أجمعت الدراسات التربوية والنفسية على أن تأثير مشاهدة العنف الأسري على الأطفال.. مؤثر وخطير؛ إذ يُمكن أن يُعاني هؤلاء الأطفال من قدر كبير من الأعراض الجسدية جنباً إلى جنب مع حالة اليأس العاطفية والسلوكية، فقد يشتكون من آلام عامة، مثل الصداع وآلام في المعدة، وقد يكون لديهم أيضاً أمعاء عصبية وغير منتظمة، وقروح باردة.. ما يعيق قيام المعدة بوظائفها.. إلى جانب شعور دائم بالخوف والقلق و..و.. للتعرف على تفاصيل ما يحدث كان اللقاء وأستاذة الطب النفسي الدكتورة ثناء السيد للشرح والتوضيح.
1-مشاهدة العنف الأسري
- في المنازل التي يتعرض فيها أحد الوالدين للإيذاء، يشعر الأطفال دوماً بالخوف والقلق، وقد يكونون دائماً على أُهبة الاستعداد، ويتساءلون متى سيحدث الحدث العنيف التالي؟
- قد يبدأ الأطفال الصغار الذين يشهدون عنف الشريك – الأب أو الأم-، في القيام بأشياء اعتادوا القيام بها عندما كانوا أصغر سناً، مثل التبول في الفراش، ومص الإبهام، وزيادة البكاء، والأنين.
- وقد يصابون أيضاً بصعوبة في النوم، أو البقاء نائمين، كما تظهر عليهم علامات الرعب مثل: التلعثم أو الاختباء، وتظهر عليهم علامات قلق الانفصال الشديد.
- وقد يشعر الأطفال في سن المدرسة.. بالذنب تجاه الإساءة، ويلومون أنفسهم عليها، إذ يؤذي العنف المنزلي والاعتداء الإحساس باحترام الذات لدى الأطفال.
- تعرّفي إلى المزيد: حصاد عام 2022: مؤتمر قمة المناخ يحذر الطفل والحامل من خطر التلوث
2-تأثير العنف الأسري على المراهق
- إذا كان الأطفال يقتصر تأثرهم على عدم المشاركة في الأنشطة المدرسية، أو أنهم يحصلون على درجات جيدة، ويكون لديهم أصدقاء أقل، وقد يكون لديهم أيضاً الكثير من الصداع وآلام المعدة.
- نجد أن المراهقين الذين يشهدون الإساءة يتصرفون بطرق سلبية مثل: الشجار مع أفراد الأسرة، أو التغيب عن المدرسة، ينخرطون أيضاً في سلوكيات محفوفة بالمخاطر.
- ويكون لديهم تدني احترام الذات، ويواجهون صعوبة في تكوين صداقات، ودائماً ما يبدأون الشجار أو يتنمرون على الآخرين، ويكونون أكثر عرضة للوقوع في مشاكل مع القانون
- هذا النوع من السلوك أكثر شيوعاً عند الفتيان المراهقين منه لدى الفتيات المراهقات، لأن الفتيات أكثر عرضة للانسحاب والتعرض للاكتئاب.
- تعرّفي إلى المزيد: حصاد العام 2022: تزايد معارض الكتاب الدولية تُعرف طفلك قيمة الكتاب
3-الآثار طويلة المدى للعنف المنزلي
- أكثر الأطفال الذين يعيشون في منازل حدث فيها عنف منزلي مرة واحدة على الأقل يومياً، هم أكثر عُرضةً للدخول في علاقات مؤذية.
- أو أن يصبحوا -هم أنفسهم- مسيئين؛ فالطفل الذي يرى والدته تتعرض لسوء المعاملة، هو أكثر10 مرات عرضة للإساءة لزوجته في الكِبر.
- كل طفل يستجيب بشكل مختلف عند مشاهدته لسوء المعاملة والصدمة؛ فنجد بعض الأطفال أكثر مرونة، وبعضهم أكثر حساسية.
- يعتمد مدى نجاح الطفل في التعافي من مشاهدة سوء المعاملة، على وجود نظام دعم جديد، أو علاقات جيدة مع بالغين موثوق بهم، أو احترام للذات عالٍ أو صداقات صحية.
