أسباب الولادة القيصرية كثيرة ومتعددة، منها ما هو مرتبط بحالة الحامل المرضية، ومنها ما هو اضطراري أو وقتي، لهذا كانت هناك أسباب مخطط لها إجراء العمليّة القيصريّة قبل المخاض، وأسباب أخرى غير مخطط لها.. لأنها طارئة.. تظهر عند بدء المخاض، وعلى الرغم من اختلافهما، إلا أن الاثنين يسعيان نحو هدف واحد، وهو الحفاظ على سلامة المرأة والحمل والجنين. اللقاء مع الدكتور أحمد بشير، أستاذ أمراض النساء والولادة؛ للتعرف إلى أسباب الولادة القيصرية بالتفصيل مع بعض طرق التقليل من اللجوء إليها.
الولادة القيصرية لسببين
- ويمكن أن نقول: الجراحة القيصريّة لسببين؛ حيث تنقسم بين إجراء جراحي مُخطط له ومتفق عليه، ويمكن إخضاع المرأة له اعتباراً من الأسبوع التاسع والثلاثين من الحمل، أو إجراء اضطراري إجباري ضمن الحالات الطارئة، التي يُعتقد فيها أنّ الولادة الطبيعيّة تشكل مخاطرة صحية.
تعرّفي إلى المزيد: نصائح غذائية للأشهر الأولى من الحمل
أسباب الولادة القيصرية.. المُخطط لها
- اتخاذ الجنين لهيئة المقعد داخل الرحم؛ بحيث تكون قدماه أو مؤخرته للأسفل، أو في الرّحم -الهيئة العرضيّة الجانبيّة- ما يدفع الأطباء إلى اللجوء إلى الولادة القيصريّة المُخطط لها.
- إلا أنّه من الممكن قلب هيئة بعض الأجنة قبل بدء المخاض، أو إخضاعهم للولادة الطبيعية بالاستعانة بتقنيات خاصّة، لهذا يُمكن القول إنّ وجود الطفل بإحدى الهيئتين السابقتين لا يعني الولادة القيصرية بشكلٍ مؤكد.
تعرّفي إلى المزيد: متى تتأكدين من ثبوت الحمل؟
المشاكل المتعلّقة بالمشيمة.. وأمراض أخرى
- ويمكن تصنيف الحالات المتعلّقة بـمشاكل المشيمة إلى حالتين على النحو التالي: المشيمة المُنزاحة، وتعني المشيمة الموجودة بالقرب من عنق الرحم فتغطيه كُلياً أو جزئياً، مما يحول دون إمكانية إتمام الولادة الطبيعية.
- أو قد يتسبّب بزيادة خطر حدوث النزيف أثناء المخاض.. ونعني بذلك انفصال المشيمة عن جدار الرحم، والذي يجعل الولادة القيصريّة أكثر أماناً للأمّ وطفلها.
- أو إصابة المرأة بأمراض معيّنة، تجعل من الولادة الطبيعيّة أمراً صعباً، وتؤدي إلى استبعادها لما قد تُسببه من إضرارٍ بالمرأة والجنين، ومن أبرز هذه الأمراض: أمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى.
تعرّفي إلى المزيد: فوائد التدليك بعد الولادة
العدوى الفيروسية والوزن
- كما أنّ إصابة المرأة بإحدى الآفات النشطة والمعدية في المنطقة التناسليّة، مثل فيروس الهربس أو فيروز عوز المناعة البشرية.. لهما دور في احتمالية الولادة القيصرية.. لتفادي نقل الفيروس للطفل في حال حدثت الولادة الطبيعية.
- ولوزن المرأة الزائد بشكل كبير دور أيضاً في زيادة احتمالية اللجوء إلى الولادة القيصرية، مثل إصابة الحامل بسكري الحمل.. أو إصابتها بمشاكل مرضية معينة، مثل: ارتفاع ضغط الدم أو حالة الارتعاج.
