تعرضت منطقة جبل واشنطن الأمريكية إلى طقس قارس البرودة؛ حيث انخفضت درجة الحرارة في جبل واشنطن بأمريكا إلى أقل من 108 درجات فهرنهايت تحت الصفر، وكانت الرياح تعصف بسرعة 157 كيلومتراً بالساعة. وتعد درجة البرودة للرياح على الأرجح أنها أقل درجة تم تسجيلها على الإطلاق في الولايات المتحدة.
ووفقاً لموقع (washingtonpost) هبطت الرياح الباردة في قمة جبل واشنطن في نيو هامبشاير إلى -108 درجات على نهر فريدا، مما يشير إلى ما يقول علماء الأرصاد الجوية وعلماء المناخ أنه ربما يكون أدنى مستوى مسجل في تاريخ الولايات المتحدة في وقت يتعرض فيه الشمال الشرقي للضرب. الهواء البارد بشكل خطير.
تُظهر سجلات مرصد ماونت واشنطن كيف أن البرودة الشديدة والرياح القوية التي تجاوزت 100 ميل في الساعة من الانفجار الجوي في القطب الشمالي قد غمرت القمة، وجعلت الجبل الذي يحتوي على أعلى قمة في الشمال الشرقي يبدو وكأنه ليس من الأرض. في الواقع، كان المشهد المخيف فوق جبل واشنطن أبرد قليلاً من متوسط درجة الحرارة على المريخ هذا الأسبوع، وفقاً لوكالة ناسا.
تجاوزت الرياح الباردة في جبل واشنطن، التي يبلغ ارتفاعها 6228 قدماً والمعروفة بطقسها غير المنتظم، الرقم القياسي البالغ 102.7 درجة تحت الصفر المسجل في عام 2004. وتوقع المرصد أن تهب رياح تصل سرعتها إلى أكثر من 100 ميل في الساعة مع هبوب رياح. حوالي 128 ميلاً في الساعة.
وكتبت الوكالة: "الرياح التي تبلغ سرعتها 96 ميلاً في الساعة (العواصف التي تصل سرعتها إلى 127 ميلاً في الساعة) تنتج رياحاً باردة تصل إلى -108 فهرنهايت".
قال فرانسيس تاراسيفيتش، عالم الأرصاد الجوية في مرصد جبل واشنطن: إن برودة الرياح التي حطمت الرقم القياسي توجت "بيوم رائع، يوم مذهل، وفي الواقع كانت لحظة مخيفة بعض الشيء". لاحظ تاراسيفيتش كيف أن الرياح القوية، التي وصفها بأنها "ضربة رأسية متقلبة"، فجرت المفصلة عن باب المرصد.
وحذر عالم الأرصاد، من أن مثل هذه الرياح الشديدة البرودة ستؤدي إلى قضمة الصقيع على الجلد المكشوف في أقل من دقيقة.
البرودة تبدو وكأنها نحلة تلسع
قال تاراسيفيتش: "في بعض ملاحظاتي، كانت هناك فجوات صغيرة جداً في القفازات الخاصة بي، وشعرت البقعة التي تم الكشف عنها للريح وكأنها نحلة تلسع ذراعي باستمرار".
وقالت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية إن درجة الحرارة في جبل واشنطن انخفضت إلى 46 درجة تحت الصفر.
وكتبت دائرة الأرصاد الجوية الوطنية: "في الوقت الحالي، ترقى ماونت واشنطن إلى مستوى سمعة أنها تتمتع بأسوأ طقس في العالم".
البرد القارس للرياح في جبل واشنطن هو جزء من الهواء البارد الخطير الذي يغزو الشمال الشرقي الذي يعيش فيه ما يقرب من 50 مليون أمريكي في 15 ولاية تحت إنذارات برد الرياح. تمر أجزاء من ولاية ماين بأقصى درجات برودة الرياح خلال جيل واحد على الأقل، في حين أن مدن نيو إنجلاند مثل بوسطن وبروفيدنس وبريدجبورت، كونيتيكت، سجلت جميعها درجات حرارة قياسية منخفضة يومياً، وفقاً لخدمة الطقس الوطنية.
كتب بريان بريتشنايدر، عالم المناخ المقيم في ألاسكا، على تويتر كيف أن آخر مرة كان من الممكن أن تضرب فيها الرياح الباردة ما لا يقل عن 108على الأقل في جبل واشنطن كانت قبل 138 عاماً. باستخدام أشكال مناخية قديمة توضح درجة الحرارة ومتوسط سرعة الرياح على مدار 24 ساعة، قدر بريتشنايدر أن جبل واشنطن شهد برودة رياح تحت الصفر 108 في 22 يناير 1885.
أشد الأحوال الجوية قسوة
كتب كولين مكارثي، مراقب العواصف في كاليفورنيا: "شهدت منطقة ماونت واشنطن، نيو هامبشاير، أشد الأحوال الجوية قسوة على كوكب الأرض". وكتب أحد المراقبين على موقع تويتر "قمة جبل واشنطن تبدو وكأنها كوكب آخر". كما أشار خبراء الطقس، وقال تيري إلياسن، خبير الأرصاد الجوية في WBZ في بوسطن، إن ارتفاعات الغلاف الجوي كانت منخفضة جداً لدرجة أن أي شخص يتجاوز موقعه 4000قدم علو، مثل قمة جبل واشنطن - سيكون في وضع لا يحسد عليه.
