نواجه يومياً في ظل ضغوط الحياة العصرية الكثير من السموم التي تؤثر سلباً على أجسامنا وعقولنا، فبين السموم الجسدية نتيجة ملوثات البيئة والطعام غير الصحي، والسموم العقلية نتيجة الإصابة بالاضطرابات النفسية مثل، القلق والتوتر وكثرة التفكير والاكتئاب، نصبح أسرى للكثير من المشاكل الصحية والنفسية التي تتطلب محاولات مستمرة للتخلص منها بشكل منتظم للحفاظ على صحة جسدية ونفسية جيدة.
في السطور التالية، يُقدم لكِ "سيدتي.نت" نصائح للتخلص من السموم الجسدية والعقلية لحياة أكثر صحة وسعادة.
التخلص من السموم الجسدية
مصطلح "السم" في سياق حمية التخلص من السموم معرّف بشكل فضفاض، وهو يشمل عادةً الملوثات والمواد الكيميائية الاصطناعية والمعادن الثقيلة والأطعمة المصنّعة، والتي يمكن أن تؤثر سلباً على الصحة، ومع ذلك، نادراً ما تحدد الأنظمة الغذائية الشائعة للتخلص من السموم، تلك السموم الجسدية التي تهدف إلى إزالتها أو الآلية التي يُفترض أنها تزيلها من خلالها.
يمتلك جسمكِ طريقة متطورة للتخلص من السموم التي تشمل الكبد والكلى والجهاز الهضمي والجلد والرئتين، وعندما تكون هذه الأعضاء سليمة، يمكنها القضاء على المواد غير المرغوب فيها بشكل فعّال، لذلك في حين أن حمية التخلص من السموم لا تفعل أي شيء لا يستطيع جسمك القيام به بشكل طبيعي بمفرده، يمكنكِ تحسين نظام إزالة السموم الطبيعي في جسمك باتباع النصائح التالية:
1-اشربي المزيد من الماء
يفعل الماء أكثر بكثير من مجرد إرواء عطشكِ، حيث ينظّم درجة حرارة الجسم، ويزيّت المفاصل، ويساعد على الهضم وامتصاص العناصر الغذائية، ويزيل السموم من الجسم عن طريق إزالة الفضلات.
يجب أن تقوم خلايا جسمك بإصلاح نفسها باستمرار لتعمل على النحو الأمثل وتفتيت العناصر الغذائية ليستخدمها جسمك كطاقة؛ وهذه العمليات تطلق نفايات يمكن أن تُسبب ضرراً إذا تراكمت في الدم، لذلك ينقل الماء هذه النفايات ويزيلها بكفاءة عن طريق التبول أو التنفس أو التعرّق، لذا فإنَّ بقاء الجسم رطب بشكل صحيح أمر مهم لإزالة السموم منه.
وكمية الماء اليومية اللازمة هي 3.7 لتر للرجال و2.7 لتر للنساء، وقد تحتاجين إلى ماء أكثر أو أقل اعتماداً على نظامكِ الغذائي، والمكان الذي تعيشين به، ومستوى نشاطكِ البدني وغيرها من العوامل التي يحددها اختصاصي/ة التغذية.
2-قللي من تناول السكر والأطعمة المصنّعة
غالباً ما ينسب الناس السكر والأطعمة المصنّعة إلى العديد من أزمات الصحة العامة الحالية، وتربط الأبحاث بين الاستهلاك العالي للأطعمة السكرية والمعالجة للغاية والسمنة والأمراض المزمنة الأخرى، مثل، أمراض القلب والسرطان والسكري، وتعيق هذه الأمراض قدرة الجسم على إزالة السموم بشكل طبيعي عن طريق إيذاء الأعضاء التي تلعب دوراً مهماً في هذه العملية، مثل الكبد والكلى.
على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي الاستهلاك العالي للمشروبات السكرية إلى الإصابة بمرض الكبد الدهني، وهي حالة تؤثر سلباً على وظائف الكبد.
ويمكنكِ الحفاظ على صحة نظام إزالة السموم من الجسم عن طريق استهلاك كميات أقل من الوجبات السريعة، واستبدالها بخيارات صحية مثل، الفواكه والخضراوات والحبوب...
3-تناولي الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة
تحمي مضادات الأكسدة خلاياك من التلف الذي تسببه جزيئيات تسمى الجذور الحرة؛ والإجهاد التأكسدي هو حالة تنتج عن الإفراط في إنتاج الجذور الحرة، إذ ينتج جسمك بشكل طبيعي هذه الجزيئيات للعمليات الخلوية مثل الهضم، ومع ذلك فإنَّ التدخين واتباع نظام غذائي منخفض المغذيات والتعرّض للملوثات يمكن أن ينتج عنه جذور حرة مفرطة.
وتسبب هذه الجزيئيات ضرراً لمجموعة من الخلايا، إذ تشير الأبحاث إلى أن ضرر الجذور الحرة يوصل الجسم إلى حالات مثل، الخرف وأمراض القلب وأمراض الكبد والربو، وأنواع معينة من السرطان، لذلك يمكن أن يساعد اتباع نظام غذائي غني بمضادات الأكسدة جسمك على مقاومة الإجهاد التأكسدي الناجم عن الجذور الحرة الزائدة والسموم الأخرى التي تزيد من خطر الإصابة بالأمراض.
ويفضل التركيز في الحصول على مضادات الأكسدة من الطعام وليس من المكملات الغذائية. ويحتوي التوت والفواكه والمكسرات والكاكاو والخضراوات والتوابل والمشروبات مثل، القهوة والشاي الأخضر على نسبة عالية من مضادات الأكسدة.
4-تناولي الأطعمة الغنية بالبريبيوتكس
صحة الأمعاء مهمة للحفاظ على صحة نظام إزالة السموم، إذ تحتوي خلايا الأمعاء على نظام إزالة السموم والإفراز الذي يحمي أمعاءك وجسمك من السموم الضارّة، مثل المواد الكيميائية، وتبدأ صحة الأمعاء الجيدة بالبريبيوتكس، وهو نوع من الألياف يغذي البكتيريا الجيدة في أمعائك والتي تسمى البروبيوتيك.
ومع البريبيوتكس، يمكن للبكتيريا النافعة أن تنتج مواد مغذية تسمى الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة المفيدة للصحة، فيما يمكن أن يؤدي استخدام المضادات الحيوية وسوء نظافة الأسنان وجودة النظام الغذائي إلى تغيير التوازن البكتيري في أمعائك، وبالتالي فإن هذا التحول غير الصحي في البكتيريا يمكن أن يضعف جهاز المناعة وإزالة السموم لديك ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض والالتهابات.
لذلك يؤدي تناول الأطعمة الغنية بالبريبيوتكس إلى الحفاظ على صحة جهاز المناعة وإزالة السموم، وتشمل المصادر الغذائية الجيدة للبريبيوتكس، الطماطم والخرشوف والموز والبصل والثوم والشوفان.
5-قللي من تناول الملح
بالنسبة للبعض، يعتبر التخلص من السموم وسيلة للتخلص من الماء الزائد، ويمكن أن يؤدي استهلاك الكثير من الملح إلى احتفاظ الجسم بالسوائل الزائدة، خاصة إذا كنتِ تعانين من حالة تؤثر على الكلى أو الكبد، أو إذا كنت لا تشربين كمية كافية من الماء، يمكن أن يسبب تراكم السوائل الانتفاخ وجعل الملابس غير مريحة, وإذا كنت تستهلكين الكثير من الملح، يمكنك التخلص من وزن الماء الزائد، من خلال زيادة استهلاكك للماء، لأنه عندما تستهلكين الكثير من الملح في ظل قلة شرب الماء، فإن جسمك يفرز هرموناً مضاداً لإدرار البول يمنعك من التبول وبالتالي من إزالة السموم.