- كما يتسبّب حجم الطفل الكبير بحدوث ما يُسمّى بعدم التناسب الرأسيّ الحوضيّ، وهذا يعني أنّ رأس الطفل أو حجمه كبير، مما يُعسّر خروجه عبر حوض المرأة.
- وفي بعض الحالات قد تسهم إصابة الجنين ببعض العيوب الخلقية في رفع احتمالية اللجوء إلى الولادة القيصريّة، ومنها استسقاء الرأس.
سن الحامل والخضوع لعمليات سابقة
- كما أنّ خضوع المرأة للولادة القيصرية أو لأيّ عملية جراحية في الرحم سابقاً، قد يكون دافعاً لإجراء الولادة القيصريّة لها، إضافة إلى نوع شق الرحم السابق، وخطر تمزق الرحم أثناء المخاض الطبيعي، وكذلك حالة ازدياد عدد الأجنة في رحم المرأة.
- وهناك علاقة طردية بين تقدم المرأة في السن واحتمالية خضوعها للولادة القيصريّة، خاصة اللاتي بلغن أربعين عاماً فأكثر.. كما أنّ إصابة الطفل ببعض الأمراض أو العيوب الخلقية قد تُصعّب إجراء الولادة الطبيعية وتجعلها أكثر خطورة.
أسباب الولادة القيصريّة غير المُخطط لها "الاضطرارية"
- ويشتد الاحتياج إلى ولادة قيصرية.. في حالة عدم تقدّم مراحل المخاض؛ كتوقف عنق الرحم عن التوسّع والتمدد قبل الوصول إلى التمدد المطلوب لحدوث الولادة.
- أو لتوقف الجنين عن الحركة إلى أسفل قناة الولادة، وذلك لالتفاف الحبل السري حول جسمه أو عنقه، أو تعلق الحبل السري بين رأس الجنين وحوض المرأة.
- الضائقة الجنينية.. وتعني حالة الاضطراب التي تحدث للجنين أثناء المخاض، مثل تطور حالة عدم انتظام ضربات قلب الجنين.. ما يشير إلى أنه غير قادر على تحمل المخاض.. ما يستلزم إجراء العملية القيصرية على الفور.
- وفي مرات تميل بعض النساء الحوامل إلى إبداء رغبتهنّ بالخضوع للولادة القيصرية لأسبابٍ غير طبيّة، وهنا يقوم الطبيب بشرح الفوائد والمخاطر الإجمالية التي قد تلحق بالمرأة وطفلها مقارنة بالولادة الطبيعية.
- وأحياناً يكون الخوف أو القلق من الولادة الطبيعية هو السبب وراء تفضيل الولادة القيصرية، فتتم مناقشة الأمر مع الطبيب للحصول على الدعم المطلوب، وعندها يمكن إجراء الولادة القيصرية.
نصائح لتقليل الحاجة للولادة القيصرية
- في بعض الحالات يكون إجراء الولادة القيصريّة أمراً ضرورياً يُنقذ حياة المرأة وطفلها، ولكن في معظم الحالات يمكن الاستفادة من مزايا الولادة الطبيعية للطفل والمرأة.. والتقليل من الاستعانة بالقيصرية، وذلك يتم بعدة طرق.
- اختيار الطبيب الذي يساعد المرأة خلال الولادة بحكمة، لتجنب الولادة القيصريّة غير الضرورية.
- الإلمام بطبيعة الولادة وإدراك النواحي المتعلقة بالمخاض، ممّا يُسهم في منح المرأة شعوراً بالراحة مع المحيط، وشعوراً بالارتياح تجاه الولادة. تجنّب تحريض المخاض قدر المستطاع، حيث يزيد التحريض من احتمالية الحاجة إلى الولادة القيصريّة.
- استخدام الأدوية، واللجوء إلى الاختيارات الطبية المتعددة بحكمة، فمثلاً عند اختيار الحصول على تخدير بإبرة الظهر... يجب أخذها بالوقت المناسب، بحيث لا يكون في وقتٍ مبكر بعيداً عن الولادة، ما يزيد من خطر اللجوء إلى الولادة القيصريّة.
ملاحظة من"سيدتي. نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.