تنتج ما تعرف بالفوهات الصدمية بسبب سقوط النيازك أو الحطام الفضائي على سطح الأرض، لكن من حسن الحظ معظمها يحترق أثناء دخوله الغلاف الجوي للأرض، ما يجعل خطر اصطدامها بمناطق مؤهولة قليلاً.
وتحدث الفوهات الصدمية على كل جسم كوكبي في نظامنا الشمسي، بغض النظر عن حجمه. ومن خلال دراسة الحفر الأثرية والنيازك التي تسببها، يمكن التعرف على العمليات والجيولوجيا التي تشكل نظامنا الشمسي بأكمله.
وفقاً لـ"phys.org"، فيما يلي أبرز 5 فوهات صدمية الأكبر في العالم:
1- فوهة بارينجر في الولايات المتحدة
وتسمى أيضاً "ميتيور كريتر"، وتقع بالقرب من مدينة وينسلو في ولاية أريزونا بالولايات المتحدة، وكانت أول فوهة نيزكية تم التأكد من أنها نتجت عن تأثير أجسام من خارج الأرض.
ويبلغ قطر الفوهة نحو كيلومتر واحد، وعمرها نحو 50 ألف عام، ما تعد "صغيرة" نسبياً.
تم التعرف عليها منذ أواخر القرن التاسع عشر، ولكن كان هناك جدل حول ما إذا كانت ناتجة عن اصطدام، أو مرتبطة بالمقاطعة البركانية القريبة حتى ستينيات القرن الماضي.
وتمثل الفوهة موقعاً للبحث النشط، فهي مكان ممتاز للتعرف على عملية التحطم الصدمي.
ومنذ أيام أبولو المبكرة، تم استخدام فوهة بارينجر لتدريب رواد الفضاء. وتستمر هذه الممارسة حتى يومنا هذا، حيث يتعلم رواد الفضاء من مهمة أرتميس كيفية التنقل فيما بين تضاريس مثل تلك التي سيواجهونها على سطح القمر، بالإضافة إلى القليل من الجيولوجيا.
2- فوهة تشيكشولوب في المكسيك
يبلغ قطرها 180 كيلومتراً، الواقعة في شِبه جزيرة يوكاتان في المكسيك، وهي ثاني أكبر فوهة صدمية على وجه الأرض، وتعود لـ 66 مليون سنة – تزامناً مع انقراض الديناصورات.
وقُدّر قطر الجسم الذي اصطدم بالأرض بـ 10 كيلومترات، وأنه كان يسير بسرعة 20 كيلومتراً في الثانية. وهذا يعادل نحو 5 دقائق سفر من سيدني إلى لوس أنجلوس.
ولم تكن الديناصورات فقط هي التي انقرضت إذ تشير التقديرات إلى أن 75% من أنواع النباتات والحيوانات على الأرض انقرضت نتيجة لهذا الحدث.
ويعتقد أن تأثير الاصطدام كان كارثياً، مع ظهور آثار لاحقة لعقود، حيث كانت هناك موجات تسونامي كبيرة، واحترقت الغابات في جميع أنحاء العالم. وتلاشى ضوء الشمس بسبب الرماد والغازات، ربما لسنوات، ما أدى إلى شتاء عالمي هلك عدد من الكائنات.
3- فريدفورت في جنوب إفريقيا
يمكن أن تكون الفوهة مصدراً لموارد اقتصادية، ويمكن أن يؤدي التأثير إلى تركيز المعادن الموجودة في المكان قبل تكوين الفوهة الصدمية، وهذا هو الحال في هيكل فريدفورت في جنوب إفريقيا، حيث تشير التقديرات إلى أنه تم استخراج أكثر من ثلث ذهب العالم منها.
ويعد هيكل تأثير فريدفورت أكبر فوهة صدمية مؤكدة على الأرض ويبلغ عمرها نحو مليارَيْ عام، وكان يُعتقد أن قطر الحفرة الأصلية يصل إلى 300 كيلومتر، لكنها تآكلت إلى حد كبير.
وهيكل تأثير فريدفورت هو أكبر فوهة صدمية مؤكدة على الأرض ويبلغ عمرها نحو 2 مليار سنة. وكان يُعتقد أن قطر الحفرة الأصلية يصل إلى 300 كيلومتر، لكنها تآكلت إلى حد كبير.
تابعي المزيد: اكتشاف فوهة نيزكية عمرها 60 مليون سنة في سلطنة عمان
4- حفرة تنورالا في أستراليا
تضم أستراليا وحدها 30 فوهة صدمية، وغالباً ما تعد هذه الهياكل الجيولوجية المهيبة أماكن مقدسة من قبل مجتمعات السكان الأصليين المحليين.
يبلغ قطر "تنورالا" اليوم 4.5 كيلومتر، وتقع على ارتفاع 150 متراً فوق الصحراء المحيطة بها، ولكن عندما تشكلت لأول مرة قبل 142 مليون سنة، ربما كان قطرها أقرب إلى 24 كيلومترا وتآكلت بمرور الوقت.
5- نوردلنجر ريس في ألمانيا
تشكلت فوهة نوردلنجر ريس المعروفة أيضاً باسم فوهة "ريس"، منذ نحو 14 مليون سنة، ويبلغ قطرها حوالي 24 كم، وتقع بلدة نوردلنجر داخل الفوهة، جنوب المركز مباشرة. ويمكنك من أعلى رؤية حافة الحفرة.
وتتضمن الفوهة طبقات من الصخور والمعادن المحفوظة بشكل أفضل من أي مكان آخر تقريباً على الأرض.
وأثناء التأثير، تعرض الغرافيت لضغوط ودرجات حرارة عالية جداً، وحوّل هذا الضغط الغرافيت إلى ملايين من الماسات الدقيقة التي تنتشر في مباني المدينة.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر