لا يزال الراديو محتفظ بمكانته البليغة بين الوسائط الإعلامية رغمًا عن التكنولوجيا والتي اقتحمت مجالات الإعلام وسيطرت عليها، إلا أن الراديو لا يمكن الاستغناء عنه، فمازال منصة لتوفير المعلومات، وتثقيف الناس، والسماح بالتعبير عبر الثقافات، وبالطبع تشغيل جميع الموسيقى المفضلة لدينا.
• احتفالية 2023 "الإذاعة والسلام"
وفي ظل إدراك أهمية الراديو وكم هو وثيق الصلة ومهم في حياتنا اليومية يحتفي العالم باليوم العالمي للإذاعة في 13 فبراير من كل عام، فقد تم اقتراح اليوم العالمي للإذاعة لأول مرة من قبل إسبانيا في سبتمبر 2010. وبدعم من جمعيات البث حول العالم ، تم قبوله بالإجماع من قبل الدول الأعضاء في اليونسكو في نوفمبر 2011.
وخلال هذا العام 2023 تم الاتفاق على أن تكون احتفالية الدورة الثانية عشرة لليوم العالمي للإذاعة تحت عنوان "الإذاعة والسلام"، حيث تسلط اليونسكو الضوء على الإذاعة المستقلة كركيزة لمنع النزاعات وبناء السلام، حيث يُنظر إليها على أنها جزء لا يتجزأ من السلام والاستقرار.
• الإذاعات المحترفة تعمل على تخفيف حدة الصراع والتوترات
حسب الموقع الرسمي لليونسكو .un.org، تشير الحرب، كمضاد للسلام، إلى نزاع مسلح بين دول أو مجموعات داخل بلد ما، ولكنها قد تُترجم أيضًا إلى صراع في الروايات الإعلامية، ويمكن للراديو تأجيج الصراع على أن الإذاعات المحترفة قد تعمل على تخفيف حدة الصراع والتوترات، وقد تمنع تصعيدها أو إجراء محادثات المصالحة وإعادة الإعمار.
في سياقات التوترات البعيدة أو الفورية ، توفر البرامج الإذاعية ذات الصلة والتقارير الإخبارية المستقلة الأساس للديمقراطية المستدامة والحكم الرشيد من خلال جمع الأدلة حول ما يحدث، وإبلاغ المواطنين عنه بعبارات محايدة وقائمة على الحقائق، كما تقدم الإذاعة منهجاً بديلاً لمنع نشوب النزاعات من خلال الوقوف على الشعور بالإحباط أو تضارب المصالح، وحل سوء الفهم، والوقوف على مشكلات عدم الثقة، وغيرها من المشكلات، علماً بأنه في وسع هذه الأمور المساهمة في التصدي للكراهية أو للرغبة في الانتقام أو الاستعداد لحمل السلاح... ومع الإذاعات المهنية المحايدة ظهرت أصوات إذاعية شهيرة في العالم العربي وفي العالم. و
• تعزيز الديمقراطية وترسي السلام الدائم
ومن ثَمّ، تساهم الإذاعة المهنية المستقلة في تعزيز الديمقراطية وتوفّر أساساً لإرساء السلام الدائم، على أن التقارير الإذاعية السريعة ليست هي التي تساهم في منع نشوب النزاعات وبناء السلام ، بل هي مسؤولية محترفي الإذاعة أمام المواطنين، والتحقق من الحقائق، والدقة، والتقارير المتوازنة، والتحقيق الصحفي وراء كل الأخبار والبرامج التي يتم بثها. يعزز التحرر من التأثير التجاري أو الأيديولوجي أو السياسي الراديو كموجه للسلام. علاوة على ذلك ، تعزز التقنيات التعاونية المتنوعة للمبرمجين الإذاعيين أيضًا ثقافة الحوار من خلال البرامج والصيغ التشاركية مثل المكالمات ، والبرامج الحوارية ، ومنتديات المستمعين ، وما إلى ذلك ، ومن ثم إتاحة الفرص لمناقشة القضايا الكامنة بشكل ديمقراطي ، على الهواء ، بما في ذلك الخلافات.
وبالتالي ، فإنها تعزز الديمقراطية وتوفر الأساس للسلام المستدام. ولذلك ينبغي أن يتم إدراجه في كثير من الأحيان في استراتيجيات منع نشوب النزاعات وبناء السلام وأن يكون محور تركيز مساعدة وسائل الإعلام بشكل حاسم، وفي السياق التالي نحو مذيعو المستقبل المهنين تعرفي على 8 طرق لتدريب طفلك كي يصبح مذيعاً
• وسيلةً لبناء السلام
وفي كلمتها في الاحتفال باليوم العالمي للإذاعة أشادت المديرة العامة لليونسكو، السيدة أودري أزولاي، بالإذاعة وقدرتها الكامنة في بناء السلام و تنميته، فقد اتضح جليا،منذ اختراعها قبل زهاء قرن خلا، أنها وسيلة متميزة للاتصال والحوار وتبادل الآراء، تفوق الكثير من سائر وسائل الإعلام من حيث سهولة المنال والانتشار.
وأشارت أزولاي في كلمتها لتعاون اليونسكو مع الاتحاد الأوروبي، في تنفيذ برنامج واسع النطاق لدعم وسائل الإعلام الأفغانية ومساعدﺗﻬا في نشر المحتوى ولاّسيما المحتوى التعليمي، وكذلك المحتوى في مجال
الصحة و السلامةً إلى الوصول المباشر، وإذ تجري أيضا في الإذاعة التي لا تمثل مجرد جهاز إلكتروني،عملية بناء يتبلور من خلالها الحوار الديمقراطي ويتفرع، فلابد من الذود عن التنوع الإذاعي واستقلال الإذاعات، ﺑﺎعتبارها ساحة "أغورا" حديثة من عدة نواحً، لافتة أن لدعم اليونسكو محطات الإذاعة المحلية والمستقلة في جميع أنحاء العالم
ودعت المديرة العامة لليونسكو الجميع في هذا اليوم ، من مستمعين ومستمعات، وعاملين وعاملات في اﻟﻤﺠال السمعي البصري، ومذيعين ومذيعات، ليس إلى الاحتفال ﺑﺎلقدرة الكامنة في الإذاعة فحسب، بل و إلى تعزيز الاستعانة بها ﺑﺎعتبارها وسيلةً فريدة من نوعها لبناء السلام، ولتتعرفي في اليوم العالمي للإذاعة المزيد حول ما قيمة الراديو