من ناحية أخرى، فإنَّ زيادة تناولك للأطعمة الغنية بالبوتاسيوم - التي توازن بعض تأثيرات الصوديوم - يساعد أيضاً في التخلص من السموم الناتجة عن زيادة تناول الملح، وتشمل الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، البطاطس والكوسا والفاصوليا والموز والسبانخ.
تابعي المزيد طرق علاج المغص الشديد والأسباب الشائعة
التخلص من السموم العقلية
الدماغ هو العضو الأكثر نشاطاً في التمثيل الغذائي في جسمكِ، كما يمكن أن يتضرر من السموم البيئية، كما أنه عرضة للضرر من العلاقات السامّة والعادات السامّة وأنماط التفكير السامّة. في الواقع عقلكِ هو الذي يحمل أثقل حمولة سموم في جسمك بالكامل، وبالنسبة للكثيرين أصبحت الضغوط اليومية سبباً في الكثير من السموم النفسية والعقلية، مثل القلق والتوتر والاكتئاب وكثرة التفكير.
إليكِ بعض النصائح التي ستساعدكِ على التخلص من السموم العقلية:
-احصلي على قسطٍ كافٍ من النوم يومياً
تشرح الأبحاث المنشورة في عام 2015 أن جزءاً من وظيفة الجهاز الجليمفاوي، هو إزالة السموم من دماغكِ وجهازكِ العصبي، ويقوم الجهاز الجليمفاوي بمعظم عمله أثناء النوم لأنَّ العمليات الجسدية الأخرى تكون أقل نشاطاً، مما يسمح للنشاط الجليمفاوي بأخذ الأولوية.
وتشير الأبحاث التي أجريت على الحيوانات إلى أن هناك أيضاً حجماً أكبر من المساحة المفتوحة بين الخلايا في دماغك أثناء النوم، مما يتيح مساحة أكبر لعقلك للتخلص من السموم، وأحد الأمور المهمة التي يتم إزالتها من الدماغ عند التخلص من النفايات هو بروتين بيتا أميلويد، والذي يعتقد الخبراء أنه يلعب دوراً في تطور مرض الزهايمر.
ويلعب النوم دوراً أساسياً في وظيفة الجهاز الجليمفاوي، لذلك يعدُّ الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم كل ليلة أحد أفضل الطرق لدعم عملية إزالة السموم الطبيعية في عقلك.
-خصصي بعض الوقت للتخلص من التوتر
للتخلص من السموم النفسية والمساعدة على نوم هانىء في المساء، جرّبي ما يلي:
-اكتبي ملاحظات يومية حول الضغوطات التي تعرضت لها خلال يومكِ.
-اكتبي الأشياء التي تحتاجين إلى الاهتمام بها في اليوم التالي حتى لا تقلقي بشأنها أثناء نومكِ.
-جرّبي التلوين أو القراءة أو الأنشطة المهدئة الأخرى.
-احصلي على حمام دافئ بالشموع أو العلاج العطري.
-يمكنكِ القيام ببعض اليوجا الخفيفة أو التأمل.
-مارسي تمارين التنفس العميق.
-مارسي تمارين الدماغ
تمرين عقلكِ ليس أقل أهمية من تمرين عضلات جسمكِ، فعلى الرغم من أن النشاط البدني يساعد عقلكِ، إلا أن النشاط العقلي هام أيضاً، لذلك حاولي حل الكلمات المتقاطعة، أو الصور المتقطعة، أو تعلم لغة جديدة أو الاستماع إلى الموسيقى أو التأمل لتمرين الدماغ، مما يساعده على التخلص من سمومه.
المصدر: healthline.com
تابعي المزيد طرق طبيعية لزيادة هرمون الدوبامين والسيروتونين لسعادة أكبر