- رغم أن الأطفال لن ينسوا أبداً ما عانوه أثناء مشاهدتهم للإساءة، يمكنهم تعلم طرق صحية للتعامل مع عواطفهم وذكرياتهم أثناء نضجهم.
- وكلما أسرع الطفل في الحصول على المساعدة، زادت فرصه في أن يصبح بالغاً سليماً عقلياً وجسديا.
- تعرّفي إلى المزيد: كيف تربين طفلاً مهذّباً؟
4-مساعدة الأطفال على التعافي
- يمكن مساعدة الأطفال الذين يتعرضون لمشاهدة العنف المنزلي على الشعور بالأمان، وذلك بعدة طرق.. أولها: الحديث إلى الطفل عن أهمية العلاقات الصحية، والتحدث معهم عن مخاوفهم، وعن الحدود.
- تعريف الطفل أنه لا يحق لأي شخص ممارسة العنف عليه، أو جعله يشعر بعدم الارتياح.. بمن في ذلك أفراد الأسرة أو المعلمون أو المدربون.
- يمكن أن يكون هذا الشخص.. مستشاراً للمدرسة أو معالجاً، أو شخصاً بالغاً موثوقاً به، له دور أساسي في تعديل السلوك.
5- تأثير مشاهدة العنف الأسري على الأطفال
- الأطفال الذين يتعرضون للعنف كثيراً، إما كشهود وإما ضحايا، يسجلون أعلى مستويات التعرض للاكتئاب والغضب والقلق.. 12% من الأطفال الذين شاهدوا شخصاً يتعرض للصفع أو اللكم، أُصيبوا بالقلق بدرجة قد تتطلب العلاج.
- والأطفال دون سن السادسة الذين يواجهون صعوبة في تمييز الواقع عن الخيال، قد يضرهم مشاهدتهم للعنف، ويؤثر على نموهم العاطفي والعقلي، وكذلك الأطفال الأكبر، وصغار المراهقين.
- الأطفال في تلك السن غير قادرين على معالجة ما يرونه أو يسمعونه بفعالية، وقد يرجع ذلك جزئياً إلى أن التعرض المزمن لمشاهدة العنف، ربما أثر على أجزاء من الدماغ لديهم.
- ويمكن أيضاً أن يكون لتكرار مشاهدة العنف آثار أخرى طويلة الأجل، فقد يصاب الأطفال بالحساسية للعنف، بأن أصبحوا يؤمنون بأن العنف هو وسيلة مقبولة لحل المشاكل وأنه من دون عواقب.
- ويمكنهم أيضاً أن يعتقدوا أن العنف قد يحدث في أي مكان، ولأي شخص في أي وقت.. ولذلك هؤلاء الأطفال معرضون أيضاً لخطر ارتكاب أعمال عنف ضد الآخرين، ويصبحون أكثر عدوانية تجاه الآخرين.
- ووجدت الأبحاث أن هناك دائماً علاقة بين تكرار مشاهدة الطفل للعنف الأسري، وبين مستويات عالية من أعراض الغضب والاكتئاب، وارتفاع معدلات الرغبة في إيذاء أنفسهم أو قتلهم.
دور الآباء
- للوالدين دور هام وعليهم متابعة أطفالهم، «أين هم؟ وماذا يفعلون؟ومع من؟»، فهذه أفضل الطرق للمساعدة في دعم الطفل، وهذا يحسن قدرتهم على التعامل مع ما يجري حولهم.
- ومن المهم مواصلة مناقشة الأمور مع الأطفال ومساعدتهم على التعبير عن مشاعرهم ووجهات نظرهم، مع التأكيد لهم بأن أعمال العنف المتطرفة هذه، رغم أنها مزعجة للغاية، إلا أنها استثناء في حياتنا وليست قاعدة.
- والأهم من ذلك كله، يحتاج الأطفال إلى الشعور بالأمان، والاهتمام بهم وأنهم ليسوا وحدهم في التعامل مع أعمال العنف المروعة هذه.
ملاحظة من" سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.