غالبية الأطفال الذين يتحركون كثيراً، ويلعبون ويقفزون من مكان إلى مكان، ولا يرسون إلا لدقائق على الكرسي.. لديهم طاقة زائدة، كما يتميز هؤلاء الأطفال بشدة الحساسية والانتقائية والذكاء، وهنا تكمن صعوبة العلاج السلوكي، بينما يؤكد الجانب العلمي والتربوي، أن الأسلوب الأمثل للتعامل معهم، هو تجنُّب عقابهم.. وزيادة الاهتمام بهم، والبحث بجدية عما يجذب انتباههم، ولا تطلبي منه التوقف عن الحركة.. خاصة بعد أن أثبتت الأبحاث أن "حركة الطفل تدعم معدل ذكائه.. فاتركيه يلعب ويقفز ".. اللقاء وخبير التربية وتعديل السلوك، الدكتور حامد حسن عبدالله؛ للشرح والتوضيح.
الطاقة الزائدة وفرط الحركة.. مرض الأذكياء
- فرط الحركة والانتباه هو اضطراب عصبي نفسي، أساسه جيني موجود في 16% من أقارب الدرجة الأولى، وعلى المستوى العالمي هناك 63 مليون شخص.
- وفرط الحركة أصحابه في منتهى الذكاء، ولديهم نبوغ، مثل السباح العالمي مايكل فيلبس.
- وكذلك الممثل العالمي ويل سميث، وبيل جيتس، ومخترعين مثل جراهام بيل وإسحاق نيوتن وغيرهم، كانوا مصابين بقلة الانتباه.
- وهذا الاضطراب يحدث في ثلاثة أشياء، إما أن يكون نقصاً في الانتباه أو في الحركة، أو اندفاعية في التصرفات.
- تعرّفي إلى المزيد: أسباب تجعلك تتوقفين عن تدليع طفلك
العلاج بالأدوية فقط
- ملامح هذا المرض تظهر بداية من الأشهر الأولى من الولادة، ولكن أخذ الأدوية وتشخيص الحالة يتأخر قليلاً.
- ومن الأخطاء الشائعة في العلاج.. إعطاء الجلسات السلوكية، أو التي تساعد الطفل على الانتباه؛ فهي تحسن جزءاً بسيطاً من الأعراض، ولكن العلاج الدوائي هو الأهم.
- 16% من طلاب الحضانات والمدارس الأولية لديهم هذا الاضطراب، وهم يشكلون نسبة كبيرة، وله مضاعفات مثل اضطراب السلوك، الذي يتمثل في الكذب والسرقة.
- والتعامل كذلك بسلوك مشين مع الأصدقاء.. فضلاً عن العنف وإيذاء الحيوانات، وهنا وجب على الآباء إعطاء هذا الطفل علاج جلسات السلوك؛ لأنها ستكون مفيدة له.
- تعرّفي إلى المزيد: نقاط لتوعية الطفل عند استخدام الإنترنت
"حركة الطفل تدعم معدل ذكائه".. فاتركيه يلعب ويقفز
- نعم طبياً وعلمياً.. الحركة تقوم بتزويد الدماغ بالأكسجين؛ حيث تَزيد الحركة من معدل ضربات القلب.. فيتدفق الأكسجين للدماغ؛ مما يؤدي إلى المزيد من الوقود للإبداع والتعلم والتفكير عند الطفل.
- الحركة عند الطفل تساعد على نمو وتكوين الخلايا العصبية، ونمو الدماغ بشكل جيد؛ حيث إن النشاط البدني يرتبط ارتباطاً وثيقاً بنمو الدماغ وزيادة كتلته، وتحسين المعالجة المعرفية.
- كما تقوم الحركة بتنظيم عمل الدماغ، وتحسِّن من الاستجابة الحسية؛ حيث إن عمل الدماغ يشمل معالجة المعلومات الواردة للدماغ، ودمجها مع المعلومات المخزّنة من التجارب السابقة، والقدرة لاستجابة الدماغ لهذه العملية يسمى الذكاء الوظيفي.
إستراتيجيات لتحفيز الطفل كثير الحركة على التعلم
- ما رأيك في خلق جوّ للقراءة لتشجيع الطفل كثير الحركة عليها؛ حيث إن القراءة تعَد مفتاح النجاح في التعلُّم، والأطفال الذين لا يقرأون، يعانون من صعوبة في التعلُّم؛ لأن القراءة تساعد الأطفال على تكوين مفردات جديدة والتواصل الجيد.
- القراءة لا تعني قراءة القصص وسماع الحكايات فقط، إنما هي عالم يفتح للطفل مساحات أكبر في الرؤية والمعرفة.. وتجعل خياله يتسع، فيما هو فوق الواقع الذي يعيشه فعلياً.. فلا تقتصر ساعات يوم الطفل كثير الحركة على التحرك هنا وهناك، والقفز والمشاغبة.
- وانتبهي.. فعندما يشعر الطفل كثير الحركة بالتحكم والسيطرة من جانب أهله؛ فإنه ينفر من التعليم؛ لهذا من المهم التحكم بتعليم الطفل مع السماح له بالقيام بتجربته الخاصة، وذلك باختيار الأنشطة اللامنهجية الخاصة به.
- إضافة إلى تشجيع الطفل كثير الحركة على التعبير عن رأيه، والقيام بخلق أجواء منفتحة؛ ليشعر بالراحة لإبداء رأيه، عما يعجبه أو ما يكرهه، أو بالتعبير عن مخاوفه؛ حيث إن شعور الطفل بأن رأيه غير مهم، يدفعه إلى الانسحاب من التعليم.
- تعليم الطفل كثير الحركة عن طريق الألعاب؛ إذ يساعد استخدام اللعب عند التعليم لتنمية المهارات المعرفية، ويحفز الطفل كثير الحركة على التعلُّم والرغبة في تعلُّم المزيد.
نصائح للتعامل مع الطفل الذكي كثير الحركة
- يلزم الآباء تحديد السلوكيات المقبولة وغير المقبولة بالمنزل وخارج المنزل، بهدف تعديل سلوك الطفل ومساعدته على التفكير في العواقب من تصرفاته.. وكذلك من خطورة حركته على نفسه أيضاً.
- كما يجب على الأهل تحديد السلوك الذي باستطاعتهم تحمُّله، وقد يواجه الطفل صعوبة في فهم التعليمات؛ لذلك يجب تبسيطها له، ومكافأته عند اتباعها.
- تشجيع الطفل كثير الحركة على الرياضة؛ حيث تساعد التمارين على حرق الطاقة بشكل صحي، وتعمل على زيادة التركيز لدى الطفل، والتقليل من الاكتئاب والقلق.
- قد يكون النوم صعباً للطفل كثير الحركة، والمعروف أن قلة النوم تؤدي إلى زيادة النشاط لدى الطفل، ولتنظيم النوم.. يجب منع الطفل من تناول الكافيين أو السكريات قبل موعد النوم بفترة؛ إضافةً إلى تقليل وقت مشاهدة التلفاز.
- وكذلك يجب خلق روتين للطفل والالتزام به، مثل: أوقات للطعام، وأوقات للواجبات المنزلية أو المدرسية، ووقت للعب والنوم، ويمكن طلب المشورة من أخصائي في العلاقات الاجتماعية؛ لتقديم كافة المعلومات للتعامل مع الطفل كثير الحركة.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفةأو هذا العلاج، عليكِ استشارةَ طبيب متخصص.