عام جديد بدأ، وأفكار جديدة نحلم بتحقيقها، وأخطاء نحاول أن نتفاداها وأخرى نقبل عليها ونرسيها في حياتنا، وفي الجانب الثاني نجد أطفالنا يكبرون عاماً بعد عام، وتزداد اهتماماتهم ويكثر عدد أصحابهم وتتطور دراستهم المدرسية من السهل إلى الأصعب.. ما يزيد من احتياجاتهم ومشاكلهم ومخاوفهم، فتظل بالعقل والقلب عالقة، وتشكل لهم آلاماً نفسية، ربما لا يستطيعون التعبير عنها بالكلام، فتنعكس سلبياً على تصرفاتهم.. لهذا عليك أيتها الأم المتابعة والاهتمام، و"احتفالا بـ1 يناير 2023: اهتمي بمتابعة حاجات طفلك النفسية"، اللقاء وأستاذ طب نفس الطفل احمد حسين السيد للشرح والتوضيح.
1-العلاج السلوكي
- أشارت العديد من الدراسات إلى أن التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه الأسر تؤثر في الأطفال مباشرة، وهو أمر يدعو إلى ضرورة وضع الصحة النفسية والعقلية للأطفال نصب الأعين في تلك الأوقات العصيبة.
- والحرص على دعمهم عاطفياً بحثّهم على الحديث عن مشاعرهم ومتطلباتهم العاطفية، كخطوة ووسيلة لمعالجة مشاكل الطفل ومخاوفه النفسية، ويتم ذلك من خلال التحدث معه.
- والطفل أثناء الكلام والتطرق لعدة موضوعات، يتعرف على حالته أو مشاعره وأفكاره ويتمكن من تحليل سلوكياته، ما يساعده على تعلم الكيفية الصحية للاستجابة للمواقف الصعبة.
- ورغم عالم الطفل الصغير المحدود.. ومشاكله النفسية، فإن التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه الأسر تؤثر أيضاً في الأطفال مباشرة، ما يدعو إلى الحرص على دعمهم عاطفياً، بحثّهم على التجاوب والحديث عن مشاعرهم ومتطلباتهم العاطفية.
- تعرّفي إلى المزيد: تغيرات الطفل في عمر السنتين
2-اكتشاف احتياجات الطفل النفسية
- الطعام المغذي وتحديد ساعات النوم ومتابعة الدراسة وعمل الواجبات.. احتياجات بديهية يسهل تعقبها ويقوم بها الآباء تجاه أطفالهم، بينما الاحتياجات العقلية والعاطفية للطفل، ليست بهذه الدرجة من الوضوح.
- من هنا كانت مسؤولية الآباء لتطوير مهارات الطفل النفسية والاجتماعية.. وفتح باب الحوار كمدخل لحل جميع المشكلات.. إضافة إلى تحفيز الحالة النفسية للطفل وتشجيعه، مع دفعه للحصول على أصدقاء جدد، والإحساس بالثقة واحترام الذات.
- تعرّفي إلى المزيد: سلوكيات شائعة يقوم بها طفلك الدارج ودلالتها
3- اللعب والحب غير المشروط
- الحب غير المشروط من جانب العائلة يعد على رأس قائمة الأساسيات العاطفية التي يحتاجها الطفل؛ لهذا أحبي طفلك في كل حالاته، في نوبات غضبه وحتى في لحظات ضعفه وإخفاقاته.. قدمي الحب لطفلك دائماً.. ليس لأنه مهذب أو لأنه منظم، أو ناجح في دراسته ومميز.
- كما أن إتاحة الفرصة للطفل للعب مع أطفال آخرين متعة أساسية، لا تقل أهمية عن الغذاء والتدفئة، فهو يساعد الأطفال على الإبداع وتنمية المهارات ويدعم قدرتهم على حل المشكلات.
- يتعلم الأطفال في اللعب مع الأقران مهارات اجتماعية ضرورية، مثل تنمية نقاط القوة، وإدراك نقاط الضعف، كما يطور الشعور بالانتماء عن طريق المشاركة والتحكم في النفس.
- وهل تعلمين أن الصراخ والحرية في إصدار أصوات عالية مبهجة وقت اللعب، تفيد الطفل على مستوى الطاقة.. وصحية استنفاد الزائد منها.
- تعرّفي إلى المزيد: جمل ما قيل عن اللغة العربية وأخطر ما يهددها!
4-متعة التجربة هي الأساس وليس الفوز
- غالباً ما تعترف العائلة والمدرسة والبيئة المحيطة بالطفل بالفوز فقط، ما يشكل ضغطاً على الطفل من أجل الفوز، لكنّ على الأسرة أن تدعم المتعة كذلك. فهناك معنى للتجربة الجديدة.
- فعندما تكون هناك مسابقة أو لعبة، يجب أن يكون أول سؤال يطرحه الأهل هو "هل استمتعت" وليس "هل فزت"؟ وحتى لا تصبح الهزيمة في نظر الطفل محبطة ومثبطة؛ وهذا يحمّله طاقة لا ينبغي تحملها.
توفير التربية والانضباط المفيد
- انتشرت في العقود الأخيرة مجموعة أساليب للتربية والعقاب وضبط السلوك، واختيار تلك البرامج يعود بصورة أساسية إلى أسلوب الأسرة في التعامل مع الطفل ومدى تقبله ذلك.
- مثال: لا ينبغي أن نتجاهل النقاش بشكل مبسط مع الأطفال، حالة مرور الآباء أو تعرضهم لمشكلة ما، حتى يتعلم الصغار طبيعة تلك المشاعر الإنسانية، وأن الآباء يمكن أن يخطئوا أيضاً فالجميع يرتكب أخطاء.
- وفتح باب الحوار مع الآباء هو مدخل لحل جميع المشكلات التي قد تحدث بعيداً عن أعينهم، لذا فإن كل تلك المبادئ تؤهل الأطفال لاكتساب شخصيات قوية في المستقبل.
علامات إنذار
- ينبغي وضع الصحة العقلية للأطفال نصب الأعين في أثناء التغيرات الحياتية التي تحدث؛ مثل تغير أنماط الأكل والنوم المعتادة إلى مشكلات أخرى؛ فهي بمنزلة ناقوس خطر.
- وهي إشارات إلى إمكانية الشعور بالقلق والخوف من مشكلة ما سوف تحدث، ومنها كذلك الانتقال إلى حي جديد وتغيير المدرسة، أو حوادث فقد الأهل والأقارب، بعدئذ يجب التحقق من تعرض الطفل لمشكلات مثل التنمر أو التحرش أو غيرها بعيداً عن أعين العائلة.
مشكلات تتطلب زيارة الطبيب
- هناك فرق بين المشكلات التي يمكن للأهل حلها بمفردهم، والمشكلات التي تستوجب تدخلاً فورياً من الطبيب النفسي من أجل المساعدة، مثل:
- انفصال الأبوين.
- فقدان أحد أفراد الأسرة أو من الدائرة المقربة للطفل.
- انخفاض الأداء المدرسي المفاجئ.
- درجات ضعيفة على الرغم من الجهود القوية.
- القلق العام أو القلق المنتظم.
- الرفض المتكرر للذهاب إلى المدرسة أو المشاركة في أنشطة الأطفال العادية.
- فرط النشاط أو التململ.
- الكوابيس المستمرة.
- استمرار العصيان أو العدوان.
- نوبات الغضب المتكررة.
- الاكتئاب، والحزن أو التهيج.