعرفي إلى المزيد: إبداعات الأطفال في عام 2022
أجمل ما قيل عن اللغة العربية
- لغة الضاد لغتي، والقرآن أحياها، فكيف علي أنساكِ، وعين القلب يهواها، التحدث بها دليل على قوة العقل وحكمته وفخامة الشخصية واللسان.
- كيف لإنسان عربي أن يعيش دون أن يفتخر بلغته العربية؟! هي لغة اللسان الناطق، والحياة المستدامة، والتحدث بها مباهاة أمام الجميع؛ فهي وتر يعزف عليه اللسان.
- التحدث بالعربية هو الطريقة الأسمى للتعبير، وهي اللغة الأرقى لمواجهة العالم،
- لغتي وإن عجز اللسان عن مدحكِ؛ فستظلين الأفضل دائماً، وما لي لغة سواك مذهب.
- إتقان اللغة العربية ومصطلحاتها يعكس التاريخ العربي والحضارة العريقة.
- ليس من الغريب معرفة القرآن الكريم ومفاهيمه، دون الإلمام باللغة العربية.
- العربية التي مهما اتسعت؛ فالكل ينطق بها فاخراً، وليس للعاجز بيننا مكان. تعلموا العربية جميعكم؛ فهي النجاة من الغرق في الكلام.
- العربية لم تلد سوى الكلمات الكريمات؛ حيث إن معانيها ودلالاتها أعطت لها الشرف ونيل المكانة المرموقة بين لغات العالم.
تعرفي إلى المزيد: كيف تستعدين مع أطفالك للاحتفال برأس السنة 2023؟
اللغة العربية لغة الحُب والتاريخ
- اللغة العربية هي لغة الحب. بمرونتها وسلاستها استطاعت أن تتربع على عرش اللغات الحية والبائدة؛ فهي الوحيدة بمفرداتها تتفنن بأسماء الحُب وتنوع درجاته، لتكون بذلك اللغة الأقرب إلى القلب.
- الحب في العربية يتدرج الشعور به كالآتي: «الهوى»، ثم «الصبوة»، فـ«الشغف»، ثم «الكلف»، يليه «العشق»، بعده «النجوى»، فـ«الشوق»، و»الوَصب»، ثم «الاستكانة»، و»الوله»، وأخيراً «الهُيام».
- اللغة العربية لغة التاريخ، وتُعد من أهم أركان إنتاج المعارف ونشرها خلال حقبة ما قبل النهضة الأوروبية وما تلاها؛ فقد خلقت لغتنا العربية الحوار بين الحضارات والثقافات.
تعرفي إلى المزيد: حصاد العام 2022: تزايد معارض الكتاب الدولية تُعرف طفلك قيمة الكتاب
تأثير اللغة العربية في لغات العالم
- شكلت اللغة العربية أداة لكتابة العلوم لما يزيد على عشرة قرون؛ فبحروفها وكلماتها تم تأليف أمهات الكتب والمؤلفات والمراجع العلمية الضخمة.
- تأثرت اللغة الإنجليزية بشكل كبير باللغة العربية؛ إذ تشير التقديرات إلى وجود 10 آلاف كلمة إنجليزية هي في الأصل عربية.
- وكذلك اللغة الألمانية قد تأثرت باللغة العربية في العصور الوسطى؛ فقد ضمت ما بين 100 و400 كلمة في قاموسها، فالجذور العربية تمثل جزءاً في الثقافة الألمانية.
- وفي اللغة الإسبانية يُقدر عدد الكلمات العربية في القواميس الإسبانية بنحو 2000 كلمة وعدد مشتقاتها 3000 كلمة؛ أي بنحو 8 في المائة من مفردات اللغة الإسبانية.
- اللغة التركية؛ فقد كُتبت بالأحرف العربية لأكثر من 600 سنة إبان فترة حكم الدولة العثمانية، ويوجد في اللغة التركية أكثر من 6 آلاف كلمة عربية.
أخطار تهدد اللغة العربية
- الشباب ولغة التكنولوجيا، نعم، اللغة العربية موجودة في حياتنا، ونحرص على استخدامها، بينما يلاحظ معظمنا تراجع مستوى الاهتمام باللغة العربية أمام طغيان التطور التكنولوجي، وما يضيفه من تفضيل لاستخدام اللغة الإنجليزية بوصفها لغة للتعامل الأساسية، ولغات أخرى كثيرة؛ وهو ما جعل الشباب يستخدمون اللغات المختلفة المواكبة للتطور.
- خطر ثانٍ يتمثل في المحادثات الإلكترونية؛ فمعظم الشباب اليوم لم يعد بمقدرته الاستغناء عن استخدام تطبيقات المحادثات الإلكترونية، وهي أسلوب الكتابة الفرانكو، التي أضرت باللغة العربية بسبب اختصاراتها، وسهولتها عند الكتابة في التطبيقات المختلفة.
تأثير المصطلحات الحديثة
- «ماشي، كبر، نفض»، ومصطلحات أخرى ظهرت في السنوات الأخيرة، وبدأت تكثر وتتطور مع مرور الوقت؛ فأصبح الشاب يستخدم تلك المصطلحات التي أضرت بالمصطلحات العربية المنتظمة بشكل كبير.
- والحل سحري يقع على أكتاف الآباء، مع إدراك أن تعلم اللغات الأجنبية لا يتعارض مع الاهتمام باللغة العربية، وإنما تكمن المشكلة في البحث عن الوجاهة الاجتماعية، وعلى كل بيت مصري ضرورة المساهمة في حماية اللغة العربية عن طريق معرفة قيمتها وجمالياتها واستخدامها مع الأبناء في التعاملات اليومية بقدر الإمكان.